اعلنت وزارة الخارجية الأمريكية ان الولاياتالمتحدة ستقاطع مؤتمرا تعقده الاممالمتحدة بشأن العنصرية هذا الاسبوع مشيرة الى استخدام لغة مثيرة للاعتراض في الوثيقة الختامية للاجتماع. ورتبت الأممالمتحدة المؤتمر لتضميد الجروح الناجمة عن مؤتمر سابق مشابه عقدته في ديربان بجنوب افريقيا. وكانت الولاياتالمتحدة و(اسرائيل) انسحبتا من ذلك المؤتمر الذي عقد عام 2001 حين سعت الدول العربية الى اعتبار الصهيونية عنصرية. ونأت ادارة اوباما بنفسها بشكل كبير عن الاستعدادات الجارية لعقد اجتماع "ديربان 2" والذي يفتتح يوم الاثنين في المقر الاوروبي للأمم المتحدةبجنيف. وتعرضت ادارة اوباما لضغوط قوية من الكيان الصهيوني كي لا تحضر . وقال روبرت وود المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية " مع الأسف لن تشارك الولاياتالمتحدة في مؤتمر المراجعة" منهيا اسابيع من المداولات داخل ادارة اوباما بشأن ماذا كانت ستحضر. وأضاف وود انه تم ادخال تحسينات مهمة على وثيقة المؤتمر ولكن النص مازال يؤكد اعلانا صدر عن مؤتمر دربان اعترضت الولاياتالمتحدة عليه . وقال ان"الولايات لديها ايضا مخاوف خطيرة بشأن الاضافات الجديدة نسبيا في النص فيما يتعلق ب (التحريض) والذي يتعارض مع الالتزام الامريكي بحرية التعبير بلا قيود." وجاء اعلان مقاطعة المؤتمر بعد ثلاثة اشهر تقريبا من تولي باراك اوباما الرئاسة في الولاياتالمتحدة كأول رئيس امريكي من اصل افريقي. وقالت كندا ايضا انها تحضر المؤتمر بسبب مخاوف من تكرار" انتقاد اسرائيل" الذي حدث في المؤتمر السابق.ومازال الاتحاد الاوروبي يفكر في الامر. ودعت جمهورية التشيك التي ترأس الاتحاد الاوروبي حاليا الى عقد اجتماع امس الاحد لتقييم موقف الاتحاد بشأن حضور المؤتمر. وقالت متحدثة باسم الخارجية التشيكية "مازالت توجد عدة دول اعضاء في الاتحاد الاوروبي لم تتخذ قرارا بعد. "اننا على اتصال معهم وسيكون هناك قرار بشأن موقف مشترك قبل بدء المؤتمر." ولكن بريطانيا اكدت انها سترسل وفدا الى المؤتمر وان كان دون مسؤول رفيع. وقالت جوليت دي ريفيرو من منظمة (هيومان رايتس ووتش) ان الاجتماع في جنيف سيفتقر الى الثقل الدبلوماسي دون وجود واشنطن. واضافت "بالنسبة لنا فإنه امر مخيب جدا للآمال وهي فرصة ضائعة حقيقة بالنسبة للولايات المتحدة." وحذفت مسودة اعلان اعدت للمؤتمر كل الاشارات ل "اسرائيل" وصراع الشرق الاوسط ودعوة لحظر"تشويه الاديان" وهي رد يؤيده المسلمون على الرسوم الكاريكاتورية الدنمركية المسيئة في 2006 ويعتبره الغرب وسيلة لقمع حرية التعبير. واعترف وود بادخال تحسينات على الوثيقة ولكنه قال انها ليست كافية. وصرح دبلوماسيون ان التواجد البارز للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في الاجتماع جعل من المحتمل ان موضوعات شائكة ستظل تهيمن على اعمال المؤتمر. وسيلقي احمدي نجاد الذي قال في السابق ان (اسرائيل) "يجب ان تمحى من على الخارطة" وشكك فيما اذا كانت المحرقة النازية قد حدثت كلمة امام الجلسة المكتملة وسيعقد مؤتمرا صحفيا اليوم الاثنين يتزامن مع يوم ذكرى المحرقة. كما انضمت استراليا إلى الولاياتالمتحدةوكندا في مقاطعة المؤتمر. وقال وزير الخارجية الاسترالي ستيفن سميث في بيان "قررت استراليا عدم المشاركة في مؤتمر دربان." وأضاف "خص إعلان 2001 بالذكر إسرائيل والشرق الأوسط. وعبرت استراليا عن بالغ قلقها إزاء هذا في ذلك الحين." وتابع "لا يمكننا للأسف أن نكون على يقين من أن المؤتمر لن يستغل مرة أخرى كمنبر للتعبير عن آراء عدائية بما في ذلك الآراء المعادية للسامية." وكذلك أعلنت هولندا أنها ستقاطع المؤتمر.وذكر وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فيرهاجن أن سبب مقاطعة بلاده للمؤتمر هو استمرار محاولة بعض الدول إساءة استخدام المؤتمر لوضع رؤى دينية حول حقوق الإنسان على حد قوله. وأوضح الوزير أنه بصرف النظر عن الدول "التي أمامها الكثير لتفعله في مجال حقوق الإنسان" فإنه ستتم محاولة "وضع إسرائيل بصورة حصرية على منصة الاتهام" خلال المؤتمر. وأشار فيرهاجن إلى وجود مساع من جانب تلك الدول لفرض قيود على حق حرية التعبير عن الرأي ونفي وجود تمييز بين الأشخاص قائم على نوع جنسهم. ووصف فيرهاجن المسودة المطروحة للبيان الختامي للمؤتمر بأنها غير مقبولة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن بلاده سعت أكثر من مرة دون جدوى لإجراء تعديلات على نص البيان. وكانت (إسرائيل) والولاياتالمتحدة انسحبتا أثناء أعمال المؤتمر الأول بعد أن تعرض الكيان الصهيوني للهجوم والنقد بسبب الأيديولوجية التي قام على أساسها .