تعيش ناديا حنون في قلق دائم من ان تقوم الشرطة الاسرائيلية بتنفيذ قرار اجلائها من منزلها في حي الشيخ جراح في القدسالشرقية، بعد اصدار محكمة اسرائيلية هذا القرار لصالح جمعية يهودية متطرفة الشهر الماضي. وقالت ناديا (40 عاما) "لا استطيع النوم ولا يغمض لي جفن، فاي حركة في الليل تجعلني في حالة ترقب خشية ان تحضر الشرطة لطردنا من البيت". واضافت "لقد تشردنا، انا وزوجي ومجموعات من الاجانب حضروا للتضامن معنا، نبقى في البيت لحراسته، وارسلت اولادي لينامون عند امي خوفا عليهم لو هجم المستوطنون او قدمت الشرطة لطردنا". وتابعت "اذهب في الصباح الباكر عند والدتي لالبس اطفالي واجهزهم للذهاب الى المدرسة، وارجع الى البيت لتحضير القهوة للمتضامنين معنا". وبيت عائلة حنون بيت حجري قديم تتدلى على جدرانه اغصان الياسمين ودوالي العنب ويتكون من نحو 10 غرف وبستان ويسكنه 17 فلسطينيا. وعلقت على البيت الذي اصبح مركزا للمتضامنين الفلسطينيين والاجانب يافطة تقول باللغتين العربية والانكليزية "لن نرحل - لا للتطهير العرقي". وكان القضاء الاسرائيلي ايد اخراج عائلتي حنون والغاوي من منزليهما في حي الشيخ جراح في القدسالشرقيةالمحتلة. واوضحت ناديا ان "محكمة الصلح والمركزية امرت باخلاء منزلنا ومنزل عائلة الغاوي في 15اذار/ مارس الماضي بعد نزاع قضائي طويل على ملكية الارض المبني عليها البيوت مع جمعية يهودية متطرفة". ويقطن نحو 55 شخصا في المنزلين. من جانبه قال زوج ناديا ماهر حنون "ليس من العدل ان نرتمي في الشارع ونسكن في خيم. لقد فقدنا الاستقرار والسكينة، لا يهمهم انسانيتنا وادميتنا". واشار الى ان "المسيرة القضائية متعبة ومضنية، الشرطة والقضاء يحاولان ارهاقنا واجهادنا قبل اخلائنا من بيوتنا، نحن نعيش حرب اعصاب واستنزاف منذ اكثر من ثلاثين عاما". واوضح ان الشرطة اعتقلته في تموز/ يوليو الماضي لمدة ثلاثة اشهر لانه رفض اخلاء المنزل، "واعتبرت انني لا انصاع لقرارات المحكمة، والان تهدد باعتقالي واعتقال اخي ماجد لاننا لا ننفذ الاوامر". وتابع ماهر "نحن ولدنا وعشنا في هذا البيت، لكن مجموعة يهودية تدعي انها امتلكت الارض المقامة عليها بيوتنا منذ عام 1890، ولقد احضرنا وثائق من دائرة حفظ المخطوطات الدولية في اسرائيل تثبت ملكية الارض لعائلة فلسطينية 1820 حتى عام 1935، واستمرت ملكيتها لفلسطينيين". واضاف "كما جلبنا وثائق من مؤسسة الطابو في تركيا مؤخرا، وكشفنا عملية التزوير من قبل الجمعية اليهودية، الا ان المحكمة اعتبرت انها متأخرة وكان من المفروض ان تقدم منذ زمن بعيد وعليه يجب اجلاؤنا، الى ان تتخذ العليا قرارا مغايرا". اما محمد ماجد حنون (8 سنوات) فقال "كلما مرت سيارة شرطة امام بيتنا اخاف ان يرحلونا، انا احب بيتنا كثيرا ولا اريد تركه. اهلي يرسلوني كل ليلة لانام عند خالتي، خوفا علي من هجوم المستوطنين". وقالت خولة حنون والدة محمد "عندما اجلونا في المرة الاولى عام 2002 لم نستطع اخذ اي شيء معنا من البيت، ويطالبوننا الان بدفع ثمن اجرة ارضية مخازنهم". من جهته قال ناصر عبد الفتاح الغاوي الذي يواجه ايضا امر الاخلاء الذي صدر في 15 اذار/ مارس "عائلتنا مكونة من 38 شخصا نعيش في عدة بيوت في حي الشيخ جراح ويريدون طردنا بحجة ان الارض ملكية يهودية". واضاف " نقوم بحراسات ليلية على بيوتنا وحارتنا، حتى لا تحضر الشرطة لاخلائنا في الليل". وقال "في بعض الاحيان يحضر المستوطنون ويقومون باستفزاز الشبان ويفتعلون التعارك والشجار، لذلك علينا ان نكون يقظين". ومضى يقول "في عام 2002 اخرجونا من بيتنا وعشنا اربعة اشهر كاملة في خيمة نحن واولادنا وكانت ماساة حقيقية". وتابع "الاولاد في حالة عصبية دائما يتساءلون هل سنعيش في خيمة مرة اخرى" مضيفا "ابني ايمن (17 عاما) يصمت ويخيم عليه الذهول، وابني الاصغر محمد (11 عاما) لا يستطيع النوم واخوته الصغار يبكون طوال الليل". واوضح "لقد اخلونا عام 2002 من المنزل، وارجعونا في عام 2006، والان يريدون اخلاءنا بالرغم من اننا قد استأنفنا للمحكمة العليا باثباتات جديدة للملكية".