استبشر الشعب السعودي ببشارة خير وبركة بنجاح العملية الجراحية التي أجريت لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - حفظه الله - وزادت فرحتنا عند خروجه من المستشفى وهو يتمتع بصحة وعافية. تعجز العقول وتتعب الأيدي بالكتابة وتجف الأقلام وتنطوي الصحف عن الإشادة بفِعال هذا المعلم الإنساني الذي يعتبر رمزاً تاريخياً لما يتصف به من شيم سامية ووفاء نادر لا مثيل له. منذ ما يقارب الخمسين عاماً سألت أحد أعمامي رحمه الله عن كيفية عمله في مناطق متعددة بالمملكة إبان عهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وأخبرني ان أعمالهم ملتصقة بالحوار والتشاور مع الملك عبدالعزيز مباشرة ودون تكلف في مختلف الأمور ويستلهمون الحلول منه مباشرة. ومنذ ذلك الوقت استرعتني شخصية وصفات الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وشخصية وصفات الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظه الله - ومع ما درست وسمعت عن الملك عبدالعزيز، قرأت كثيراً من الكتب من داخل الوطن وخارجه عن تلك الشخصية العظيمة في تصرفاته وأفعاله. ومنذ زمن قرأت كتاب «ملوك العرب» للمؤرخ أمين الريحاني ويقول كما قال كثير من المؤرخين: «ها قد قابلت أمراء العرب كلهم فما وجدت فيهم أكبر من هذا الرجل (يقصد الملك عبدالعزيز) لست مجازفاً أو مبالغاً فيما أقول فهو حقاً كبير في مصافحته وفي ابتسامته وفي كلامه وفي نظرته». سريع الخاطر، لطيف الجواب.. هو رجل كبير القلب والنفس والوجدان والعفو عند المقدرة وصلة الرحم والشورى. ومن خلال خدمتي في القوات الجوية وفي عدة مناسبات رأيت شخصية الأمير سلطان بن عبدالعزيز شخصية مطابقة لوالده، وذا فهم عميق وشامل للأمور مراعياً مصلحة الدولة وأبناء الوطن والقوات المسلحة وأعمال الخير المتعددة بالرقي بها لتكون مثالية في أدائها لخدمة الوطن والمواطنين والمصالح العامة وبما انه يتبوأ المكان المناسب في الدولة فإن القيادة المتكاملة هي ميزته الشخصية المنظورة والعمل الأخلاقي هو ديدنه مبتعداً عن الأنانية ويكسب نشاطه اليومي على اكتساب الاحترام والثقة والتعاون، كما أن لديه القدرة (الذكاء) على الحكم على الأمور وتلك القدرة فطرية أي وراثية ممتزجة باكتسابه الخبرة الواسعة والمطلعة بعمق في شتى الأمور والمعارف المختلفة «الدينية والمهارة السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية» مكنته من أداء دوره بنجاح في جميع الظروف. وهو ذو ميزة بأنه يساعد على تقسيم العمل على أساس التخصص مع اتاحة فرص النمو والتقدم الوظيفي وتنمية روح الفريق الواحد في العمل وأن يكون المناخ المناسب لذلك، ويعطي السلطات الكافية لانجاز العمل عاملاً بمبدأ لا مسؤولية بدون سلطة لممارسة الاختصاصات ويفعل مبدأ التنسيق معتبراً ان التنسيق بين الوظائف يجب أن يسبق التنسيق مع شاغليها أخذاً بأساليب مفيدة لتحقيق التنسيق الفعال كالمجالس العليا الرئيسية بالدولة والاجتماعات الدورية. ويتحلى بالقرار الحكيم والسليم بحكم قدرته على المبادرة والابتكار وتحمل المسؤولية والثقة بالنفس مع ضبطها في المواقف المتعددة والمختلفة سواء كانت سياسية، مدنية، عسكرية، اجتماعية.. وهو مستمع جيد وإذا حدث أن تعثر أحد في إيصال الفكرة ساعده في ذلك واثنى عليه وهو لا يمل ولا يكل لمن يحادثه مهما أطال الحديث. ولديه مواهب نادرة امتزجت مع معايير شخصيته لتجعله دون منازع من القادة والرجال العظماء. وهو ملم بالمعرفة التامة في الأمور الشاملة والرأي الأتم في الشؤون المدنية والعسكرية. فاتذكر وأنا برتبة ملازم طيار ان أحد وزراء دفاع إحدى الدول العربية زار المملكة وحضر بمعية سموه لزيارة القاعدة للاطلاع على طائرات السي - 130 هيركلز العملاقة وابتهرنا جميعاً حينما أخذ سموه يحادث ضيفه عن الطائرة ومعرفته الدقيقة بكل تفاصيلها الفنية والعملياتية.. كانت تلك الوقفة الباهرة دافعاً للجميع ولي شخصياً في التركيز على معرفة قدرات تلك الطائرة بتميز لاحقاً. وعند التحادث مع الزملاء العسكريين بمختلف القطاعات العسكرية أشادوا هم أيضاً بمعرفة سموه لجميع أنواع الأسلحة البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي.. ويكفينا فخراً أن قواتنا المسلحة عامة والقوات الجوية خاصة هي من أفضل القوات الجوية في العالم حيث حصل أحد الطيارين السعوديين منذ ما يقارب «12» عاماً على أفضل طيار وأكثر ساعات طيران على طائرات ال إف - 15 في العالم وأخذ على ذلك وساماً عالياً من الدولة المصنعة - الولاياتالمتحدةالأمريكية.. كل ذلك بفضل من الله ثم عناية ورعاية سموه المتواصلة.. ولسموه مواقف إنسانية وخيرية لا تعد ولا تحصى. يتكرر شرح سموه على المعاملات والمطلوب موافقته فيها بأساليب وعبارات طيبة للنفس كعبارة لا بأس - هذا شيء طيب - لا مانع - جهود طيبة - أعيدوا النظر وارفعوا لي مرئياتكم، ولقد حصلت على خطاب شكر موقع من يد سموه يشكرني على ما بذلت من جهود لإعداد بحث عسكري عن الطائرات الموجهة من بعد. هذه الشجون العطرة عن سموه والتي لا استطيع أن اختم أمجاد وفعال سلطان بن عبدالعزيز والتي تعجز ذاكرتي وقلمي عن تسطيرها وتحتاج تلك الأمجاد والخصال إلى طاقم متكامل لتخليدها للتاريخ وتحتاج إلى موسوعات متعددة.. وقدرتي أن أرفع يدي إلى رب العزة والجلال بأن يحفظ الله سموه ذخراً للمواطنين والمقيمين في بلدنا الغالي المملكة العربية السعودية وللأمة العربية والإسلامية وأن يعود لنا سالماً، حفظ الله سموه وله مني التحية والاحترام.