هل تعلم أن في المملكة العربية السعودية 161 جمعية تعاونية؟ أنا لم أكن أعلم ، لذا اندهشت حين قرأت قبل أيام عن تشكيل أول مجلس إدارة لمجلس الجمعيات التعاونية في المملكة، برئاسة الدكتور ناصر بن إبراهيم التويم ، و سبب دهشتي أن المفهوم العالمي للجمعية التعاونية هو أنها مركز يتبع للدولة تباع فيه السلع الاستهلاكية بأسعار مخفضة ليتمكن ذوو الدخل المحدود من الشراء و ليحد من جشع تجار القطاع الخاص الذين لا يتوقفون عن رفع أسعار السلع الاستهلاكية يوما بعد يوم .. و الجمعيات التعاونية لها شهرة واسعة في بلدان مجاورة مثل الكويت و مصر و تكاد خدماتها أن تصبح الخبر الأول الذي يتداوله الناس صباح كل يوم ، فما أن يقال إن في الجمعية أرز مثلا حتى يبادر الناس للشراء الموسع باعتبار أن الأسعار هناك تقل كثيراً عن أسعار المحلات التجارية الكبرى .. لكن هنا في المملكة و على الرغم من حقيقة وجود 161 جمعية تعاونية إلا أنني خلال عشرين عاما لم اسمع أن رب أسرة اشترى مستلزماته من الجمعية التعاونية و لم ألاحظ أن هناك مصدراً حكومياً يمكن أن يخشى التجار من منافسته لهم في بيع السلع و بالتالي يقومون بتخفيض أسعارها وفقا لقانون المنافسة .. لقد دعمت الدولة قبل سنتين تقريبا الأرز والحليب ومع ذلك لازالت أسعارهم عالية و ينوء بحملها عدد كبير من محدودي الدخل و لو كانت الجمعيات التعاونية الاستهلاكية توفر السلع بأسعار مدعمة إذن لما وجدت مشكلة فإذا ما عجز المستهلك عن الشراء من المحلات التجارية الخاصة بوسعه إيجاد البديل دون عناء ، و لكن الحاصل أن 161 جمعية تعاونية لم تلعب دوراً في تخفيض الأسعار و تأمين السلع الاستهلاكية بثمن مناسب لكل محتاج في المملكة لذا فإننا ننتظر ما سيضيفه الدكتور التويم على تاريخ الجمعيات و حماية المستهلك و نسأل الله أن يعينه على ذلك ....