بعد فشل عدوانها الكبير على قطاع غزة في وضع حد لصواريخ المقاومة الفلسطينية، بدأت اسرائيل تعول على ما اسمته ب القبة الحديدية"، وهي منظومة من الصواريخ الاعتراضية كحل "ناجع" لمواجهة الصواريخ قصيرة المدى. وذكرت صحيفة " هارتس" العبرية امس الجمعة ان سلطة تطوير الوسائل القتالية " رفائيل" توقع ادخال القبة الحديدة" للعمل في صيف العام 2010 ، بحيث ستكون قادرة على اسقاط الصواريخ البدائية التي تطلقها المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة باتجاه المستوطنات الاسرائيلية. واشارت الصحيفة الى التجربة التي اجرتها "رفائيل" الشهر الماضي والتي تكللت بالنجاح-على حد قولها- ولهذا يجري التخطيط لاجراء تجربة اخرى الصيف المقبل بحيث ستجرى عملية كاملة لاسقاط مقذوفة صاروخية. وحسب الخطط الاسرائيلية، ستوفر "رفائيل"، المنظومة الاولى لسلاح الجو قبيل نهاية السنة الحالية، بحيث ستكون قادرة توفير الحماية لمنطقة "سديروت" وربما منطقة عسقلان الابعد باتجاه الشمال. لكن تكلفة "الصاروخ الاعتراضي" تثير جدلا في اسرائيل، فرغم الجهود لتخفيض تكلفته الى ما دون 50 الف دولار للصاروخ الواحد، الا ان البعض يرى في ذلك تكلفة عالية اذا ما قورنت بسعر صواريخ المقاومة . وحسب "هارتس" فان شركة "رفائيل" ترى في الحسابات التي يقدمها معارضو المشروع، والفارق الهائل بين كلفة صاروخ الاسقاط وبين كلفة صاروخ القسام امر مبالغ فيه، لافتة الى ان الرادار يفترض أن يسمح للمنظومة بان تشخص مسبقا أي صواريخ من شأنها أن تسقط داخل منطقة مأهولة واستبعاد اطلاق صاروخ اعتراضي في حالة يكون فيها مسار حركة صاروخ القسام يدل على أنه سيسقط في ارض مفتوحة، بعيدا عن الاماكن المأهولة. ويرى المدافعون عن مشروع "القبة الحديدية" ان نحو ربع اجمالي الصواريخ التي اطلقها حزب الله في حرب لبنان الثانية، أي نحو الف صاروخ كاتيوشا فقط، سقطت في مناطق مأهولة. ولو كان يوجد لدى اسرائيل منظومة اعتراض فاعلة في تلك الحرب، كما يعتقدون في "رفائيل" لكان ممكنا اسقاط معظم الصواريخ بكلفة اجمالية لبضع عشرات ملايين الدولارات فقط. يشار الى ان اسرائيل شنت حربا شعواء كلفتها وكلفت قطاع غزة مليارات الدولارات اضافة الى آلاف الضحايا من الفلسطينيين والعشرات من الاسرائيليين تحت ذريعة وضع حد لصواريخ المقاومة، الا ان الحرب انتهت دون ان تحقق اسرائيل هذا الهدف وعادت الصواريخ لتنهمر فوق المستوطنات الاسرائيلية منذ اللحظة الاولى لانتهاء الحرب.