راقب خبراء أمن المعلومات في العالم باهتمام كبير تطور "دودة" "كونفيكر Conficker " القوية والتي يفترض أنها تتعزز بحلول الأول من ابريل. وحسبما يتوقع الخبراء، يتطور هذا الفيروس من الشرق إلى الغرب مع تغير اليوم. وقال بول فيرغوسون خبير التهديدات المعلوماتية في مجموعة "ترندو مايكرو" في محاولة لتهدئة المخاوف من هذا الفيروس المعلوماتي إن "الطائرات لن تسقط والانترنت لن تتفكك". وأضاف إن "اللغز الكبير هو معرفة ما سيفعله الذين يقفون وراء كونفيكر. سيطرتهم على عدد كبير من الحواسيب أمر مخيف. بضربة فأرة واحدة يمكنهم أن يفعلوا ما يشاءون بآلاف الأجهزة". ووعدت المجموعة العملاقة لبرامج المعلوماتية "مايكروسوفت" بمكافأة قدرها 250 ألف دولار بمن يقدم معلومات تسمح بكشف المسؤولين عن الفيروس المعروف أيضا باسم "داوناداب". وهذا الفيروس هو برنامج قادر على تكرير نفسه مستغلا الشبكات أو الكمبيوترات التي لم يتم تحديث برامج حمايتها من الفيروسات مؤخرا. وقد تمت برمجته ليتحول الأربعاء إلى فيروس لا يمكن وقفه وظهر عندما انتقلت بعض الحواسيب إلى تاريخ الأول من نيسان/ابريل. وقالت مجموعة من الخبراء تراقب تحركات الفيروس على الانترنت في آسيا وأوروبا بينما كان المساء في أوله في الولاياتالمتحدة، إن الفيروس يتعزز. والفيروس برمج أولا لضرب 250 موقعا على الانترنت يوميا. لكنه بدأ يوم الأربعاء الماضي يضع لوائح تشمل خمسين ألف موقع، وتشمل 500 موقع يوميا. و حتى الآن لم يعط القراصنة الذين ابتكروا هذه "الدودة" الموجودة حتى الآن في مليوني جهاز كمبيوتر، أوامر محددة. وقال فيرغوسون ملخصا الوضع "هناك مسدس محشو في مكان ما لكن لم يضغط احد على زناده". وكان "كونفيكر" رصد للمرة الأولى في تشرين الثاني/نوفمبر 2008 بإصابته كومبيوترات عن طريق الانترنت أو عبر الاختباء في المعطيات المسجلة على شرائح "اليو اس بي"، لينتقل من جهاز الى آخر. وفور دخوله الكمبيوتر يبني دفاعات تمنع إزالته. وهذا الفيروس يسمح بسرقة معلومات او السيطرة على الأجهزة التي يدخلها ويدرجها في شبكة كم الأجهزة التي يستخدمها قراصنة. من جهته أكد أيمن الراشد خبير أمن المعلومات للرياض على ما ورد في تصريح بول فيرغوسون مضيفاً أنه يشبه "كونفيكر" بالخلايا النائمة ،و أنه قد تكون هناك العديد من أجهزة الحاسب الحاملة للفيروس بانتظار لحظة الصفر كي ينشط الفيروس ويقوم بعمله التخريبي ،مؤكداً بأن المستخدمين الذين قاموا بتحديث برامج الحماية من الفيروسات قبل إصابة أجهزتهم يعدون خارج دائرة الخطر. أما أخصائي أمن المعلومات عمرو عبدالله العولقي فيعتقد بأن ظهور الفيروس ليس بجديد حيث كان أول ظهور له في أكتوبر 2008م ولكن النسخة المحدثة منه والتي عجزت الكثير من شركات مكافحة الفيروسات من التصدي لها قبيل انتشارها مما ساعد في إصابة ملايين الشبكات والأجهزة في شتى أنحاء العالم مثل وزارة الدفاع الفرنسية والكثير من القطاعات الخاصة الكبرى مثل شركة الياهو العالمية, كما يعتبر فيروس كونفكير من الفيروسات الذكية جداً لأنه ينتقل بشكل هادئ من جهاز إلى آخر بدون علم الضحية وذلك بالاعتماد على ضعف أمني في أنظمة ويندوز يقوم بدورة الفيروس بتحويلها إلى ثغرة أمنية تساعده في الانتشار والتحكم بالأجهزة المصابة أو حتى استخدامها في عمليات هجوم على مواقع أخرى أو أجهزة باستخدام تقنيات "البوت نت" التي يتمحور دورها في إيقاف الخدمة وحجبها , ويرى العولقي أن الكثير من برامج مكافحة الفيروسات المعروفة فشلت في إزالة هذه الدودة حتى بعد التحديث لما تتمتع به من إمكانيات تطوير نفسها وذلك بفضل ارتباطها المباشر بشبكة الإنترنت, كما نشر نقلاً عن شركة سيمانتك الرائدة في مكافحة الفيروسات تحذير من البحث عن أي معلومات حول فيروس كونفيكر الشهير, حيث يبدو أن العديد من المواقع تحتوي على روابط قد تؤدي بالمستخدم إلى إصابة نفسه بفيروس كونفيكر الذي يستفيد من أنظمة ويندوز الغير محدثة, ونصحت الشركة المستخدمين باستخدام برامج الحماية وتحديث الأنظمة لتلافي خطر هذه الدودة التي أصبحت تهدد مصادر المعلومات وأمنه.