يقول الكاتب مكسيم غوركي: (دائما السعادة صغيرة و بسيطة إذا أمسكناها بأيدينا، لكن عندما نطلقها، نعلم في اللحظة كم هي كبيرة و غالية علينا).. فالسعادة .. بنظري تعادل الصحة ما أن يفقدها الانسان، حتى يعلم في تلك اللحظة أثرها القوي والكبير عليه، ومهما حاول الإنسان دفع أموال الدنيا وكنوزها لشراء سعادته فلن يفلح في ذلك، لماذا؟ لأن السعادة ليست أمراً حسيا فقط؛ بل تتضافر لتكون احساسا، وفعلاً وعملا وقولاً، وصبرا، لها وسائل وطرق خاصة يجب النفاذ إليها، وكشف سرها السحري، للوصول لعالم السعادة، ولا يتحقق ذلك إلا بطمأنينة القلب وسكينته أولا..وهي بالطبع ليست صناعة ولكنها قوة ما أن نجذبها إلينا نتمتع بنشاط و شعور وإحساس؟ وكما أن (للسعداء) في هذه الحياة علامات لا يمكن للعين أن تخطئها، أيضاً لمبدعي الفنون البصرية باختلاف جنس إبداعهم علامات يمكن ملاحظتها والاستدلال بها ومعرفة مدى سعادتهم من تعاستهم. هذه العلامات كثيرة، لعل أهمها أن مبدع الفنون البصرية يحرص عند التعامل مع زملائه المبدعين وغير المبدعين بروح شفافة، تتسم بإشاعة الجمال وبث روح الفن بكل محبة وصفاء الأمر الذي يبني له ولزملائة جدارا من السعادة المتينة. أيضاً تستطيع كشف سعادة مبدع الفنون البصرية من خلال تواجده الدائم في المعارض والملتقيات الثقافية والوقوف بجانب زملائة المبدعين. أيضاً من خلال حرصه على الوقوف بجانب المواهب الجديدة ودعمها ومساندتدها لدخول عالم الفن برحابة ومحبة وإبداع. ولعل أبرز علامة تميز سعادته هي ملازمته لمرسمه وألوانه، وكاميرته، وآزاميلة، وأقلامه، وعدته الفنية التي أينما ذهب تجدها معه كا (الذهب) بل أغنى في نظره لأنها مصدر سعادته التي لا يمكن شراؤها منه بالمال. وميزة سعادة مبدع الفنون البصرية أنها لا تقتصر عليه وحده؛ بل يتعدى ذلك بدخولها في التأثير في سعادة بيته وأولاده، ومجتمعه ودولته، وعالمه. أخيراً.. هل سأل المبدعون أنفسهم: هل هم سعيدون؟، أم هل هم تعيسون؟ وهل سيسعون نحو الحفاظ على سعادتهم، ان كانوا كذلك؟ نظرة: أيها المبدعون : لا تفرطوا بسعادتكم وسعادة غيركم! فالسعادة كما يقول الشاعر: هي بنت قلبك بنت عقلك ليس تشرى بالنقود.. فاسعد بذاتك أو فدع/ أمر السعادة للسعيد ..