لأننا نعيش موضة "حملات المقاطعة"، والتي تجد رواجاً كبيراً بين مختلف فئات المجتمع السعودي هذه الأيام، فلا ريب أن نضيف على القائمة حملة جديدة، خصوصاً إذا ما كان الهدف منها "قرصة أذن" لصالح المجتمع. الحملة التي أعلنها اليوم، اخترت لها شعار "خلوه يولّي"، و"يولّي" تعني باللهجة العامية : "اسحبوا عليه" أو "لا تعبرونه"، ومعان أخرى تدور في هذا المضمون. الحملة تستهدف مقاطعة بعض مشاهير الفن في السعودية من بينهم راشد الماجد، رابح صقر، خالد عبدالرحمن، ناصر القصبي، وغيرهم. ولأني على يقين بأن عدداً كبيراً من جماهير هؤلاء النجوم والذين لا يختلف على نجاحهم ابن امرأة، سيثورون ويغضبون، ويكيلون الشتائم، ولن يسألوا لماذا؟ ولمَ؟ وكيف؟ بل سيتسابقون إلى إيجاد الأعذار لنجومهم، فهم ليسوا من بين المستهدفين في هذه الحملة. أما الذين يبحثون عن السبب، فأقول لهم: متى آخر مرة، عفواً أقصد أول مرة، شاهدتم فيها راشد الماجد يتبنى أو يشارك في مناسبة لأطفال مصابين بالسرطان أو رأيتموه يترك "يخته" في أحد الأعياد ليقدم الهدايا لبعض الأيتام!؟. هل سمعتم يوماً أن خالد عبدالرحمن زار عدداً من مدارس المرحلة الثانوية للبنين في الرياض (ما نبي نكلف عليه) ليحذرهم من مضار التدخين مثلاً!؟. هل قرأتم خبراً مفاده أن رابح صقر زار إصلاحية (سجن) الأحداث مشاركاً في أحد برامج إعادة تأهيلهم! هل أخبركم صديق ما، بأن ناصر القصبي قرر أن يتبرع بجزء من نصيبه من إعلانات "طاش" مساهمة منه في مشروع بناء وحدات سكنية للفقراء والمحتاجين!! لذا، وكما قاطعتم الجبنة الدنماركية والسيارة الأميركية فلا ضير أن تمتنعوا ولو لأشهر قليلة عن حضور حفلاتهم وأعمالهم أو شراء ألبوماتهم أو حتى الهتاف لهم، لعلهم يتذكرون أن من أوصلهم لما هم فيه اليوم بعد توفيق الله هم أبناء مجتمعهم، وأن إسهامهم في أي عمل مجتمعي، ليس كرماً منهم بل واجباً تحتمه عليهم المسؤولية الاجتماعية.. إن كانوا يفهمون معنى المسؤولية الاجتماعية المناطة بالمشاهير أصلاً!.