أعزائي الكرام، قد اعتدنا في الأيام السابقة، أن نتناول أحد المواقع الإلكترونية، بعد اختياره، والقيام بالتعمق بمحتواه، والوقوف على خصائصه، وما قد يتميز به، أو ما يعاب عليه، أو يفتقر إليه، والهدف من وراء ذلك؛ هو تحسين الخدمات الإلكترونية في المملكة، وبيان نقاط الضعف، وإبراز نقاط القوة في تلك المواقع الإلكترونية. أما اليوم، فسنستعرض عدة مواقع مختلفة، لا توجد بها أخطاء برمجية، أو ضعف في بنائها الهيكلي، أو يوجد بها سوء تصميم، أو توزيع أيقونات غير ملائم، فالأمر أكبر من ذلك بكثير، بل هي طامة كبرى ،(إن جاز لنا التعبير)، فهي عار وشنار على الخدمات الإلكترونية في المملكة، فعلى القائمين عليها سرعة تدارك الأمر، كلٌ فيما تحت يده، وكل على قدر مسئوليته. فلدينا أيها السادة، مواقع إلكترونية، وخير من إنشائها، هو إلغاؤها، فهي لا تؤدي الغرض، ولا تخدم الناس الذين من المفترض أن تقدم لهم الخدمات سهلة ميسرة. وخير من أولئك، من لا يملك مواقع إلكترونية أصلا، وكأنه في معزل عن العالم، وكأن الذي يحدث الآن من تحول رقمي نحو التعليم الإلكتروني، وخدمات الحكومة الإلكترونية، وغيرها، لا تعنيه. فدعونا نبدأ بالفئة الأخيرة هذه، وهم؛ من لا يملكون مواقع إلكترونية من الأساس، ومن الأمثلة عليهم؛ كلية الملك فيصل الجوية، وكلية الملك عبدالعزيز الحربية، والهيئة العامة للإسكان، ونتمنى أن لا تطول القائمة. ولكن في رأي المتواضع؛ أن هؤلاء هم أحسن حالا ممن لهم مواقع إلكترونية، ولكن لم يتم تحديثها منذ سنين، أو من له موقع إلكتروني، وهو لا يعرف الهدف الحقيقي من إنشائه، أو من هم المستفيدون الفعليون من خدماته عشرة شهور صيانة!! لوزارة الاقتصاد والتخطيط، موقع إلكتروني على الرابط www.cds.gov.sa، الغريب في هذا الموقع، أنه تحت الصيانة منذ ما يقارب عشرة أشهر!، حيث ذكر ذلك التاريخ في الاعتذار الموجود في الصفحة الرئيسية. صحيح أن للوزارة موقعاً آخر هو www.mep.gov.sa ، ويبدو أن الموقع المشار إليه أعلاه، قد انتقل إلى اسم النطاق الثاني الجديد، وترك الأول على ما هو عليه، هذا هو أحد الاحتمالات الواردة، ولكن ألا يمكن إعادة توجيه الزوار إلى الموقع الجديد بما يسمى Redirection، أو كتابة اسم النطاق الجديد يدويا لإعلام الزوار بذلك التغيير، بدلا من استمرار الصفحة بهذا الشكل المشين، والذي يقرأه العربي والأعجمي على حد سواء، فقد كتب الاعتذار، وموعد استئناف العمل باللغة الإنجليزية، ليكون كل العالم شهودا على تقدمنا التقني، وحرصنا على اللحاق بركب من سبقونا في هذا المجال. حجاج بيت الله، لا يتكلمون العربية!! هذا ما قرره الموقع الرسمي لوزارة الحج؛ www.hajinformation.com ، حيث تم تصميم هذا الموقع، وهو الموقع الرسمي للوزارة، باللغة الإنجليزية، والفرنسية فقط، ولن تجد أي كلمة عربية إلا في شعار الوزارة، وقد يتساءل شخص، كيف هو الموقع الرسمي، وهو ينتهي بامتداد (com)، فأقول هو الموقع الرسمي؛ لأنه هو المسجل في موقع البوابة الإلكترونية الحكومية www.saudi.gov.sa، ويفترض أن تكون المواقع المسجلة هناك هي الموقع الرسمية، وأما لماذا انتهت ب(.com)؛ فيسأل عن ذلك أيضا المسئولون في الحكومة الإلكترونية التي يفترض أن لا يتم قبول أي موقع لا ينتهي بنطاق (.gov.sa). نرجع لموضوعنا، فمن تتبعي لمواقع وزارة الحج ظهر لي أنه لا يوجد موقع رسمي حقيقي لها، فهناك عدة مواقع متفرقة تابعة لإدارات معينة؛ مثل إدارة حجاج الداخل www.localhajj.info ، والإدارة العامة للشئون الإدارية والمالية www.hrhajj.net ، وهذا دليل على عدم التخطيط للموضوع أساسا، فعلى المسئولين في هذه الوزارة العريقة أن يتداركوا الأمر، وبناء بوابة موحدة one Portal، ليتم استيعاب جميع المواقع السابقة، واعتماد اللغة العربية كلغة رئيسية للموقع، وإضافة لغات أخرى حسب الحاجة، ولا يقتصر على الانجليزية، والفرنسية. موقع الجوازات يقدم خدمات استثمارية!! تفيد آخر إحصائية أن أكثر 90% من خدمات المديرية العامة للجوازات، تقدم بطريقة إلكترونية، وهذا انجاز رائع، والكل يشهد ما حققته إدارة الجوازات من قفزات جبارة، ونجاحات تقنية هائلة، ولكن هناك ملاحظات على موقعهم الإلكتروني، أتمنى أن تتسع صدورهم لها، وقد تطرقنا في عدد سابق بشيء من التفصيل عن الموقع الإلكتروني، ولم يردنا منهم أي تجاوب حتى الآن، ولم يتغير على ما يبدو لي أي شيء يذكر، وعلى العموم فهذا شأنهم، ولكن ما سيتم ذكره اليوم أرجو أن لا يبقى كثيرا. ففي قسم (الأسئلة والأجوبة)، يوجد سؤال بالصيغة التالية: "كيفية الدخول إلى حسابي الخاص؟"، والمفترض أن تكون الإجابة هي شرح لطريقة الدخول، وإيراد مميزات التسجيل في الموقع، ولكن الإجابة أتت مغايرة تماما، حيث جاءت كالتالي: (يمكن الدخول إلى معظم أقسام الموقع مجاناً. أما الدخول إلى الأقسام التالية فيحتاج إلى الاشتراك أو شراء منتج ما أو أن تكون احد المستثمرين في الموقع :- التحليلات - بيانات ومعلومات مالية مستقبلية من خلال الاشتراك. الأبحاث - أحدث التقارير التي تم نشرها وذلك من خلال شرائها مرة واحدة فقط. لعبة التداول - متاحة فقط للمستثمرين في الموقع). فأي استثمار يقدمه هذا الموقع، وما هي التحليلات، ولعبة التداول التي أوردها الموقع. فالذي يظهر أن الموقع تم استنساخه من موقع مالي، أو استثماري. ** ذو صلة: شكر خاص للقارءين؛ الأخ عبدالله التركي، والأخ محمد السلطان، اللذان أمدا معد التقرير، بمعلومات مفيدة، أفادت في إبراز هذا التقرير. وننتظر المزيد منهما، ومن جميع القراء. للتواصل أرسل رسالة قصيرة على الرقم 88522 تبدأ بالرمز 444 يتبعها النص والاسم، أو من خلال البريد الالكتروني للصفحة [email protected]