أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان قمة مجموعة العشرين كانت «مثمرة جدا» وتشكل «تحولا» عبر اتخاذها «مجموعة جهود منسقة لا سابق لها». وقال اوباما خلال مؤتمر صحافي في لندن اثر اختتام القمة «لقد اختتمنا قمة مثمرة جداً ستشكل على ما اعتقد تحولا في سعينا الى تحقيق النهوض الاقتصادي». واضاف «في هذا الوقت الذي ترتبط فيه اقتصاداتنا بعضها ببعض اكثر من اي وقت مضى تعرض ضرب العالم بأسره هذا الركود المدمر. واليوم، رد زعماء العالم بمجموعة لا سابق لها من الاجراءات الشاملة والمنسقة». وتابع الرئيس الاميركي «اليوم، تعلمنا دروس الماضي. اعلم انه خلال الايام التي سبقت القمة مزج البعض بين ما كان نقاشا شريفا ومفتوحا وبين خلافات غير قابلة للحل. ولكن بعد اسابيع من المحادثات الحكيمة، اتفقنا على سلسلة اجراءات لا سابق لها لاعادة النمو والحؤول دون حدوث ازمة مماثلة في المستقبل». وشدد اوباما على ان قمة العشرين اتخذت ايضا خطوات اصلاحية كبرى ضد «نظام الرقابة المالية الفاشل» الذي قوض الازدهار الاقتصادي في العالم، و«رفضت الحمائية التي من شأنها ان تساهم في تفاقم هذه الازمة». وبما يخص الدول الفقيرة اعلن الرئيس الاميركي مضاعفة المساعدات الغذائية الاميركية لافريقيا واميركا اللاتينية وباقي المناطق الفقيرة، لافتا الى ان هذه المساعدات ستركز خصوصا على التنمية الزراعية في هذه الدول. من جانبه اعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيدف ان القمة خطت «خطوة في الاتجاه الصحيح»، مؤكدا بالمقابل ان محادثاته مع نظيره الاميركي باراك اوباما كانت جيدة ولكن دون احراز «تقدم». وقال مدفيديف ان قرارات القمة تشكل «خطوة الى الامام، انها خطوة في الاتجاه الصحيح. بالطبع لم يكن بامكاننا ان نحل كل المشاكل، ولكن على اي حال هذا لم يكن هدفنا اليوم». واضاف «كنت اتمنى لو كان بامكاني ان اقول انها (القمة) تشكل تحولا (...) ولكن بوصفي رجلا مسؤولا لا يمكنني قول ذلك «مؤكدا بالمقابل ان القرارات التي خرجت بها القمة ترتدي طابعا تاريخيا. وقال «قبل عشرين او خمسة وعشرين عاما لم يكن احد ليتصور ان دولا مختلفة الى هذه الدرجة، ذات اقتصادات وذهنيات وتقاليد مختلفة الى هذه الدرجة، ستجلس على المائدة عينها وستتمكن من الاتفاق على العمل في ظروف صعبة الى هذه الدرجة، وبهذه سرعة». وبما خص اللقاء الذي جرى بينه وبين نظيره الاميركي الاربعاء قال مدفيديف انه «نجح في اجراء هذا اللقاء»، مضيفا «ولكن (...) يمكنني ان اقول اننا احرزنا تقدما حقيقيا بشأن المسائل الاكثر اهمية، لننتظر وسنرى». من جانبها أعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل امس خلال مؤتمر صحافي ختام قمة مجموعة العشرين ان القمة توصلت الى «تسوية تاريخية لازمة استثنائية». وقالت ميركل ان المفاوضات التي جرت في القمة بين القادة كانت «شاقة» ولا سيما بسبب الخلافات بين الولاياتالمتحدة وبريطانيا واليابان من جهة وفرنسا والمانيا من جهة اخرى، على موضوع التحفيز الاقتصادي بواسطة الموازنة الذي دعمه الفريق الاول ورفضه الثاني. واضافت ان هذه المفاوضات تميزت من جهة اخرى في «الرغبة في التوصل الى تسوية». و«روح زمالة حقيقية». من جانب آخر اعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن ارتياحه للنتائج التي خلصت اليها القمة في ضبط النظام المالي الدولي معتبرا هذه النتائج «أكثر مما كان يمكن ان نتخيل». وأعلن المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس - كان ان القمة خرجت بقرارات تشكل مجتمعة «أكبر خطة نهوض اقتصادي موحدة على الاطلاق». من ناحيته قال رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني ان مجموعة العشرين ستعقد قمة ثالثة بشان الازمة المالية العالمية بحلول نهاية الخريف في اليابان لمتابعة تنفيذ ما اتفق عليه زعماء المجموعة في اجتماعهم في لندن هذا الاسبوع واجتماع واشنطن في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. وأبلغ برلسكوني مؤتمرا صحفيا عقب انتهاء اجتماع زعماء المجموعة في لندن «رئيس الحكومة اليابانية مستعد لاستضافة هذا الاجتماع والرئيس الامريكي يؤيد ايضا أن تعقد القمة الثالثة لمجموعة العشرين في اليابان».