جاء كتاب بعنوان شذرات من تاريخ ذبيان الغطفانية من تأليف الأستاذ محسن عطية البردي الذبياني، في حوالي 450 صفحة. وفي الفصل الاول تحدث المؤلف عن خلفيات تاريخية عن أهمية الأنساب وطبقاتها، وكذلك تقسيمات الشعوب العربية حيث ينقسمون العرب إلى قسمين رئيسين وهما: القبائل القحطانية والقبائل العدنانية، واختتم هذا الفصل بالحديث عن خندف وشبابة والقبائل التي تندرج تحت مسمى خندف أو تحت مسمى شبابة. وفي الفصل الثاني تحدث عن نسب بني ذبيان وفروعها وحروبها وبعض اعلامها في التاريخ حيث تحدث عن عشرين علماً من أعلام بني ذبيان، وبشكل مطول عن النابغة الذبياني المسمى (زياد بن معاوية) وتطرق لولادته حيث أنه ولد بقرية النخلة الواقعة بتهامة بني ذبيان، ويعتبر هذا الكتاب أول كتاب يتحدث عن ولادة هذا الشاعر. بينما عالج الفصل الثالث وضع قبيلة بني ذبيان في العصر الحالي وتطرق لذبيان جهنية وعتيبة وأماكن تواجدهم وأقسامهم ودون أسماء شعراء وشيوخ ذبيان عتيبة في الماضي والحاضر. وقد ركزت الدراسة في هذا الباب على تاريخ بني ذبيان الواقعين بين العرض وأضم والممتدين شرقاً حتى جبال عمد بالحجاز مع توضيح نسبها وتقسيماتهم، وفي بداية العهد السعودي الميمون كان الخطاب يوجهه إلى كبار بني ذبيان في تهامة والحجاز، ثم تطرق إلى نسب الفقهاء وكذلك قبيلة متعان الموجودين في المنطقة، ثم بيان أسماء مشايخ بني ذبيان الواقعين بين العرج وأضم وذلك من عام 888 ه حتى يومنا هذا وكذلك معلومات عن بعض شيوخ القبيلة وبعض الأحداث التي مرت بهم. وتحدث عن أسماء القرى والهجر في بني ذبيان في تهامة والحجاز ومنها القرية الخاصة بتربية النحل وحصنها المنيع ولأسماء الجبال والأودية الهامة في منطقة بني ذبيان، واختتم هذا الباب بتوضيح الأسباب التي أدت إلى اختلاف المؤرخين في العصر الحالي حول نسب القبيلة وأورد عدداً من الكتب التي حصل بها بعض الأخطاء. أما الفصل الرابع والأخير فقد اشتمل على عدة موضوعات ومعالجة الكثير من المشاكل حسب رؤية دينية وفكرية منها: الحالة الاجتماعية وعن الأسرة والقبيلة والزواج والكرم والأعياد المناسبات والختان ماضياً حاضراً واشتملت الدراسة على عدد من المجتمعات. وتطرق إلى الحالة الاقتصادية ماضياً وحاضراً وفيها تحدث المؤلف عن الزراعة وعلم الفلك، الرعي، الصناعة وأعمال الرجال والنساء ثم التجارة. كذلك عن الحالة الثقافية وعن التعلم والشعر، والأمثال، والقصة والغوص، والطب، والأثار وفي هذا الفصل دون كذلك قصصا حقيقية وقصصا خيالية (الحكاية) من واقع مجتمع بني ذبيان. وتحدث عن الأحوال الرياضية «الألعاب الشعبية، وفيها وصف ثماني عشرة لعبة وهواية الصيد وعن الوسائل المستخدمة في الصيد ماضياً وحاضراً وكذلك عن الحيوانات والطيور المنقرضة مثل النمر العربي، وأورد كذلك بعض القصص الحقيقية عن النمر العربي وغيرها من الأمور». وتطرق للأحوال العمرانية وبناء القرى والحصون والآثار ماضياً وحاضراً مستعرضاً بعض الحرائق والكوارث التي مرت بها المنطقة. ومن أبرز ما جاء في الكتاب من معلومات جديدة ومفيدة منها رحلة إلى أرض فلسطين لبعض أفراد قبيلة بني ذبيان سيراً على الأقدام وشراء الأراضي العربية على الطريقة اليهودية والتي تعتبر محرمة وغير جائزة في مختلف الأديان السماوية بما فيها من غبن وتدليس، وغيرها من المعلومات والقصص التي أجاد المؤلف صياغتها في قالب أدبي متميز واستعراض ممتع.