كم أثلج صدورنا وأسعدنا وطمأننا على مستقبل بلادنا وأولادنا وأمنهم واستقرارهم صدور الأمر الملكي الكريم بتعيين سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء عن استحقاق وجدارة لأنه كان بعد توفيق الله سبباً في نجاة البلاد والعباد من ذلك الخطر الداهم الذي كان يتهددنا لو قدر لهذه العصابة المجرمة أن تفلت ببضاعتها الرديئة وتتسلل بها إلى فلذات أكبادنا. فالرجال يعرفون بأفكارهم وأعمالهم ومواقفهم وجسامة المسؤولية الملقاة على عواتقهم ومدى سدادهم في التصدي لها.. فهم يعملون بعزم ويفكرون بحزم ولا ينفكون حتى ينالوا ما يطلبون.. كما ان الإنجازات المحققة وحجمها وكيفيتها هي الشاهد المصدق أو المكذب لما يمتلكون من عزيمة ورغبة في تحقيق الغاية وأداء الرسالة كما ينبغي لها أن تكون.. وحسبنا ما سبق حين نحكم على هذا الرجل الناجح الذي أثلج صدورنا وأسعد أفئدتنا بالأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام عن القبض على شبكة إجرامية كانت تعتزم إغراق المملكة بأطنان المخدرات والحبوب والقضاء على بؤر الفساد ونشاطاتها الإجرامية. وهو إنجاز عظيم لا يقدر على مثله غير الرجال البواسل الشجعان وفق تخطيط ومتابعة ومراقبة من مسئول يقظ يواصل العمل ليل نهار وقد أوقف حياته لأمن المملكة وأهلها.. وهي مسؤولية خطيرة في بلاد مترامية الأطراف لا يقدر عليها إلا القوي الأمين، المدرك لجسامة المخاطر المحدقة بسواحل ممتدة ومساحات شاسعة وأعداد غفيرة من القاطنين والوافدين. وسِجل سمو الأمير نايف عامر بالإنجازات العظيمة؛ فقد ولد في الطائف عام 1353ه، وتربي في مدرسة صقر الجزيرة ومؤسس المملكة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وتعلم في مدرسة الأمراء ثم درس على كبار المشائخ والعلماء، ويعرف بكثرة الاطلاع والمتابعة للشؤون السياسية والدبلوماسية والأمنية. وهو ما أهله ليتولى مناصب جليلة القدر: كمنصب وكيل امارة منطقة الرياض عام 1371ه، وأمير منطقة الرياض عام 1372ه، وحتى عام 1374ه، ونائب وزير الداخلية عام 1390ه، ونائب وزير الداخلية بمرتبة وزير 1394ه، ووزير دولة للشؤون الداخلية في 1395ه، ووزير الداخلية منذ 18/10/1395ه. وتولى سموه رئاسة لجنة الحج العليا، والرئاسة الفخرية لمجلس وزراء الداخلية العرب، ورئاسة مجلس القوى العاملة، ورئاسة لجنة النظام الأساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق، ورئاسة المجلس الأعلى للإعلام، ونائب رئيس الهيئة الوطنية لحماية البيئة وإنمائها، وعضو في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. وثمرة لما أنجزه وحققه من نجاحات بسطت جناح الأمن على ربوع البلاد فقد نال سموه وشاح الملك عبد العزيز الطبقة الأولى ويعد أعلى وسام في المملكة العربية السعودية، والدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة شنغ تشن في الصين الوطنية عام 1977م، والدكتوراه الفخرية في القانون من كوريا الجنوبية، والدكتوراه الفخرية من جامعة أم القرى في السياسة الشرعية، والدكتوراه الفخرية من الجامعة اللبنانية في العلوم السياسية، ووشاحاً من درجة السحاب من جمهورية الصين عام 1397ه، ووسام جوقة الشرف من جمهورية فرنسا 1397ه، ووسام الكوكب من المملكة الأردنية الهاشمية عام 1397ه، ووسام المحرر الأكبر من جمهورية فنزويلا عام 1397ه، ووسام الأمن القومي من جمهورية كوريا الجنوبية عام 1400ه، ووسام الأرز من الجمهورية اللبنانية، ويحظى سموه بمكانة كبيرة داخل المملكة وخارجها. وعلى المستوى الإنساني تجاوز نايف بن عبدالعزيز بكرمه وإنسانيته وحبه لأبناء الوطن ليتلمس احتياجات الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام والضعفاء أنى كانوا قبل أن يصلوا إليه؛ مجسداً الأخلاق الإسلامية السامية الرفيعة التي تدعو إلى البر والإحسان ومساعدة الآخرين.. وكم مرة رأيناه وهو يحتضن بحنانه وشفقته أبناء الشهداء اليتامى، ويتابع رعايته لكل منهم، ويقدم الصدقة الجارية في رمضان عن كل شهيد ضحى بروحه دوداً عن حياض الوطن، ويأمر بتسيير قوافل الحج والعمرة لكل أفراد أسر الشهداء البواسل. أيضاً جهود سموه وعمله الدائب من أجل خدمة ضيوف الرحمن وتطوير أداء الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله والتي أشادت بها الدول العربية والإسلامية، مصحوبة بدعوات الحجيج لحكومة خادم الحرمين الشريفين ولسموه بالمزيد من التقدم والرخاء وطول العمر.