وفجعت بفقد ذاك الشاب الحيوي النبيل المعطاء، الذي كان ذا طموح منقطع النظير في كل مجال، محبا للخير وللحق للغير قبل نفسه، كان خير معين لأهله وأقربائه، له معنا أياد بيضاء لن ننساها!. أشعر بحرقة غائرة وأنا استشعر موته وكأني لم أصدق بعد! يمر شريط حياته معنا أمامي في كل لحظة!. عندما أرى رجال الأمن ببدلاتهم العسكرية في الطريق، في نقاط التفتيش، في أي مكان.. أتذكره!. عندما أرى مركبة مثل مركبته في الطريق أتذكره، والتفت إليها دون شعور!! وكأني أحلم لو بنظرة!!. لازلت أتذكر إعجابه بكتاباتي في بداياتها عندما كنت في المرحلة الثانوية، وثناؤه العاطر على قلمي حتى كان يطلب مني أن أكتب له في هذا الموضوع أو ذاك، او ألخص له كتاباً، أو أعد له. بحثا في دراسته الجامعية.. كان ذلك منه كخال وأنا ابنة أخته أصغر منه داعماً كبيراً لي وبهجة لا أنساها!. ومرت الأيام.. وتعددت كتاباتي.. ولم يخطر ببالي ولا بباله أن قلمي هذا سينزف في يوم ما ألماً لفقده هو!. لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.. حرقة تلظى بداخلي لا يسكنها إلا الدعاء له بأن يكرم الله نزله ويوسع مدخله، وأن يباعد الله بينه وبين خطاياه كما باعد بين المشرق والمغرب، وأن يغسله بالماء والثلج والبرد وينقيه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأن يجازيه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفرانا، وأن يونس الله وحشته ويريه منازله العالية من الجنة، برحمتك يا أرحم الراحمين. وإن كان قلبي قد أظهر شيئاً من حزنه، فكيف بجدتي والدته ومرضعته ومربيته التي أحبت صغيرها وأحبها أيما حب! فعزائي الكبير لقلبها الكبير بأن يربط الله على قلبها ولفقيدها ويعفو عنه أعظم عفو وأكرمه وأن يجمعها به وإيانا في دار خير من أي دار. ٭ عزاء في الخال الفقيد الملازم أول أحمد عبدالله المشعل.