البيت الكبير لشريف مجدلاني صدرت عن دار(النهار- 2008) الترجمة العربية لرواية «البيت الكبير» لشريف مجدلاني. وردت الرواية ضمن لوائح الجوائز الأدبية كلها خلال الموسم الأدبي الفرنسي ونالت إعجاب النقاد. في أسلوب متماسك وشاعري، يعيد الكاتب ببراعة رسم المسار الفريد للمدعو واكيم نصار الذي استقر بالقرب من بيروت، فزرع أشجار البرتقال، وأسس عائلة كبيرة وفرض نفسه زعيماً للعشيرة. ما يميّز الرواية، إضافة الى إلمامها الواسع بالواقع التاريخي، اللجوء الى أساليب سردية متعددة متواطئة مع أبطالها حيناً وساخرة منهم حيناً آخر، لتقربهم بذلك الى أبطال الرواية الكلاسيكية. القوميون العرب وفلسطين يتناول هذا الكتاب حركة القوميين العرب، نشأتها وتطورها وموقفها من القضية الفلسطينية، للمؤلف عبد رجا سرحان (مركز الغد العربي -2008) كاشفاً عن ما مثلته الحركة من دور ووظيفة في مجمل التكوين الاجتماعي الاقتصادي والسياسي في الوطن العربي، ومعالجاً العديد من المواضيع والقضايا التي قاربتها حركة القوميين العرب، وتقييم مجمل تجربتها، والمراحل التي مرت بها، بدءاً من الولادة، ثم المدّ والانتشار والتأثير في الأحداث العربية، وانتهاء بالانشقاق والانهيار. يشير المؤلف إلى أن تأسيس حركة القوميين جاء بسبب ما حدث في فلسطين عام 1948، وإن كانت لم تعمل بالشكل المطلوب، بسبب الظروف الاستثنائية، نظراً لهزيمة العرب في حرب فلسطين، التي حدثت لأسباب ذاتية، وذلك لأن معظم الدول العربية في ذلك الوقت، وان لم تكن جميعها، كانت ترتبط أنظمتها بالاستعمار، إلى جانب ضعف كياناتها وبنياتها السياسية والعسكرية والإستراتيجية. وكان على الحركة إدراك حقيقة ما جرى في فلسطين، كي يتسنى بناء مشروع استعادة فلسطين بمستوى القوى التي تحالفت من أجل سلب فلسطين استقلالها وعروبتها. وكان كل ما طرح من مواقف نظرية حول الترابط بين القطري والقومي، على الصعيدين الفلسطيني والعربي، لم يترجم إلى مواقف ملموسة، يمكنها أن ترتقي إلى فعل قادر على تغيير صورة الوضعين العربي والفلسطيني عشية نكبة عام 1948، وما بعدها من هزائم ونكسات. البحث عن زعبلاوي .. نجيب محفوظ يعرض خالد عاشور مؤلف هذا الكتاب : نجيب محفوظ.. البحث عن زعبلاوي (القاهرة، الهيئة المصرية للكتاب، 2009)، أهم مبادئ الحوار النقدي الذي دار حول الاديب الكبير نجيب محفوظ على مدار حياته. يشير المؤلف، في هذا المجال، الى الجهد النقدي الذي بذله محمود الربيعي في "قراءة الرواية" مستنداً الى منهج جمالي، على الارجح، يعتد بالمقومات الداخلية للنص ويربطه بقضايا المجتمع من دون اسراف. يتناول المؤلف ايضاً، في هذا الاطار، الجهد الذي قدمه محمد حسن عبدالله في صوغ رؤية اخلاقية غير وعظية وغير تقليدية لا تنزع عنه ادبيته بما تستكشفه من جماليات المنظور الديني على سبيل المثال. يندرج، في هذا السياق ايضاً، المساهمات النقدية ليحيى الرخاوي في توظيف معطيات النظرية السيكولوجية من اجل ابراز الجوانب الفنية للعمل الادبي. ويخلص الكاتب الى القول بأن "حالة" نجيب محفوظ انعكست بخصائصها الفنية على نقدها ونقادها، الامر الذي ظهر في صورة عدد من القضايا اقترنت في النقد العربي الحديث، بشكل محدد، بنجيب محفوظ وأدبه دون غيره من الكتّاب. فمسائل مثل "كاتب البورجوازية" و"مراحل الابداع" و"رواية الاجيال" و"أولاد حارتنا"، لم يثرها النقد العربي الحديث إلا مقترنة بنجيب محفوظ على نحو أكثر من غيره. ولذلك فهي تمثل خصوصية "نقد نجيب محفوظ" في إطار الحركة النقدية على نحو عام.