في حفل كبير حضره العشرات من رؤساء كبريات شركات النفط والكيماويات الأميركية والعالمية والخبراء في هذه الصناعة أقيم فجر الاثنين بتوقيت الرياض بمدينة سان أنطونيو في ولاية تكساس الأميركية، منحت «مؤسسة تراث الكيماويات» ورابطة مصافي البترول الوطنية الأميركية جائزة «تراث البتروكيمايات» السنوية الثالثة عشرة للمهندس محمد الماضي، نائب رئيس مجلس ادارة ورئيس الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك». وقد سلم الجائزة للمهندس الماضي جيرالد لو، رئيس نادي مؤسسي مؤسسة تراث الكيماويات وتوماس تريتون، رئيس مؤسسة تراث الكيماويات الأميركية. وجاء تسليم الجائزة للمهندس الماضي ضمن فعاليات المؤتمر السنوي الرابع والثلاثين لاتحاد مصافي البترول الوطني والمؤتمر الدولي للبتروكيماويات، الذي يعقد سنويا في مدينة سان أنطونيو بولاية تكساس، وعقد هذا العام تحت شعار «تحديات العالمية، فرص عالمية». وألقى المهندس الماضي كلمة بمناسبة منحه هذه الجائزة في المؤتمر، تطرق فيها الى عدة قضايا مهمة من بينها مستقبل صناعة البتروكيماويات في الفترة الحالية التي يشهد فيها العالم أزمة مالية متفاقمة. وقال في حديثه عن أسباب الأزمة المالية الحالية ان «المؤسسات البنكية ومؤسسات مالية أخرى ذات علاقة ألحقت أضراراً كبيرة جديدة بالاقتصاد الحقيقي عبر إيجادها واتجارها بمنتجات مشتقات أسهم عالية المخاطر كانت القروض العقارية هي أرصدتها الأساسية». وقال ان الكثير من الاتجار بهذه المنتجات المالية الزائدة التعقيد حدث «بين المؤسسات المالية نفسها ولم يوفر أية فوائد إيجابية للاقتصاد الحقيقي». وقال منتقدا الصناعة المالية العالمية ان هذه الصناعة تفتقد التنظيم، مضيفاً ان «الكثير من المؤسسات المالية قد ضلت طريقها ونحن جميعاً الآن ندفع عقوبة ذلك». وبالنسبة إلى الاقتصاد العالمي، قال المهندس الماضي إن الاقتصاد الحقيقي يعاني من ضغوط شديدة في الوقت الذي يشهد فيه الإقراض قيوداً مشددة. وأعرب عن توقعه بأن أمر حل المشكلات التي طرأت في السنوات الخمس أو الست الأخيرة سيتطلب «عدداً من السنوات». وقال إن هذا سيؤدي إلى «نمو أبطأ بكثير من الناتج القومي الإجمالي لبعض الدول بل ونمو سلبي في بعض الدول الغربية». وأضاف أنه بالنسبة إلى صناعة البتروكيماويات، فإن «علينا أن نتوقع مناخاً ينطوي على قدر كبير من التحدي في العام 2009 بل وربما حتى العام 2010». وأوضح «إننا سنشهد بعض الفشل لبعض المؤسسات التجارية في هذا المجال، بل ولربما بعض الإغلاقات لبعض الشركات الهامشية - وهو ما سيمثل نوعاً من التحول في صناعتنا هذه». ولكن المهندس الماضي أعرب عن تفاؤله بالنسبة إلى صناعة البتروكيماويات في المستقبل المنظور بعد انتهاء الأزمة المالية العالمية الحالية، متكهناً بعودة النمو إلى هذا القطاع الحيوي من الاقتصاد العالمي فور بدء عودة النمو إلى الاقتصاد. وقال إن «رصيدنا الأساسي قوي وعندما يبدأ الاقتصاد العالمي في النمو من جديد، فإننا نخطط لأن نبرز بصورة قوية كصناعة بتروكيماوية عالمية معادة الهيكلة». وعن شركة سابك، قال المهندس الماضي إنه خلال السنوات ال33 من عمله في الشركة، «لم يمر علي يوم من دون أن أشعر بالفخر إزاء أداء سابك ومسلكها في هذه الصناعة الكيماوية العظيمة التي تقوم بالكثير من أجل تحسين حياة الكثيرين حول العالم كل يوم». وعن كيف انتهى به الأمر إلى العمل في الهندسة، قال المهندس الماضي مستذكراً، «قبل العديد من السنوات، حين خيرت بين دراسة الطب في باكستان أو الهندسة في الولاياتالمتحدة، اخترت الهندسة. وأستطيع اليوم القول إن اختياري عدم الذهاب لدراسة الطب في باكستان لم يكن خياراً سيئاً أبداً». وتطرق المهندس الماضي في كلمته إلى نشأته وحياة أسرته الخاصة، مفتخراً بحياة البداوة التي عاشتها أسرته واختبر هو جزءاً منها في صباه، قائلاً إنه لازال يتنقل بين البادية والمدينةحتى الآن. كما تحدث عن خبرته في دراسة الهندسة الكيماوية في جامعة بولدر بولاية كولورادو الأميركية حيث حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الكيماوية من تلك الجامعة في العام 1973 ودرجة الماجستير في المادة نفسها من جامعة وايومنغ في العام 1975. وعن خبرته في إدارة شركة سابك، قال المهندس الماضي ان الشركة شهدت في تلك الفترة «سلسلة من خطوات إعادة الهيكلة المرتفعة المخاطر»، بما في ذلك إقامة مشاريع مشتركة واستحواذات على شركات أخرى خارج منطقة الشرق الأوسط، والتي كان أولها الاستحواذ على شركة «دي أس أم» للبتروكيماويات في أوروبا، ثم الاستحواذ على شركة المواد البلاستيكية التابعة لشركة جي إي الأميركية قبل سنتين تقريبا. ورغم انه قال ان توقيت شراء تلك الشركة الأخيرة «لم يكن جيدا»، فإنه أعرب عن الأمل بأن ذلك الاستحواذ «سيكون ذا فائدة استراتيجية لسابك» في المستقبل. كما تحدث ايضاً عن استحواذ سابك على قسم البتروكيماويات التابع لشركة «هلتسمان» البريطانية، وهو ما أضاف الى أرصدة الشركة السعودية في أوروبا، كما قال. وقال انه بالرغم من الخطوات العالية المخاطر في هذه الصناعة، فإن شركة سابك« أخذت تصبح أكثر نضوجا كشركة عالمية».