بدأ الدكتور فارس لملمة أوراقه وترتيبها استعداداً لرفعها لمجلس القسم للنظر في شأن ترقيته لدرجة أستاذ. تأكد الدكتور فارس من أنه لم ينسَ أياً من مساهماته العلمية التي أثرى بها شبكة الويب. فهذه مدونته التي يطرح فيها أفكاره وقراءاته العلمية على الشبكة العنكبوتية، مزودة بإحصائيات زوار الموقع وترتيبها في أليكسا وقوقل بيج رانك (Page Rank) وأيضا عدد الأشخاص المشتركين بخلاصات موقعه. كما أنه لم ينسَ تزويد هذه الحقائق بمعلومات عن عدد المواقع التي استشهدت بمقالات مدونته أو تناقلتها وأيضاً عدد الروابط التي تشير لمدونته في موقع تكنوراتي (Technorati) المتخصص بمتابعة حركة المدونات.أيضاً لم ينسَ وضع مقالاته التي ساهم بها في موسوعة ويكيبيديا، وعدد مرات تعديله على مقالات الموسوعة ومراجعتها. أما في موقع اليوتيوب فقد خصص الدكتور فارس قناة خاصة بالمواد التي يدرسها في الجامعة ووضع فيها مقاطع الفيديو التي تسهل على الطلاب فهم المادة العلمية، وأرفق مع وصلة قناته إحصائيات تبين عدد المشاهدين للقناة والتعليقات التي وضعت من قبل الطلاب أو الزوار.وفي موقع مشاركة العروض التقديمية (Slideshare) وموقع مشاركة الملفات (Scribd) الشهيرين. قام الدكتور فارس بتدوين روابط الملفات التي رفعها في هذه الخدمة وزود التقرير بإحصائيات عن عدد مرات تحميل الملفات وعدد مرات المشاهدة وعدد من أعجبتهم المستندات وأيضا التقييمات التي أعطيت لهذه الملفات من قبل المستفيدين.أما في موقع الفيسبوك فقد استشهد الدكتور فارس بعدد الأصدقاء الذين في قائمته ومن بينهم الطلاب. وأخيرا، عزز جميع هذه المشاركات بمساهمته الفاعلة في حركة المحتوى المفتوح وذلك بنشر عدد من الكتب الإلكترونية وجعلها متاحة للعموم للاستفادة منها. ظن الدكتور فارس أنه مع كل هذه الإسهامات الفاعلة فإن الترقية ستأتيه لا محالة، إلا أن مجلس القسم وبعد الاطلاع على جميع أوراق الدكتور المجتهد، قرر رفض الإسهامات العلمية التي قام بها الدكتور وذلك لأنها لم ترتقِ للمستوى المطلوب (بمعنى آخر لم تنشر في مجلات علمية محكمة أو مؤتمرات عالمية تخضع للمراجعة الندية).استقبل الدكتور فارس القرار بخيبة أمل وصدمة في ذات الوقت، وحدثته نفسه أن يكف عن إضاعة وقته بالإسهام بمحتوى مفيد في عالم الويب، وأن يتقوقع على نفسه في معمله ويقوم بإجراء الأبحاث ونشرها في قنوات مغلقة حتى يحصل على الترقية. غير أنه تراجع عن هذه الفكرة «غير المقبولة» في نظره، وقرر أن يستمر في النشر والمساهمة بالمحتوى النافع على الويب، إلى أن يأتي اليوم ويستشعر من حوله أننا في عصر الويب 2.0، وأن المعلومات لابد أن تكون متاحة للجميع بدون قيود والأهم أن يكون الفرد شخصا ينتفع به حتى على الويب!! [email protected]