أحاسيسي تبعثرت، كلماتي تاهت، أحرفها رحلت كلمح البصر، أعلم أن فقدناك ورحيلك قضاء وقدر من الله، ولكن رحيلك ما أصعبه، وغيابك أحرق وجنتي وأدمى قلبي المتفطر لفراقك. في مثل صباح هذا اليوم قبل ذهابي إلى الجامعة وقفت ونظرت إليك وقتها لم أكن أعرف ما سبب تلك النظرة. وبعد عودتي إلى البيت لم أجدك، علمت أنك ذهبت مع أصدقائك لتناول الغداء. ذهبت إلى النوم، وبعد ساعات استيقظت مفزوعة، لم أر كابوساً، ولكن شيئاً ما أمرني بالاستيقاظ، أخذت أذكر الله، بعدها بدقائق سمعت بكاء أمي. نزلت بسرعة جنونية، ما الأمر؟ ماذا حدث؟؟ (أدعي لأخيك وقع له حادث).كيف.. متى..؟؟؟كدت أجن. صرخت وبكيت كالمجنونة، كيف لا وأنا أعلم أن أخي يصارع الموت الآن. موقف يعجز اللسان عن وصفه، ينشل العقل عن التفكير، ما أصعبها من لحظات. قال تعالى: ؟(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية)، بدون مقدمات كلمة أنهت كل ما لدي من أمل. (فهد مات) رحل أخي إلى الرفيق الأعلى. توقف الكون من حولي، اسودت الدنيا في وجهي كيف مات؟ بكل عنجهية شاب في العشرينات من العمر لقب نفسه (بالنمس) كان يمارس هواية التفحيط، وزهق الأرواح البريئة، استعراض بسيارة ألقى أخي صريعاً، أي ذنب ارتكبه ليقتل بهذه الوحشية؟؟؟ سؤال لم أجد له إجابة! هل ذنبه الوحيد قطع الشارع لأداء صلاة المغرب، أهذا ذنب يحاسب عليه؟؟؟ بالأمس كنا نحاول حل مسألة الرياضيات، واليوم أنت في قبرك، بالأمس كنا نتناقش في انتقالك من مدرستك، واليوم أنت تحت التراب، بالأمس كنت أحاول إقناعك بدخول قسم الهندسة، وأنت تريد العسكرية، ولم تتحقق أحلامنا لا أنا ولا أنت. لم تكمل 17 ربيعاً، قتلت غدراً من إنسان نزعت الرحمة من قلبه، همه الوحيد استعراض مهاراته في قتل أكبر عدد من الناس، ليحظى بلقب (النمس).. فيصل طفل لم يكمل الرابعة من عمره حرم من أخيه مبكراً يسأل ويجيب على نفسه، أين فهد؟ بالمدرسة.. عند ربي في الجنة رحمه الله، أليس من الظلم أن يحرم الأخوة من بعضهم، أليس من الظلم أن يحرم الوالدان من أول فرحتهم، ماذا استفدت عندما حرمت الأم والأب من فلذة كبدهما؟؟؟؟ انتقلت إلى ربك بابتسامة تعلو محياك وسبابتك مرفوعة أرجو من الله أن يقبلها فهنيئاً لك يا أخي هذه الخاتمة: وما المال والأهلون إلا وديعة ولا بد يوماً ترد الودائع وأخيراً لن أنساك يا أخي ما حييت، فقد كنت الأخ والأب والابن والصديق. الأربعاء يوم رحيلك 26/4/2008م، فهذه سنة مرت على وفاتك ونحن بين مصدق ومكذب لرحيلك ولكن لا نقول إلا كما قال صلى الله عليه وسلم (أن القلب ليحزن وأن العين لتدمع وأنا لفراقك يا (فهد) لمحزونون)، اللهم ارحم أخي واعفر له واخلف عليه شبابه بالجنة واجعل قبره روضة من رياضها وجميع موتى المسلمين يا رب العالمين. حسبنا الله ونعم الوكيل..