اختتمت أمس فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للإعاقة والتأهيل الذي عقد برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بالرياض الذي استمر خمسة أيام في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الرياض انتركونتنتال بمشاركة وفود 30 دولة بأكثر من ( 180 ) ورقة علمية وأكثر من 22 ورشة عمل . وفي اليوم الأخير للمؤتمر كان التعليم محور مداولات المؤتمر من خلال العديد من البحوث منها مقدمة عن صعوبات التعلم باللغة العربية، والدراسة الوطنية لتقييم تجربة المملكة العربية السعودية في مجال دمج التلاميذ ذوي الاحتياجات التربوية في مدارس التعليم العام. وأبرز مدير عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي في تصريح بهذه المناسبة النجاح الذي تحقق للمؤتمر وفعاليته بحضور متميز من العديد من الجهات والمؤسسات السعودية والاقليمية والدولية ذات العلاقات وذلك في ظل الرعاية التي تحظى بها قضية الإعاقة والمعوقين في المملكة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين بالإضافة إلى حضور الكثير من الخبراء والمتخصصين المهتمين بمختلف قضايا الإعاقة علاجيا وتعليميا وتأهيليا . وقال إن فعاليات المؤتمر تضمنت العديد من البحوث وأوراق العمل الحديثة التي قدمها نخبة من الخبراء المشاركين في الجلسات وورش العمل، وقد تم مناقشة وعرض أحدث الدراسات العلمية النظرية والتطبيقية في مجالات الإعاقة . ومن جانب آخر وصف مساعد المدير العام بمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية للشؤون الثقافية والإعلامية الدكتور عبد العزيز بن علي المقوشي هذا المؤتمر الذي نظمته مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة و جمعية الأطفال المعوقين بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، بأنه تجسيد لاهتمام حكومتنا الرشيدة بهذه المرحلة لإحداث نقلة نوعية في التعامل مع التقنيات المستجدة في مختلف مجالات العلاج والتعليم والتأهيل للمعوقين، مشيراً إلى أنّ ذلك سيسهم في ودعم تطوير الخدمات المقدمة للمعوقين في المملكة من جهة وفي تفعيل ثقافة البحث العلمي في مجالات الوقاية والرعاية والتأهيل لهذه الفئة الغالية من جهة أخرى. وأوضح أن المؤتمر الثالث يعد امتدادا للمؤتمرين الدوليين السابقين للرعاية والتأهيل اللذين احتضنتهما المملكة العربية السعودية، واللذين أثمرا نقلة علمية خدمية تنظيمية في التصدي لقضية الإعاقة وتحجيم الآثار السلبية للإعاقة في المملكة، وقال في هذا الإطار يأتي المؤتمر الثالث ليستكمل تلك المنظومة يواكب أحدث ما تم ابتكاره في مجال الرعاية والتأهيل للمعوقين في العالم مضيفا أن جميع البحوث التي ناقشتها جلسات المؤتمر تتسق مع محاوره الرئيسة التي ركزت على أهمية البحث العلمي والدراسات في دفع عملية العطاء في مجال الإعاقة والمعاقين. تجدر الإشارة إلى ان محاور المؤتمر تناولت أربعة جوانب: الأول عن التشريعات والأخلاقيات وحقوق المعاقين، والمحور الثاني عن الجانب الاجتماعي ودمج المعاقين، والمحور الثالث عن المستجدات في المجال الطبي خاصة بحوث الجينات وتقنية استعمال الخلايا الجذعية وهي آفاق جديدة تم طرحها من قبل الأطباء والخبراء، وآخر محور عن التعليم والتدريب والتأهيل ودمج المعاقين في مدارس التعليم العام، كما أن فعاليات المؤتمر شهدت عروضا علمية مستجدة حول لغة الإشارة وإمكانية تطويرها. وأقيمت العديد من الأنشطة والفعاليات بمصاحبة المؤتمر فجعلت منه حدثا علميا مهما ومنها ورش العمل ولقاءات الدائرة المستديرة، ومعرض للكتب المتخصصة، والأجهزة والتقنيات الحديثة ذات الصلة، إلى جانب عدد من النشاطات الاجتماعية والثقافية والإعلامية.