انتقد رئيس مجلس إدارة شركة هاندز أون للاستشارات وإدارة المخاطر الدكتور هشام دنانه لجوء الشركات إلى تسريح العمالة لتخفيض مصروفاتها بحجة مواجهة الأزمة المالية، مؤكدا أن هذا التصرف سيؤدي إلى سلبيات كبيرة على المدى الطويل للشركات التي تعمل في الدول العربية. وأضاف خلال محاضرة ألقاها أمس في غرفة جدة بعنوان " حلول علمية لمواجهة الأزمة الاقتصادية " أن تسريح العمالة سيؤدي على المدى البعيد إلى نتائج سلبية على الشركات في الدول العربية التي لا تتوفر فيها الأيدي المدربة والمهنية، مشيرا إلى أن اللجوء إلى تسريح الموظفين يكبد الشركات خسائر كبيرة لأنها صرفت الكثير على تدريبهم وكلفوا شركاتهم مبالغ مالية ضخمة، بسبب ارتفاع تكاليف التدريب والتطوير في الدول العربية، بالإضافة إلى شح الطاقات البشرية المدربة التي يمكن للشركات الاستعاضة بها بعد زوال الأزمة، مشيرا إلى أن هذه الشركات تبدأ بتسريح الموظفين عند مواجهتها أي أزمة مالية لتقليل المصروفات في حين أن لديها بدائل أخرى مثل وجود بضائع ومعدات وموجودات أخرى في المستودعات لا تحتاج إليها والاستغناء عنها يعود على الشركات بدخل مادي يفوق رواتب عشرة موظفين. وأشار دنانه إلى أن الحلول العلمية لمواجهة الأزمة الاقتصادية تتمثل في التخطيط الجيد وفهم الوضع الاقتصادي الحالي من خلال التحليل المالي وتحليل العمليات والتشغيل وقراءة اتجاهات الأسواق التي تخدمها تلك الشركات، بالإضافة إلى الاستثمار في الطاقات البشرية وليس الاستغناء عنهم، وكذلك التحليل الجيد للتكلفة وكيفية التعامل معها واستمرارية الاستثمار وفق خطط مستقبلية جيدة ومدروسة، لان وجود أزمة مالية أو اقتصادية لا يعني توقف المشروعات، لان الانتظار في الغالب تكون نتائجه اسوأ. وطالب دنانه بتدخل مدروس من قبل الحكومة السعودية لحفظ حقوق المستثمرين والمستهلكين، خاصة بعد الارتفاعات غير المبررة التي طرأت على المنتجات الاستهلاكية والعقارات وإيجارات المحلات، واستمرارها حتى بعد حدوث الأزمة المالية لتصبح الحكومة الطرف الثالث المحايد بين المستثمر والمستهلك، موضحا أن الحكومات رفعت يدها عن القطاع الخاص قبل حدوث الأزمة المالية وهذا كان تصرفا غير صحيح، كما ان التدخل الكبير ليس مطلوبا، معتبرا أن الدور الحقيقي المطلوب من الحكومات هو ضخ استثمارات للمساعدة على تدوير عجلة الاقتصاد ولعب دور كبير في تحديد القطاعات التي قد تتأثر بالأزمة المالية وإعطائها دعما على فترات متقطعة. واعتبر دنانه أن ميزانية السعودية ضخمة وكبيرة، لكنها تحتاج إلى تسويق محترف، حيث يشاهد المواطنون والمستثمرون أرقاما كبيرة جدا في الميزانية لكنهم لا يعرفون كيفية تأثيرها عليهم وعلى مشروعاتهم، مؤكدا أن انعدام الشفافية والإحصائيات في السوق السعودي تحتاج إلى حل شامل ومتكامل من التعاون بين الغرف التجارية والجهات الحكومية المتخصصة. ورفض دنانه تحديد زمن معين لانتهاء الأزمة المالية التي يمر بها العالم حاليا، مشيرا إلى أن اغلب التوقعات والمؤشرات تؤكد استمرارها لمدة عامين على الأقل.