سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طاله «التكفير» واتهم «بالزندقة» .. «الرياض» تكشف حقيقة إمام المسجد الذي تحول لدراسة الموسيقى بالقاهرة السكيتي: أنا منشد إسلامي يسعى لتطوير مهنته بإسلوب أكاديمي .. ونحتاج "للفن المنضبط" لإيصال قيمنا الإسلامية لقلب أوروبا
طاله التكفير واتهم بالزندقة بعد أن التحق بمعهد متخصص لدراسة البكالوريوس في الموسيقى والمقامات وقراءة القرآن وتجويده والصوتيات بشتى صورها ويستفيد منها حتى خطباء المساجد حيث تدرس هذه العلوم بإسلوب أكاديمي متطور بالمعهد العالي للموسيقى بالقاهرة. تلاحقه العديد من وكالات الأنباء العالمية والصحف والقنوات الفضائية بعد أن أطلق قنبلة من العيار الثقيل كما يصفها البعض وقدم سابقة هي الأولى من نوعها فجمع بين الموسيقى والأناشيد الإسلامية لتطوير مهنته بشكل احترافي كما يقول بعد أن كان إماماً لأحد المساجد في القصيم قبل سنوات من تفرغه للدراسة في القاهرة ليقدم نموذجاً جديداً في الأناشيد الإسلامية مستغلاً صوته المميز ليطور حتى إسلوبه في قراءة القرآن كما يؤكد هو ذلك. عبدالله السكيتي صاحب الصوت الشجي قلب المعادلة وواجه حملة انتقاد غيرمسبوقة خص "الرياض" بهذا اللقاء لتوضيح التفاصيل الدقيقة لهذه القضية ورد على من هاجموه واعترف بأنه كان إماماً لأحد المساجد ويفتخر بذلك ولاينكره وهو أيضاً منشد إسلامي شارك في عدد من الأوبريتات الوطنية في المناطق وطرح عدداً من القضايا الإسلامية والعربية والوطنية في أعماله الفنية وقال رأيه في الموسيقى وكشف عن أسباب تركه لإمامة المسجد وقصة المسجد الذي يؤمه حالياً في القاهرة وغيرها من مواضيع .. وفيمايلي نص اللقاء: في البداية .. ذكرت أنك تطمح لإنشاء معهد موسيقى ملتزم في المملكة .. ماهو تعريفك للالتزام هنا؟ - أنا طالب في معهد الموسيقى بالقاهرة ومنه عرفت ماهو موجود داخله من تخصصات يمكن أن تطبق عندنا مثل قسم الصوت أو التأليف وغيرها ولكن على سبيل المثال ًأنا لا أؤيد أن يكون في المعهد قسم الآلات الموسيقية كما هو مطبق بمعهد القاهرة ولكن المشكلة هنا عندما يقال للطالب في المعهد أنك تسير على سلم موسيقي ليس هذا معناه أنك تسير على موسيقى أو تستخدم الموسيقى ولكن هذا علم يدرس مثله مثل غيره وأنا قبل التحاقي بهذا المعهد بثلاث سنوات كنت أبحث عن معهد متخصص في الصوتيات ولم أجد لدينا على الرغم أن هناك الكثير من محبي هذا المجال أقصد الصوت والصورة وقد طلب مني عدد من المنشدين الإسلاميين هنا بعد التحاقي بالمعهد بالقاهرة أن أعطيهم دورات في هذا المجال لذا أعتقد أنه من الضروري أن يكون لدينا معهد إعلامي متخصص يقدم دورات في مجال الصوت والمقامات والصورة والإعلام بشكل خاص خصوصاً بعد انتشار القنوات الهادفة والإذاعات المتزنة نريد الاحتراف والمنافسة ولكن وفق الضوابط الإسلامية وبشكل أكاديمي. وهل تعتقد أن المقرئين ومعلمي القرآن عندنا بحاجة للالتحاق بمثل هذه المعاهد؟ - لست أقصد بهذا أن نقحم القراء والأئمة في دراسة الموسيقى بل هو معهد يدرس علم المقامات وتجويد القرآن ومخارج الحروف وفن الإلقاء وكل ما يتعلق بتطوير الصوت بشكل اكاديمي مثله مثل المعاهد المتخصصة الأخرى ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن " وفي الحديث الذي يحكي قصة أحد الصحابة عندما جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال إني رأيت في المنام وحكى حكاية الأذان فقال الرسول الكريم أطلب من بلال أن يؤذن فهو أندى منك صوتاً... إذن تأثير الصوت مهم هنا لاسيما عندما يكون بشكل احترافي حيث تتقبله النفس بشكل أكبر والدليل أن أغلب الناس في شهر رمضان يتسابقون في البحث عن إمام المسجد حسن الصوت في صلاة التراويح . وهل تريد أن تطبق تجربة هذا المعهد وهذا النموذج لدينا في المملكة ؟ - لماذا لايكون لدينا معاهد وأكاديميات متخصصة في المجال الإعلامي بشكل عام لتطوير من لديه إمكانيات في أي تخصص حتى يستفاد منه بشكل أكبر ويكون ذلك وفق ضوابط شرعية مثلما لدينا جامعات إسلامية خرجت كوادر طبية وعلمية يشار لها بالبّنان . ومَن مِن القراء الإسلاميين استفاد من هذا المعهد ؟ - أغلب القراء المصريين درسوا المقامات في هذا المعهد. وكم مدة الدراسة في هذا المعهد؟ - مرحلة البكالوريوس 5 سنوات وأمضيت منها الآن مرحلة متقدمة من الدراسة. بالانتقال لمحور آخر ..أنت كنت إمام مسجد في القصيم قبل سنوات من اتجاهك لهذا المجال .. لماذا تركت إمامة المسجد؟ أولاً أنا تشرفت بأنني كنت إمام مسجد سابقا ولو وقتي يسمح الآن لتقدمت بإمامة الجماعة في المسجد وهذا شيء أفتخر فيه ولن أنكره، ولكنني تركت إمامة المسجد لأنني وجدت أناساً أحق مني بالإمامة ومتفرغين لذلك ثم إنني انتقلت للدراسة كما ذكرت لك. بالعودة إلى قضية كونك (منشد إسلامي) معروف وقدمت العديد من الأعمال الخاصة في هذا المجال وأقصد هنا الأناشيد الإسلامية.. تردد أنك تتجه لإصدار شريط غنائي ماصحة ذلك؟ - الحقيقة أن هذا الموضوع أخذ حجماً كبيراً من الإشاعات والتأويلات والكثير قال إنني أصدرت ألبوماً غنائياً ونزل بالأسواق وهذا غير صحيح والحقيقة أنا بصدد إنتاج ألبوم إنشادي ولا زلت أدرس موضوع إنزال نسخة منه بالموسيقى وقصدي بذلك الموسيقى المنضبطة ولكن ليس بمسمى ألبوم غنائي وأنا هنا أرى أنني أسير في الطريق الملتزم والفن الهادف بغض النظر عن أي شيء غير ذلك وأتمنى أن يتم الاهتمام بالمحتوى وما يصدر بعيداً عن المسميات . وماهو الفن الهادف من وجهه نظرك ؟ - الفن الهادف هو المنضبط الوسط نحن أمة وسط .. أنا لا أسعى للفن الهابط بل إلى الفن الذي يحافظ على هويتنا ومبادئنا ويدعو إلى الأخلاق الفضيلة و يستمع إليه الشخص وهو مرتاح وليس فيه مايخل بالأخلاق أو غيرها ويكون بالصوت والصورة. لكنك تتحدث هنا عن فكرة إدخال الموسيقى في أعمالك وهنا نقطة التحول مع الكثير ممن خالفوك خصوصاً ممن يستمع لأناشيدك الإسلامية؟ - الموسيقى المنضبطة ليست بجديد سبقني فيها الكثير من الفنانين المنضبطين في العالم العربي وأثبتوا نجاحهم واستطاعوا أن يوصلوا رسائلهم الدينية التي تبرز جمال الدين وعظمته إلى قلب أوروبا وهذه الطريقة الأسرع والأكثر تأثيراً عندما نريد أن نخاطب المجتمعات الغربية وهنالك فنانون قدموا أعمالاً دينية عن غزة وعن غيرها من قضايا أمتنا الإسلامية كما أن هناك دعاة ومشائخ يشرفون على قنوات فضائية نجد فيها الموسيقى ولكنها قنوات إسلامية هادفة ذات رسالة واضحة ومؤثرة .. وحقيقة الموسيقى دخلت في كل شيء في حياتنا اليومية من نغمات الجوال إلى التلفزيون والراديو إلى غيرها وما المانع من استغلالها الاستغلال الأمثل والمنضبط لإيصال مانريد إيصاله لخدمة قضايانا. وماهي القضايا التي تركز على طرقها وعلاجها بهذا النوع من الأعمال؟ كثير من القضايا الإنسانية والاجتماعية وقضايا الأمة العربية والإسلامية والوطنية فقد قدمت عملاً عن دور المملكة في مكافحة الفقر وشاركت في 17 أوبريت وطني في مختلف مناطق المملكة وغيرها الكثير من الأعمال وحقيقة الفن الهادف له مجالات كثيرة فلما تقدم عملاً فنياً عن عظمة الخالق أو عن الدين الإسلامي ويوجه هذا العمل للغرب صدقني أن تأثير هذه الرسالة سيكون كبيراً وستجد من يسمعها وهناك الكثير من التجارب والنماذج الفنية المنضبطة التي قدمت أعمالاً ناجحة لخدمة قضايا الأمة الإسلامية ونشر السلام والمحبة بين الشعوب وتوضيح الكثير مما يحتاج إلى توضيح عن ديننا لذا ينبغي استخدام شتى الوسائل في إيصال صوتنا ورسالتنا إلى العالم أجمع ومن تلك الوسائل الفن الذي أصبح لغة التخاطب بين الشعوب . كيف ترى قدرة النشيد الإسلامي الذي يقدم الآن في تحقيق ماذهبت إليه من أهداف ؟ - النشيد الإسلامي ولله الحمد وفي السنوات الأخيرة تحديداً حقق نجاحاً وقبولاً أكثر من السابق وفرض نفسه على الجميع في السابق لانجد المنشدين الإسلاميين يظهرون بأسمائهم الصريحة والآن تغير الوضع وكثرت المهرجانات الإنشادية في المناطق وأصبح هنالك احترافية أكبر ولكن الشيء الذي ينقصها أنها غير مدعومة أكاديمياً وفنياً بشكل صحيح وأنا أسعى هنا لتطوير الفن الإسلامي وأن يكون (فناً هادفاً) بكل ماتعنيه الكلمة من معنى. وما أبرز المواضيع التي من الممكن أن تطرح وتعالج من خلال الأناشيد الإسلامية من وجهة نظرك؟ - الأبواب كثيرة جداً إذا كنا نتحدث عن المجال الهادف وأنا حرصت على قضايا بر الوالدين والأم والمرثيات والمواضيع الوطنية. أين تباع الأناشيد الإسلامية التي تقدمها ؟ - تباع في التسجيلات الإسلامية . وهل ترى أن هذا المجال مربح؟ - نعم .. وقد كان أول ألبوم صدر لي قبل 10 سنوات تقريباً وحقق صدى كبيراً وبيع منه أكثر من (150) ألف نسخة ولايزال إلى الآن موجوداً. هل بدأت تطبيق ماتعلمته في معهد الموسيقى بالقاهرة على أعمالك؟ - إلى الآن لم أطبق إلا شيئاً يسيراً مما تعلمته في دراستي على أعمالي . وهل استأنست برأي بعض المشائخ واستشرت المختصين فيما تقدمه من أعمال وما ستدخل فيها من أمور جديدة؟ - أؤكد لك أنني في كل خطوة أخطوها في عملي أستشير فيها ولله الحمد. واجهت حملات معارضة ونقد شديدة عندما التحقت بمعهد الموسيقى بالقاهرة .. كيف كانت هذه المعارضة ؟ - عن طريق منتديات الإنترنت والرسائل المباشرة وغير المباشرة والاتصالات الشخصية وللأسف أكثر ما ضايقني هو انتقاص الدين وأهله من خلال هذه الحملة وأنا أعتب على جماهيري ومحبيني أكثر من غيرهم فهل من المعقول أن يكونوا يعرفونني منذ 10 سنوات وفجأة ينسون كل ماقدمت لمجرد كلام ظهر عني دون التثبت حول ما أثير حولي ثم بغض النظر هل ما أقدمت عليه صحيح أوغير صحيح يجب أولاً التثبت ثم معرفة الصح والخطأ ثم تحديد هل نحن مؤيدون أم غير مؤيدين ثم إذا كنا غير مؤيدين نبقى إخوة ولاتصل المسألة لدرجة التفسيق والتكفير فهذه لايرضاها أي إنسان، ولكن لا أقول لمن أساء لي إلا سامحكم الله . من خالفوك وانتقدوك ذهبوا إلى أنك تركت إمامة المسجد لدراسة الموسيقى؟ - لا..أنا قلت لك سبب تركي لإمامة المسجد وهو عدم التفرغ وللمعلومية وأنا الآن أدرس في معهد الموسيقى بالقاهرة إمام مسجد في السكن الذي أقطن فيه بمصر والمصلون يعلمون أنني أدرس في معهد الموسيقى وحقيقةً أعتقد أنه لو تغير اسم المعهد الذي أدرس فيه من المعهد العالي للموسيقى إلى المعهد الإعلامي أو معهد الصوتيات أعتقد ستتغير نظرة الكثير ممن عارضوني هنا لأن كثيراً من الأشخاص لديهم تحفظ وحساسية كبيرة فقط لمجرد وجود كلمة "موسيقى". ماهي المواد التي تدرس في المعهد ؟ - كما ذكرت لك سابقا من المواد دروس في تجويد القرآن وقد تعلم الطلاب من قراءتي وهناك أيضاً عدة دروس في الإلقاء والصوت يستفيد منها حتى خطباء المساجد والمقامات فليست المسألة غناء كما يعتقد البعض على اعتبار أنه معهد موسيقى وللمعلومية جميع أعضاء هيئة التدريس الذين يدرسوننا يؤكدون علينا بضرورة استغلال أصواتنا والاهتمام بالفن الهادف ..وحقيقة أؤكد لك وللجميع أن قراءتي للقرآن تغيرت تغيراً جذرياً بعد التحاقي بهذا المعهد حيث تعلمت عدة طرق في القراءة وعلمتها لعدد ممن قابلتهم لتطبيقها على طلابهم وفيها تطبيق لأحكام التجويد بكل حذافيرها . و بعد دخولك هذا المعهد مالذي تغير لديك؟ - الأسلوب تغير بشكل احترافي .. في السابق كنت أقدم هذه الأعمال (بالبركة)وكنت مستشاراً نفسياً والآن هنالك استشارات فنية وأسس للعمل وللتلحين والاهتمام بسلامة الكلمة واللحن والتوزيع حتى يظهر العمل في النهاية بمهينة عالية . كلمة أخيرة تود توجيهها للجمهور ؟ أتمنى أن يحكم علي الجمهور والنقاد من خلال ما يصدر مني من أعمال وألبومات التي تأكد منهجي وليس الحكم علي من مجرد أخبار وتأويلات وتصريحات في أغلبها مغلوطة يفهم منها ضد ما أريد وأؤكد أني لا زلت على مبادئي السابقة في تقديم فن هادف له رسالة واضحة ولن أغيرها بإذن الله و أقول للجميع هذا اجتهاد مني فإن أصبت فمن الله وأن أخطأت فمن نفسي والشيطان.