بعيدٌ هو الليلُ حين نلاحقه في السماء ..! *** دعوتُ عينيكِ فاقتربي او ابتعدي ياشمسُ لاتشرقي إلا بغيرِ غدي أخافُ من وجْهِ هذا الليلِ يأخذني خلفَ البناياتِ لاأهلي ولا بلدي وكلّنا غربةٌ منذُ ابتدعتُ فمي عرفتُ أن ضياعَ العمرِ جرمُ يدي 0 0 خاملٌ بعضُ هذا المساءْ..! خطواتُ الثواني به مثلُ عرضٍ بطيءٍ لأزياءَ باريس أو عادةٍ سيئةْ ..! ذاهبٌ ظلُّه للحكاياتِ قبلي ..! أنا من أقاصي الغروبِ ، أتيتُ على عجلٍ للنهارِ .. ولكنَّ هذا الطريقَ ممرٌ لبعضِ الدخانِ الكثيفِ وبعضِ الغبارْ .. عند لوحةِ شارعِنا في المدينةِ .. كانت لنا جارةٌ لاتعيدُ الكلام لطفلتِها .. حين حاذيتهنَّ تقاسمْن قلبي ...! نَشِطٌ نصف هذا المساء بذنبي ..! قبل عشرينَ عامًا مضت كان للبحرِ بابٌ وللشمسِ متكّأٌ في جدارِ النهارْ ...! قبل أن نبلغَ الساعةَ السادسةْ وكنت بمرآةِ سيارتي لم أصلْ بعد للحلمِ إلا قليلا .. ولم أبلغِ العامَ عشرين قبلَ الغَزَلْ ...! والبناتُ اللواتي تغيّبن ساعتها عن صباح المدارسِ و( الباص ) ..لم ينصرفنَ ببابي لدرس الخجلْ ..! مارقٌ كان ذاك المساءُ بحيث انتهى الصبحُ من قبلِه بحديثِ البناتِ وبعضِ البَلَلْ 0.! 0 قبلَ أن نبلغَ الساعةَ السادسةْ ... كانت الشمسُ حبلى ببعضِ الغيومِ وكنتُ بمرآةِ سيارتي ..لم أصلْ بعد للأربعينَ .. ولم أبلغِ العامَ ألفينِ بعد المللْ ... والنساء اللواتي عرفتُ بشارعِنا .. لم يسافرنَ إلا بنصفِ الربيعِ المؤجّلِ .. والشبقِ المرتَجَلْ ..! حائرٌ كلُّ هذا المساءِ كدفءِ القصيدةِ بين فصولِ القُبَلْ ..! تركتُ للغيبِ وجهي وانتهى شغبي ياشمسُ لاتغربي إلا بثوبِ نبي لم يبقَ لليلِ إلا بعضُ ذاكرتي وشرقةٌ بحنينٍ لايغرّرُ بي آمنتُ .. الشعرِ إما أن يخلّدني صوتي .. وإما أعزّي الشمسَ في تعبي ..