انطلق يوم أمس الثلاثاء البرنامج العلمي للمؤتمر الدولي للتعلم الالكتروني والتعليم عن بعد والذي يقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين بتنظيم من وزارة التعليم العالي خلال الفترة من 19-21 ربيع الأول 1430ه بفندق الفيصلية بالرياض حيث بدأت الجلسة الأولى التي بمحاضرة للخبير د. براندون هول بعنوان الإبداع وتطبيق التعلم الالكتروني والتي ترأسها الدكتور محمد العوهلي وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية كشف خلالها أن عدد الذين يستخدمون التعليم عن بعد تجاوز 25 مليونا، مشيرا إلى أن 13% من الناس استخدموا التقنية بشكل بسيط. ثم قدم الدكتور هول عرضا لمسيرة ظهور التعليم الالكتروني بين فيه انه بدأ باستخدام المحاضرات والكتب والقاعات العلمية ثم تطور إلى السي دي والدي في دي وصولا إلى ما هو عليه اليوم من نقلة وثورة معلوماتية هائلة. وربط استمرارية التعليم الالكتروني في المؤسسات التعليمية بالتغلب على المشاكل المشتركة في هذا المجال حيث إضافة إلى تعلم الطلاب المهارات الأساسية للتعلم الالكتروني من خلال تدريبهم وتهيئتهم للمستقبل. فيما جاءت الجلسة الثانية بعنوان إنتاج الوحدات التعليمية للدكتور توم بيل مدير معهد أبحاث تكنولوجيا التعليم جامعة مدينة لندن بين فيها ان هناك اهتماما ملحوظا بموضوع تصميمات التعلم التي يمكن إعادة استخدامها و التي تتيح إمكانية الحصول على تصميمات فعالة للتعلم وإتاحة إعادة استخدامها وتكييفها. وأضاف أن هذه الأعمال تركز على مستوى خطط الدروس أو المستويات الأعلى، على الرغم من أن هناك العديد من المستويات التي يمكن استخدام تصميم التعلم فيها، فيما هو أدنى من مستوى "خطط الدروس"، مشددا على أهمية التركيز على أنشطة التعلم لفهم الأفكار والإجراءات الأساسية. وقدم الأستاذ الدكتور مارتن فالك ورقة عمل بعنوان التعلم التعاوني المعتمد على الحاسوب في التعليم العالي" نظرة عامة على بعض المناهج معززة بالأدلة" بين خلالها أن الاستخدام المدمج لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات قد عزز من تبني الجيل الجديد من مناهج التعلم التعاوني، مضيفا انه في إطار المبدأ العام المسمى ب "التعلم التعاوني المعتمد على الحاسوب"، فإن مناهج التعلم الإلكتروني في التعليم العالي تولي اهتماما متزايدا لطرق عمل وتعلم فعالة، ذات كفاءة. لقد تم التدليل على أن التعاون في حد ذاته لا ينتج عنه تعلم، واعتمادا على أدلة تم الحصول عليها من التعلم التعاوني التقليدي، مبيننا انه تم وضع مجموعة من الدراسات لتطوير التعاون الكفؤ والفعال بما يؤدي إلى خلق مستويات عالية من معالجة المعرفة وأداء التعلم. وأضاف أن المواصفات الرئيسية لتصميمات التعلم التعاوني الحاسوبية الناجحة تعتمد على حجم مجموعات صغير، ومهام محددة للمجموعات، وكتابة النصوص، وتوزيع الأدوار، والأنشطة الفكرية. ويستعرض البحث الأدلة القاطعة التي تم الحصول عليها في مجالات العلوم الصيدلية، والطبية، والنفسية، والصناعية. وقدمت الباحثة غادة بنت عبد الله العمودي ورقة بعنوان البرمجيات الاجتماعية في منظومة التعلم المعتمد على الويب: الشبكات الاجتماعية نموذجا تحدثت فيها عن الأثر الذي تحدثه البرمجيات الاجتماعية " "Social software في منظومة التعلّم المعتمد على الويب Web-Base! d Learning، حيث ينظر لهذه التقنيات كأقوى أدوات الجيل الثاني من التعلم الالكتروني والذي يقرر نمط التعلم التعاوني والمشاركة المجتمعية هدفا تربويا رئيسا يضاف إلى الهدف السلوكي والإدراكي في هياكل التعليم المعاصرة. وقد اهتمت الورقة بمناقشة التحوّل الحاصل اليوم في منظومة التعلم المعتمد على الويب من التعلم الالكتروني "e-learning" إلى التعلم الالكتروني التشاركي (EC-Learning): كما تم مناقشة الفلسفة التربوية التي يعتمدها هذا التغير الجديد. واختارت الورقة الشبكات الاجتماعية "Social Networking" نموذجا عمليا على البرمجيات الاجتماعية ، ويعود السبب لاختيار هذا النموذج أن الشبكات الاجتماعية تضم في تطبيقاتها كل الخدمات التقنية التي تقدمها شبكة الويب اليوم: النص المكتوب ، الوسائط المتعددة الإعلامية ، المجتمعات الافتراضية ، طرق البحث والتواصل. ثم بحثت الورقة في تطور دور الأطراف التعليمية في بيئة البرمجيات الاجتماعية وخلصت إلى أن هذه البرمجيات توجد ما يعرف بالمجتمعات التعليمية على الويب مما يؤرخ لمرحلة جديدة في المعرفة الإنسانية. بعدها قدم الدكتور محمد سيد أبو السعود جمعة أستاذ الاقتصاد المساعد بكلية العلوم الإدارية والمالية من جامعة الطائف ورقة بعنوان تطوير التعليم ودوره في بناء الاقتصاد بين فيها ان ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لعبت دوراً أساسياً في التوجه نحو ما يسمى بالاقتصاد المعرفي، الذي ارتكز على تكنولوجيا المعلومات في نجاحه، والذي أحدث تغيرات كبيرة في الواقع الاقتصادي، فقد أحدث تغيرات في حجم الإنتاج وسرعة وتيرة النمو، بالإضافة إلى الاعتماد على الاستثمار في رأس المال البشري، وأيضاً ارتكازه على منظومة البحث والتطوير التي تعد شريان الحياة لهذا الاقتصاد. وبين فيها ان التعليم يعتبر أهم مصادر تعزيز التنافس الدولي؛ خاصة فى مجتمع المعلومات. وذلك على اعتبار أن التعليم هو مفتاح المرور لدخول عصر المعرفة وتطوير المجتمعات من خلال تنمية حقيقة لرأس المال البشري والذي يعتبر محور العملية التعليمية، بما يعني أن مجتمع اقتصاد المعرفة مرتبط بمفهوم مجتمع التعليم الذى يتيح كل شيء فيه فرصاً للفرد؛ ليتعلم كي يعرف، ويتعلم. الجدير بالذكر أن اليوم الأول للبرنامج العلمي شهد حضورا كبيرا حيث سجل اكثر من 2000 شخص رجالا ونساء.