لم تمنع تداعيات الأزمة المالية العالمية معظم الشركات الأجنبية خاصة الأمريكية والمتخصصة في مجال حلول الشبكات والاتصالات ، من إتمام خططها التوسعية في السوق السعودي وزيادة انتشار منتجاتها محلياً ، حيث تراهن هذه الشركات على استمرار النمو في الإنفاق ، في خطوة لافتة ومهمة تشير إلى اهتمام عالمي متزايد بالسوق المحلية ، في وقت أصبحت فيه المخاوف من الركود مهيمنة على أغلب الاقتصاد العالمي. ومع دخول الاقتصاد العالمي في مرحلة ركود يتوقع لها أن تكون طويلة، باتت أسواق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في منطقة الخليج بشكل عام والسوق السعودية بشكل خاص ، هدفاً استثمارياً لعدد من الشركات الأجنبية الرائدة عالميا في حلول الاتصالات ، وسط توقعات بأن يصمد سوق تقنية المعلومات وبقوة في وجه الأزمة العالمية التي عصفت بالكثير من الشركات العالمية والمحلية . ويبدو أن شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تعدّ الأقل تأثرًا من الأزمة المالية العالمية والأكثر تفاؤلا بمنطقة الخليج؛ إذ تتهافت شركات عالمية وعربية لزيادة رقعة انتشارها في السوق السعودي وطرح خدماتها وتشكيلة منتجاتها للمستهلكين المحليين ، كما أن هذه الشركات تعتزم تعزيز حضورها بشكل أكبر في السعودية من خلال مشاركتها في معرض "جيتكس" للتقنية، الذي سيبدأ أعماله نهاية أبريل المقبل في الرياض، ما يعني أن هذه الشركات غير مكترثة بالأزمة، في الوقت الذي يتوقع فيه اقتصاديون أن تستقطب المنطقة استثمارات تكنولوجية واسعة. وفي خطوة تؤكد رغبة الشركات العالمية في اقتناص الفرص الاستثمارية في السوق السعودية ، أعلنت شركة أمريكية عن بدء توسعة أعمالها في المملكة وتطبيق استراتيجية رئيسية تركز على السوق المحلي تتضمن إقامة شراكات جديدة وتوسيع رقعة المنتجات المطروحة للمستهلكين السعوديين وتعزيز حضورها في المشهد المحلي رغم الأزمة العالمية . وقال باتريك حياتي ، المدير الإقليمي لشركة بيلكين الشرق الأوسط وأفريقيا ، وهي شركة أمريكية تعمل في مجال حلول الشبكات والاتصالات، أن شركة بيلكين ستركز على السوق السعودية بشكل كبير ، كما ستطبق الشركة استراتيجية رئيسية في التسويق وأداء الأعمال في كل ما يتعلق بنشاطاتها في المنطقة، مضيفاً :" لقد قمنا مؤخراً بتطبيق نموذج استشاري متخصص من أجل تطوير أعمال الشركة إقليمياً. كما أن شراكتنا مع كبرى الشركات الأخرى سوف تساعدنا على تطبيق نموذج متميز وشامل لإدارة أعمالنا وشبكات التوزيع في أسواق المنطقة الرئيسية، إذ سيحظى شركاؤنا على تدريب فني وعملي رفيع المستوى، يشمل جميع مراحل العملية التسويقية، من التعريف بالمنتجات والمبيعات إلى أحدث نظريات التسويق ". واعتبر باتريك حياتي في حديثه مع "الرياض" ، أن المنافسة في صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تزداد حدة يوما بعد يوم، وخصوصا في أسواق الشرق الأوسط، مؤكداً إن معدلات النمو الهائلة التي تشهدها نشاطات الشركة عالمياً شجعها على التوسع وتعزيز حضورها الإقليمي في جميع أرجاء منطقة الشرق الأوسط. وبما أن هذه المنطقة تعد من أسرع أسواق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم، فمن الطبيعي أن تكون إذن من أهم الأسواق الإقليمية بالنسبة لشركة بيلكين، وخصوصا السوق السعودية. وتابع :" طبقاً لأحدث النتائج التي توصلت إليها إحدى الدراسات الحديثة، فإنه من المتوقع أن يصل حجم سوق تكنولوجيا المعلومات في مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا نحو 70 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2012، مما يشكل فرصة ذهبية بالنسبة لنا من أجل تعزيز حضورنا في أسواق المنطقة الهامة، متوقعاً أن تهيمن السوق السعودية وحدها على 40 في المائة من حجم سوق تكنولوجيا المعلومات في الشرق الأوسط. وحول تأثيرات الأزمة العالمية على سوق تكنولوجيا المعلومات ، وقال حياتي :" تعد منطقة الشرق الأوسط من أكثر الأسواق العالمية تطوراً من حيث درجة الوعي العالية التي يتمتع بها العملاء، وتوفر المنتجات، وأنماط الشراء الاستهلاكية. لقد شهدت أعمالنا نمواً ملحوظاً منذ انطلاقتنا في المنطقة، ولكن وعلى الرغم من أننا نتوقع بأن تظل المنطقة محافظة على أهميتها بالنسبة لنا، إلا أنها لا شك ستتأثر بالأزمة المالية العالمية.