كثيرا ما يرد إلى أسماعنا المصطلحان واي فاي و واي ماكس، في هذه المقالة نحاول تسليط الضوء بصورة مبسطة على ما المقصود بهما وما الفرق بينهما ومجالات استخدامهما. طبعا القاسم المشترك بينهما هو أن كلاهما يخدمان الاتصالات ولكن كلا حسب طريقته وبروتوكوله التقني. Wi-Fi هي مختصر Wireless Fidelity ومسجلة في الجمعية العالمية لمهندسي الكهرباء والألكترونيات تحت الرمز IEEE 802.11، تم اختراعها وتطويرها لخدمة الاتصالات في داخل شبكة العمل المحلية LAN ولكن بدون استخدام الكابلات، في بداية الأمر كان الهدف منها هو خدمة أجهزة الحاسب الشخصي المحمول ولكن وبالتطور السريع لهذه التقنية أصبحت تخدم متصفحي شبكة الإنترنت العالمية وخاصة في المقاهي والمطاعم والفنادق والمطارات والبنوك حيث أنها غالبا ما تقدم مجانًا والهدف هنا هو جذب الزبائن، كما أنها أصبحت تلعب دوراً مهماً في تقنية الصوت عبر الشبكة VoIP، وتؤدي خدمة كبيرة الآن في أماكن حساسة كردهات المستشفيات والمواقع الأمنية بحيث يتمكن الطبيب أو رجل الأمن من الدخول على تطبيقات معينة لخدمة المرضى أو التعرف على هوية أشخاص غير مرغوب فيهم من دخول أماكن حساسة وغيرها. كما أنها أضافت الكثير إلى تقنية الهاتف النقال وإمكانية اتصالة بشبكة الإنترنت العالمية في حال التواجد داخل نطاق شبكة الواي فاي. من الاستخدامات الحديثة والمهمة لها هي نقل الصور من الكاميرات الرقمية إلى الكمبيوتر خاصة من قبل مراسلي وكالات الأنباء وصحفيي الجرائد والمجلات حيث يلعب عامل السرعة في وصول الصورة عاملاً مهماً وهو ما تتسابق عليه هذه الوكالات والصحف. وهناك ميزة أخرى مهمة لهذه الشبكات حيث من الممكن تركيبها في أماكن من الصعب تمديد كابلات فيها، المواقع الأثرية أفضل مثال على ذلك حيث يصعب إجراء الحفريات فيها إن لم يكن من المستحيل فعل ذلك. بقي هنا أن نذكر أن هذه الشبكة تتطلب وجود عدد معين من نقاط التقوية لتغطية موقع ما بمساحة معينة بحيث أنه لا يمكن استخدام هذه الشبكة خارج نطاق تغطية هذه النقاط، مع ملاحظة أن نطاق التغطية لهذه الشبكات يتراوح ما بين 32 مترا في الداخل و 95 مترا في الخارج وهذه الأرقام قابلة للزيادة في حال استخدام أجهزة التقوية. لننتقل الآن إلى المكون الثاني في هذه المقالة ألا وهو الواي ماكس WiMAX، مختصر Worldwide Interoperability for Microwave Access ومسجلة في الجمعية العالمية لمهندسي الكهرباء والألكترونيات IEEE 802.16. تهدف هذه التقنية إلى توفير خدمة الاتصالات عبر مسافات طويلة والربط بين عدة مواقع بدون استخدام الكابلات. أكثر التطبيقات التي تستخدم هذه التقنية هي الهواتف النقالة وخدمة الدخول على شبكة الأنترنت العالمية والشراكة في استخدام تطبيقات معينة بين أكثر من موقع. لقد استخدمت تقنية الواي ماكس لإعادة الاتصال وبسرعة بين مواقع حصلت فيها كوارث طبيعية مثل إعصار تسونامي الذي ضرب العديد من دول جنوب شرق أسيا وخاصة أندونيسيا، حيث قطعت الاتصالات بين هذه المناطق المنكوبة وبقية العالم في وقتها ونفس الحالة تكررت في إعصار كاترينا في أمريكا. التوسع في هذه التقنية أدى إلى تطور تقنية الهاتف الرقمي أيضا أو ما يسمى IP Telephony والتي تعتمد أساسا على شبكات العمل المحلية والدولية والتوصيل بخطوط T1 connections. كما تعتبر شركة إنتل Intel المتخصصة بصناعة شرائح الكمبيوتر Chipset من أوائل الشركات العالمية التي بدأت في إنتاج شرائح كمبيوتر تتوافق مع تقنية الواي ماكس. ختاما، نأمل أن يكون القارئ الكريم قد تكونت لديه فكرة لا بأس بها عن الفرق بين التقنيتين دون الدخول في تفاصيل فنية دقيقة لكل منهما. كما يجدر بنا الإشارة إلى أن التطبيقات التي تستخدم هاتين التقنيتين في ازدياد حيث أنها كانت في البداية تتركز على أجهزة الحاسب الشخصي المحمول وتطورت حاليا إلى العديد منها وهي في زيادة مستمرة والمستقبل لهما واعد جدا حيث أنها سهلة التركيب ونظيفة للبيئة. مدير إدارة تقنية المعلومات بمؤسسة اليمامة الصحفية