يحظى قطاع التعليم العالي برعاية كريمة، ودعم غير مستغرب من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تتمثل هذه الرعاية وهذا الدعم في رعايته لفعاليات المؤتمر الدولي الأول للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد الذي تنظمه وزارة التعليم العالي من خلال المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، وعبر هذا المؤتمر تشهد الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية واحداً من مظاهر العناية بتطوير التعليم- خصوصاً الجامعي - تلك العناية التي يؤكد عليها ولاة الأمر حفظهم الله، والتي تنص على تقريب التعليم لطلابه، وتيسيره لمبتغيه، والأخذ بأحدث الأساليب التقنية في الوسائل والآليات؛ وإن هذه الإرادة العالية تأتي - أيضاً - في سياق حرص خادم الحرمين على دعم مشاريع إنشاء الحكومة الإلكترونية، والتي قطعت فيها المملكة شوطاً كبيراً بما توافر لها من دعم مالي ومعنوي كبيرين. وفي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تبلورت هذه الرؤية الملكية في الاهتمام بالتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد عبر عمادة التعليم عن بعد التي تقوم بأعباء تحقيق هذه الرؤية والإشراف عليها مصحوبة بحرص ومتابعة شديدين من معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل؛ ولعلي أشير - في إيجاز - إلى أهم ما تحقق في هذا السبيل، فقد دشنت الجامعة برامج الانتساب المطور والذي يكفل للطلاب فرصة للتعلم حيثما كانوا في تخصصات شرعية ودعوية واقتصادية وإدارية، وخطت الجامعة في هذا خطوات كبيرة بإقرار الدراسة عن طريق الانتساب المطور في أقسام الشريعة والدعوة والاقتصاد وإدارة الأعمال ويجري حالياً إضافة أقسام دراسية أخرى كما سيتم بمشيئة الله تنفيذ الانتساب المطور في الدراسات العليا، إن اعتماد الجامعة الاننتساب المطور هو مساهمة فاعلة في تيسير العلم وتقريبه لطلابه وهو عملية استباقية لتطورات أخرى ستجيء بإذن الله تعالى. وفي سياق التعليم الإلكتروني أطلقت الجامعة قناتها التعليمية على شبكة الإنترنت التي تبث دروساً تعليمية في مختلف التخصصات الشرعية والتي يراد لها أن تتحول إلى قناة فضائية في فترة لاحقة بعد اكتمال الإجراءات النظامية المطلوبة لذلك. كما تشرف العمادة على مشروع البوابة الإلكترونية للجامعة، وهو مشروع عملاق يهدف إلى نشر محتوى الجامعة المعرفي على شبكة الإنترنت بما يشمله من بحوث ودراسات واستشارات قدمها منسوبو الجامعة في مختلف تخصصاتهم الشرعية والإسلامية والعلوم التطبيقية والأساسية الأخرى، إنه مشروع متكامل يجعل الجامعة على فضاء الإنترنت ويساهم في نشر رسالتها المنبثقة من رسالة المملكة العربية السعودية وهي الدعوة إلى الله ونشر دينه وبث تعاليم الإسلام. ولعل المأمول أن يساهم هذا المؤتمر الدولي في إثراء حركة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في مملكتنا الحبيبة بما يحمله من فعاليات علمية يشارك فيها نخبة من خبراء العالم وعبر برامج التدريب وورش العمل التي تأتي على هامشه وأن يعكس نتيجة مرضية تتواءم مع حرص خادم الحرمين الشريفين على الرقي بالحركة التعليمية والعلمية في بلادنا، والله الموفق.