اختتمت الأسبوع الماضي فعاليات مهرجان الجنادرية المسرحي 24 حيث تم إعلان الفائزين في جوائز المهرجان والذي شاركت فيه 13 جهة قدمت عروضها المسرحية على مدى أسبوع بواقع عرضين مسرحيين يوميا على مسرح مدارس التربية النموذجية ومسرح التدريب الفني والمهني بحي الريان وقد جاءت نتائج المهرجان كالتالي : جائزة أفضل ممثل وحققها الفنان الشاب عليان العمري عن دوره في مسرحية " استراحة العيال " والتي قدمتها فرقة الشباب التابعة للنادي الأدبي بالرياض ، وجائزة أفضل سينوغرافيا حققتها مسرحية " ابن زريق ليمتد " والتي قدمها فرع جمعية الثقافة والفنون بالطائف ، وجائزة أفضل إخراج ذهبت للمخرج عثمان فلاته عن مسرحية " وجبة سريعة " والتي قدمها فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة ، وجائزة أفضل نص مسرحي حققها الأستاذ محمد العثيم عن نصه لمسرحية " تحت الأرض " ،وجائزة أفضل عرض مسرحي حققتها مسرحية " وجبة سريعة " ومن ناحية أخرى منحة لجنة التحكيم الخاصة شهادتيْ تميز لكل من الفنان خالد الحربي عن دوره في مسرحية وجبة سريعة ، والمخرج الفنان خالد الباز عن دوره في مسرحية " تحت الأرض " . كما تم منح عدد من الفنانين شهادات تميز وهم محمد الغامدي ونايف فايز عن دورهما في مسرحية " تحت الأرض " ، ويعقوب الفرحان عن دوره في مسرحية المحظوظ وسامي الزهراني عن دوره في مسرحية ابن زريق ليمتد وبادي التميمي عن دوره في مسرحية " حفل الناي " . جاء اليوم الثالث من مهرجان الجنادرية المسرحي مفاجئا للجماهير التي حضرت لمشاهدة المسرحية الكوميدية "دكتور بالوراثة" لتجد بدلا منها ندوة بعنوان " دور مهرجان الجنادرية المسرحي في إثراء الحركة المسرحية السعودية"، وأكثر من تفاجأ وتضرر بهذه الندوة هم الأطفال الذين يتواجدون بكثرة في عروض بعد صلاة المغرب في مدارس التربية النموذجية. وكانت الندوة حلا اضطراريا من قبل إدارة المهرجان لتفاجئهم بوقت متأخر (يوم الأحد) بوصول خطاب اعتذار من جمعية الثقافة والفنون بتبوك قبل عرض مسرحيتهم بيوم واحد بسبب عدم تفرغ مخرج أو مؤلف العمل من قبل إدارتهما الحكومية .. وتعد مسرحية "دكتور بالوراثة" ثاني مسرحية لا تعرض في الجنادرية لسبب أو لآخر بعد انسحاب مسرحية "الإكليل" من المسابقة الرسمية والتي كان من المقرر عرضها وفقا للجدول الأولي الذي وزعته إدارة المهرجان. وجاء في الندوة التي ضمت علي السعيد وسامي الزهراني وناصر العمري وأحمد الهذيل وأدارها ماجد العنزي أن مهرجان المسرح في الجنادرية أثرى الحركة المسرحية من خلال الندوات الفكرية وتكريم المسرحيين الرواد ونشر المؤلفات المسرحية بالإضافة إلى كونه المقصد الأساسي للمسرحيين في المملكة كل عام. وتم في اليوم الثالث عرض مسرحية "سكة سفر" لجمعية الثقافة والفنون بالقصيم ، والمسرحية من تأليف عبدالله الحمد وإخراج عبدالله المقرن وتمثيل كل من احمد الحميميدي وسلطان الخزيم وصلاح العمري وعبدالحميد السلوم ومحمد الضويان وإبراهيم الحسون وعبد العزيز الهديب وسلطان الوهيبي. وتدور قصة المسرحية في إطار كوميدي واجتماعي يناقش فيه بشكل أساسي مفهوم البطالة الاختيارية من شباب المجتمع السعودي الذين يتذمرون دائما من عدم وجود الفرص والوظائف بغفلة منهم عن الفرص التجارية المتاحة لهم من قبل الحكومة. جاء العرض متواضعا ومليئاً بالمواعظ الخطابية في النصح والإرشاد المتضمنة في حوارات الشخوص ، التي تصل لحد الابتذال أحيانا لشخصيات مكررة ونمطية ، لتاجر طماع كبير في السن وشاب مائع متعلق بالفتيات ، وشخص آخر لا يجيد التحدث بصورة سليمة ويقوم بالعديد من التصرفات غير الطبيعية . في اليوم السادس عرضت مسرحيتان الأولى بعنوان (المحظوظ) والتي شاركت بها جامعة الملك عبد العزيز، وموضوعها هو كيف أن الحظ الحسن لا يدوم وقد تكون آثاره المستقبلية وخيمة وقد يسبب المتاعب لصاحبه في كثير من الأحيان، ونرى ذلك متجسداً في أحد أبطال المسرحية، وهو ذلك الرجل الذي يملك فندقاً في الصحراء، ويؤمن بأن الحظ دائماً يقف في صفه لكنه يصدم في النهاية بأن الحظ الحسن لا يدوم للأبد. هذه المسرحية من تأليف أمير الحسناوي وإخراج أحمد الصمان، وبطولة كل من بندر عبدالفتاح ويعقوب الفرحان وهارون سعد وفاضل المصطفى والمنذر النغيص، ومع أن موضوعها قد يبدو للمشاهد جدياً لكن هذا لم يمنع تطعيم المسرحية ببعض الحوارات الكوميدية التي أضحكت الجمهور أحياناً وأخفقت في أحيان أخرى، كما مازجت المسرحية بين اللغة العربية واللهجة العامية، الحجازية منها بالتحديد، في الحوارات التي تخللتها. أما المسرحية الثانية (مزاد الدم) التي قدمتها جمعية الثقافة والفنون بنجران، فتتحدث عن المشكلة الاجتماعية الأزلية المتمثلة في الدم والثأر، والتي أخذت منحى آخر في زمننا المعاصر، وهو ليس مجرد المطالبة بالقتل والثأر من الشخص المطلوب، بل المطالبة بمبالغ مالية هائلة وتعجيزية لا لشيء إلا للثأر والإذلال، وذلك عبر شخصية شيخ قبيلة يقوم أحد أبنائه بقتل ابن شيخ آخر، فتكون ردة فعل الأخير هي الثأر، وعندما تتدخل الوساطات يطلب الشيخ دية تصل إلى خمسين مليون ريال. المسرحية من تأليف إبراهيم سنان وفكرة مانع آل مردف ومن إخراج سلطان الغامدي. وقام بأدوار البطولة كل من: عبد الرحمن آل شيبان وثامر آل شيبان وناصر الربيعي. مقتطفات: - مسرحية (المحظوظ) شهدت إقبالا ضعيفاً مقارنةً بمسرحية (مزاد الدم) وإن كان معدل الحضور ظل ضعيفاً بصورة عامة. - من مزايا عرض يوم الأربعاء هو الإلتزام بالوقت، حيث عرضت المسرحيتان بالتوقيت المحدد ولم تتأخرا دقيقة واحدة. - لوحظ وجود أعضاء لجنتي التحكيم والمشاهدة في وقت مبكر، وقبل بدء العروض بكثير، وهذا ما دفع الكاتب المسرحي الأستاذ محمد العثيم أن يعلق مازحاً، أن هذه أول لجنة يراها تأتي قبل الجمهور! - قدمت فرقة شباب عرعر مسرحية (الدنيا دوارة) والمسرحية من تأليف وإخراج ناجي عبدالله غريب وتدور قصتها حول رجل أعمال ثري أعماه الطمع والتكبر وأصبح يرى الدنيا مجرد ملعب لكسب وجمع الأموال، وأيضاً قصته الأخرى مع عقوقه لوالده الذي سينعكس عليه في المستقبل، ويذوق مرارة العقوق من أبنائه وخصوصاً واحدا منهم أرسله إلى أمريكا ليتلقى تعليمه هناك. المسرحية، وعلى الرغم من هذه القصة، فقد طغت عليها الأجواء الكوميدية الساخرة.كما أثنى مدير فرقة شباب عرعر الأستاذ سعد هدمول العنزي على الدعم الكبير الذي نالته الفرقة قائلاً: "أشكر كل من دعمنا معنوياً ومادياً وعلى رأسهم سمو أمير منطقة الحدود الشمالية عبدالله بن مساعد آل سعود". كما أكد أن مثل هذه المشاركات تثري أبناء المنطقة الشمالية وكل محبي المسرح هناك.كما عرضت المسرحة الكوميدية الهادفة (ساهم لي على العشرة) لفرقة عنيزة المسرحية، التي تدور أحداثها حول ثلاثة أصدقاء يكبرون وتكبر معهم آمالهم وأحلامهم التي تزج بهم إلى معمعة الأسهم والتجارة بها لينتهي مصيرهم إلى الخسارة وتدفعهم إلى الجنون. وقد تفاعل الجمهور الغفير الذي حضر المسرحية مع الكوميديا والاستعراضات الغنائية التي قامت بها الفرقة، مسرحية (ساهم لي على العشرة) من تأليف سعد المسمى وإخراج علي السعيد ومن بطولة عبد الرحمن الصالحي وعادل الضويحي ويوسف الدامغ وأحمد الحميميدي وبدر المرزوقي.