بات موقف المسيرين لنادي الاتفاق أكثر حرجاً بعد الخسارة التي مني بها الفريق من كوروفتشي بونيودكور الأوزبكي 2-1 في اللقاء الذي جمعهما في طشقند في مستهل مشواره في دوري أبطال آسيا، وهي الخسارة التي عمقت جراحهم المثخنة أصلاً على إثر النتائج السلبية الأخيرة التي خلفها الفريق في بطولتي الدوري وكأس ولي العهد بخروجه من البطولة الأخيرة من الدور ربع النهائي على يد الحزم، وبخسارته القاسية من الاتحاد في آخر مباريات الفريق في الدوري بثلاثية نظيفة. وكان أبناء "فارس الدهناء" بكافة شرائحهم قد عاشوا حالة من القلق وهو يشاهدون فريقهم يترنح جراء الضربات المتتالية التي تلقاها مؤخراً، وهو ما جعلهم يبذلون مساعيهم لإصلاح ما يمكن إصلاحه والفريق يتأهب لقص شريط مشواره في أكبر استحقاق قاري، بيد أن الرياح جرت بما لا تشتهي سفتهم إذ واصل الفريق سقوطه بعد مستوى ضعيف قدمه في المباراة رغم أنه لم يواجه ذلك الخصم القوي. وأظهرت المباراة الآسيوية أن الفريق يعاني من كثرة أوراقه المبعثرة على أكثر من صعيد، ففي الجانب الفني يبدو أن مدرب الفريق الروماني إيوان أندوني ماازال غير قادر على رسم صورته الفنية على الفريق، وهو ما زاد من معاناته بل وأفقده هوية المعروفة التي صاغها مدرب الفريق السابق البرتغالي توني أوليفيرا، بدليل أن الفريق بدا مفككا وفاقدا للأداء الجماعي الذي كان سمته الأولى حيث اعتمد في المباراة على الأداء الفردي وهو ما شتت جهوده وقدمه لقمة سائغة للفريق الأوزبكي، وبدا واضحاً أكثر حالة الخلل الذي يعاني منه الدفاع الاتفاقي وهو ما تجلى في مواجهة الاتحاد الماضية حيث زار لاعبو مرمى حسين شيعان ثلاث مرات دون أن يجدوا صعوبة في ذلك، وتكرر الموقف في مواجهة طشقند حيث انكشفت حال الدفاع تماما وهو ما يؤكد على خطأ التخلي عن ماجد العمري أولا، ومن ثم المكابرة في جلب لاعب أجنبي في هذا المركز. وزاد من عبء الفريق في مواجهة كوروفتشي عدم استفادته من لاعبين أجنبيين في قائمته وهما السوري مهند إبراهيم والغاني البرنس تاغو اللذين كانا احتياطيين على الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، وهو ما يؤكد على القراءة الضعيفة لمن يمسك بهذا الملف في الفريق خصوصا وان العنصر الأجنبي بات يشكل 40% من قوة أي فريق. ولا يجد الروماني أندوني بدا من الاعتراف بهذا الواقع إذ يقول: "الفريق يعاني من بعض المشاكل الفنية، وهي التي كانت سببا في نتائجه السيئة مؤخراً، وأنا أسعى جاهداً لمعالجة الأمور، واعتقد أن خسارتنا من كوروفتشي لن تلغي حظوظنا ". وأضاف: " مشكلتنا الكبرى أننا نعمل على أكثر من محور وفي وقت واحد، وهذا لا يتيح لي بشكل عملي معالجة الخلل، لكن حسبنا أن نبذل الجهد الذي نعتقد بأنه كفيل بحل المشكلة". ويضاف إلى العلة الفنية العلة الإدارية حيث يكاد يقتصر التفاف أعضاء الإدارة حول الفريق على رئيس النادي عبدالعزيز الدوسري وأمين الصندوق عدنان المعيبد، فيما ينزوي بقية الأعضاء لأسباب مختلفة ما بين متفرغ لمصالحه الخاصة، وما بين من يشعر بالتهميش فآثر الابتعاد، وما بين من لا أثر له إلا في الرسم الهيكلي للنادي. ويحسب لإدارة النادي وجود مدير الكرة زكي الصالح الذي يعد الدينمو الذي يحرك أوصال الفريق في ظل اكتفاء بعض من يحملون الحقائب الإدارية الكبرى في النادي بالتنظير عن بعد، رغم أن تنظيرهم لم يجر على الفريق إلا المزيد من الخيبات. وإذا ما تجاوزنا الخلل الفني والإداري، فإن ثمة خللاً آخر لا يقل أهمية وهو قصور العمل في النادي على الإداريين الرسميين فيه، إذ لا تشعر بوجود أعضاء الشرف لاسيما من أصحاب الثقل في النادي وهو الذي يضم في مجلسه الشرفي كبار الاقتصاديين في المنطقة الشرقية وأعيانها، وهو ما يفقد الاتفاق هيبته ويضعف قواه، وهو أمر يحسب على الإدارة التي لم تجد الآلية التي تستطيع من خلالها تفعيل المجلس حيث ظلت على ذات الطرق التقليدية التي جعلت إحجام الشرفيين يزيد ليس عن الدعم كما كان في سنوات خلت بل حتى عن الحضور ومتابعة أحوال النادي. ويحسب لبعض الشرفيين بقاؤهم إلى جانب الفريق ودعمهم له رغم جفاء الغالبية ولامناص من التأكيد على أن الأمير فيصل بن فهد بن عبدالله وأبناء المسحل الذين يعملون على محوري العمل الرسمي والشرفي هم الأبرز في دعم النادي خلال الفترة الراهنة بينما يتوارى الكثيرون. ورغم واقع الحال لفارس الدهناء إلا أن الاتفاقيين مازالوا على ثقة بفارسهم، متجاوزين مرارة الواقع وآلامه، وهو ما جعل الجماهير تأبى الابتعاد عنه بل على العكس إذ باتت أقرب منه أكثر من أي وقت مضى، ويحسب ذلك لمجلس الجماهير بقيادة ربانه المهندس حاتم المسحل الذي أعاد الاتفاقيين للمدرجات ولكن بأحلام وردية ترى الاتفاق كما كان بطلاً محلياً ومنجزاً دولياً يشار له بالبنان.