أصدر الجيش الأمريكي وثيقة رسمية مؤخراً قال فيها ان إسرائيل هي قوة عظمى نووية تقع في منطقة خطيرة تتكون من دول يُحتمل أن تعلق في حرب غير تقليدية تُستخدم فيها أسلحة الدمار الشامل. وكان من بين معدي هذه الوثيقة المسماة "محيط النشاط المتداخل 2008"، الجنرال جيمس ماتيس قائد القوات المشتركة للجيش الأمريكي، الذي يشغل أيضاً منصب قائد قيادة بناء القوة لجيوش حلف الناتو. وقد نجحت فقرات في الوثيقة في إثارة الاحتجاج من جانب حكومتي كوريا الجنوبية والمكسيك، ولكن إسرائيل لم ترد بعد على ما ورد عنها في التقرير، وكذا أيضاً روسيا، التي قال التقرير عنها إنها قد تتخذ سياسة عدوانية مشابهة لعدوانية ألمانيا النازية. وثيقة ماتيس التي تعزو لإسرائيل صراحة العضوية في النادي الضيق للدول التي تملك السلاح النووي، شذت عن الصمت العلني للإدارات في واشنطن حول مسألة البرنامج النووي الإسرائيلي. هذا الصمت الذي لا يخترق إجمالاً إلا بشكل غير مباشر ومتأخر، وفي الغالب من خلال رفع السرية عن بعض الوثائق. وزير الدفاع روبرت غيتس، الذي أدلى بشهادته أمام لجنة مجلس الشيوخ قبل تعيينه في ديسمبر 2006، أدرج في حينه إسرائيل في قائمة الدول النووية التي تحاصر إيران، ولكن بعد أن بدأ مهام منصبه رفض التراجع عما قاله وأشار الى انه عندما قال ذلك كان لا يزال "مواطنا حراً". وفي معرض تحذيره من احتمال تبادل الضربات النووية كتب ماتيس بان الهند وباكستان تحتفظان بمخزون كبير من السلاح النووي ووسائل إطلاقه، وان كوريا الشمالية جربت السلاح النووي وأنتجت ما يكفي من المادة المشعة لإنتاج أسلحة أخرى من هذا النوع و "الإيرانيين يتقدمون بسرعة في برنامجهم للسلاح النووي". وحسب ماتيس، فان "رد الفعل المرتبك في الأسرة الدولية على التحول النووي لإيران سيشجع الآخرين على السير في طريقها. عملياً، يوجد "قوس كبير" من القوى العظمى النووية، الذي يمتد من إسرائيل في الغرب عبر إيران وحتى باكستان، الهند وانتهاء بالصين، كوريا الشمالية وروسيا في الغرب. وبالنسبة لتايوان واليابان يقول ماتيس ان لهذين البلدين القدرة على تطوير السلاح النووي بسرعة إذا ما قررت القيادة السياسية فيهما عمل ذلك. وفي فقرة أخرى يصف تايوان، اليابان وكوريا الجنوبية بأنها "قوى عظمى شبه نوويه"، وهو التعبير الذي يميزها عن القوى العظمى بما فيها إسرائيل. ذكر كوريا الشمالية كقوة عظمى نووية أثار احتجاج كوريا الجنوبية. وقد اضطر ذلك قيادة القوات المشتركة الى نشر إيضاح جاء فيه أن وثيقة ماتيس لا تعكس السياسة الرسمية للإدارة الأمريكية التي ترفض قبول كون كوريا الشمالية قوة عظمى نووية. ونقل التوضيح الى سفارة كوريا الجنوبية في واشنطن. كما طلب من ماتيس أيضاً أن يلتقي بالسفير المكسيكي كي يتحفظ على ذكر المكسيك في الوثيقة كإحدى الدولتين (الى جانب باكستان) التي سيهدد انهيارها المحتمل الأمن القومي للولايات المتحدة. في الفصل الذي يعنى بروسيا كخصم لقوة الولاياتالمتحدة والناتو، أعرب ماتيس عن تخوفه من أن تحاول "إعادة احتلال أقاليم خسرتها، باسم "تحرير" أقليات روسية مظلومة في الدول المحاذية". ويحذر ماتيس من انه "يوجد اليوم خليط خطير من جنون العظمة - بعضه مبرر، نظرا للتاريخ الروسي - والقومية المتطرفة والاستياء من فقدان ما يراه الكثير من الروس كمكانتهم الصحيحة كقوة عظمى كبيرة. هذا الخليط بالضبط، الى جانب سلسلة من الأحداث المؤلمة، هو الذي دفع ألمانيا النازية الى مسارها المتهور".