أوضح الدكتور عبدالله الموسى وكيل وزارة التعليم لشؤون الابتعاث أن مشروع الابتعاث هو مشروع وطني انطلق عام 2005، وهو عبارة عن خمس مراحل، المرحلة الأولى إلى الرابعة انتهت وبقيت المرحلة الخامسة التي ستكون بإذن الله السنة الحالية، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى كانت للولايات المتحدة والمراحل الأربع التالية موزعة بين أربع وعشرين دولة منها أمريكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، بالإضافة إلى استراليا، نيوزيلندا، الصين، كوريا، واليابان. وقال في حديث ل«الرياض» إن البرنامج يسير وفق إعداد ومقاييس معينة، وقد درست وفق آلية معينة من قبل عدد من المتخصصين من الجامعات، ترشيح الطلبة يتم بعد إخضاعهم لاختبار قدرات واختبار تحصيلي بالإضافة إلى شهاداتهم الثانوية، حيث يتطلب حصولهم على «جيد جداً» فأكثر للترشح، وهي موجودة ضمن المحضر الذي وقع بين وزارة التعليم العالي ووزارة المالية، ففي العام الماضي على سبيل المثال ركز البرنامج على الدراسات العليا والزمالة الطبية ووصلت أعدادهم إلى 7000 مبتعث ستمائة منهم للبكالريوس والباقون للدراسات العليا، وبالنسبة للتخصصات المطلوبة فهي موجودة في موقع وكالة الوزارة لشؤون البعثات يمكن للطلبة رؤيتها. وأضاف: إن من أهم الخطط فيما يتعلق بالتخصصات كون الوطن في أمس الحاجة إليها في الوقت الراهن تلك التخصصات المرتبطة بعلم الإدارة الهندسية والطب والقانون والحاسب الآلي وكل التخصصات التي تسير وفق خطة الاحتياج الوطني وكثيراً ما يتم التنسيق مع المدن الصناعية والجامعات والغرف التجارية ووزارة الخدمة المدنية، مؤكداً على أنه لا يمكن للطالب أن يغير تخصصه وإلا لأصبح أغلب الطلبة يسجلون في تخصصات متشابهة ومتقاربة وهذا لا نريده. وحول العدد الكبير من المبتعثين والمتاعب والصعوبات التي تجدها الوزارة من بعض المبتعثين قال: لا شك من وجود بعض الصعوبات وهذا أمر طبيعي لا بد أن نتوقعه وفقاً لهذه الأعداد الهائلة من المبتعثين، وبالذات إذا وضعنا في الحساب عامل السن واللغة والمجتمع فلو تصورنا أننا أرسلنا إلى محافظة ما عدد كبيراً من الناس فلا شك أننا سنجد بعض التجاوزات من هذه الأعداد، فما بالك إذا كانوا مبتعثين إلى دول غربية وشرقية، غير أن البعض للأسف يركز على إبراز هذه المشاكل البسيطة ويضخم من حجمها، ففي الهند على سبيل المثال استغلت الصحافة الهندية حادثاً بسيطاً جداً لأحد المبتعثين لتضعه في الصفحة الأولى في إحدى صحفهم، داعياً كل مبتعث أن يتحمل مسؤولية إظهار الصورة الحسنة لوطنه ودينه وأمته، وأن عليه أن يكون سفيراً لبلده ليعطي الصورة الحقيقية عن واقع الوطن والشعب السعودي. وأضاف: ليس صحيحاً الوزارة تبتعث إلى دول أقل مستوى من المملكة ولكن هناك طلبة يدرسون على حسابهم في بعض تلك الدول وتخصصات متميزة كالطب والهندسة والقانون مثلاً يتم إلحاقهم بالبعثة إذا ثبتت جديتهم على أن هناك دراسة ربما توقف الإلحاق نهائياً في مثل هذه الدول حتى لو كانت الدراسة في تخصص نادر. وعن الفرق بين «الإلتحاق بالبعثة» وبين «برنامج البعثة»، أوضح د.الموسى انه يجب على الطالب أن يفرق بين «الإلحاق بالبعثة» وبين «برنامج الابتعاث» الذي خصص للمتميزين، فالإلحاق بالبعثة لا يتم إلا بعد وصول الطالب وتسجيله بالجامعة وإثبات تقدمه فإذا انطبقت عليه الشروط والضوابط المطلوبة فإن له الحق في المطالبة بإلحاقه بالبعثة وهنا يكمن الفرق بين الابتعاث من المملكة بقرار واضح وصريح يحدد التخصص والفترة الزمنية والمرحلة الدراسية من المملكة رأساً وبين من يلحق بالبعثة وهو في مقر دراسته. وحول رضاه عن متابعة المكاتب الثقافية للمبتعثين أكد د.الموسى أنه يوجد تذمر من بعض الجهات، لكن للطالب أيضاً أن يعي أنه لا بد والسير خلف التعليمات والمعلومات الموجودة في موقع وزارة التعليم العالي الإلكتروني والتقيد بما هو مطلوب. وقال إن المملكة تمر بدورة اقتصادية، فهناك المدن الصناعية والجامعات الجديدة والابتعاث سيلعب دوراً فاعلاً فيها والبلد في حاجة إلى جيل جيد، أعتقد أن الابتعاث أدى إلى مزيد من التواصل الثقافي والاجتماعي، وهي خطوة إيجابية.