اختتمت اليوم الندوة السعودية الفرنسية الاولى لحوار الحضارات التي نظمتها جامعة الملك سعود بالتعاون مع كلية الحقوق بجامعة باريس ديكارت ومرصد الدراسات الجيوسياسية بفرنسا وسفارة خادم الحرمين الشريفين والملحقية الثقافية السعودية في فرنسا تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتي استمرت ثلاثة أيام في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، واستعرض المشاركون في ختام الندوة ما دار خلال فعالياتها من نقاشات وكلمات وورش عمل. والقى عميد كلية السياحة والاثار المشرف العام على الندوة الدكتور سعيد بن فايز السعيد كلمة أوضح فيها أن المشاركين أكدوا أهمية العمل على ترسيخ القواسم المشتركة بين الحضارتين العربية والفرنسية وتأسيس علاقات متينة على التآخى والاحترام المتبادل وتضمنت أوراق ومناقشات المشاركين دعوة خادم الحرمين الشريفين الى الحوار بين أتباع الديانات والحضارات. وبين الدكتور السعيد أن الندوة خرجت بعدد من التوصيات أهمها ضرورة تعميق التقارب وتكثيف المعرفة لتهيئة بيئة صالحة للحوار والتعاون لتكون نموذجا للاحترام والفهم المتبادل والتسامح بين الحضارات المختلفة والتصدي لصراع الحضارات عبر الايمان بالتعددية الفكرية والثقافية المبنية على احترام الاخر والتعايش السلمي وتحقيق الاستقرار والابتعاد عن سياسات الاملاء والتفاضل بين الثقافات ونقل الاخر من خانة الخصم الى خانة الصديق والشريك إضافة الى ضرورة تنمية مبادئ الحوار والمحبة والسلام ونبذ العنف بين الثقافات. كما أوصت الندوة بدعوة الجهات والهيئات والمؤسسات التعليمية والتربوية الى الاهتمام بالامن الفكري ومواجهة التعصب بأشكاله وممارساته وحث المؤسسات التعليمية والمراكز البحثية في الجامعات على تكثيف الدراسات والبحوث التي تعمق القيم الانسانية المشتركة وترسخ ثقافة الحوار والتسامح وضرورة مشاركة الوسط الاكاديمي في المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية في تفعيل الحوار ووسائله عبر التركيز على الجوانب التطبيقية. وأشار الدكتور السعيد الى أن المشاركين طرحوا عددا من الوسائل الاجرائية لتنفيذ التوصيات منها تشجيع البعثات الطلابية التعليمية والزيارات واللقاءات المتبادلة بين الطلاب والاكاديميين السعوديين والفرنسيين وأحياء وتعزيز الترجمة بين اللغتين العربية والفرنسية كذلك دعم مسار تعليم اللغة الفرنسية في الجامعات السعودية ومسار تعليم اللغة العربية في الجامعات الفرنسية إضافة الى استمرار إقامة مثل هذه اللقاءات وذلك بتنظيم ندوة أخرى في الجمهورية الفرنسية عن حوار الحضارات بداية العام القادم 1431ه الموافق 2010م يشارك فيها أكاديميون من المملكة وفرنسا. وفي ختام أعمال الندوة رفع المشاركون شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين على رعايته السامية للندوة وكلمته التوجيهية الداعية لغرس ثقافة الحوار وتعزيز التقارب بين الحضارات كما عبروا عن تقديرهم لرئيس الجمهورية الفرنسية نيكولا ساركوزي لكلمته الضافية التي خص بها الندوة ولكل من أسهم في إنجاح أعمالها متمنين أن تكون لبنة متينة في إرساء ثقافة الحوار بين الحضارات. وأكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية فرنسا محمد بن اسماعيل ال الشيخ في تصريح صحفي أن الندوة السعودية الفرنسية للحضارات هي ثمرة من ثمرات مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لنشر ثقافة الحوار بين أتباع الاديان والحضارات ونشر ثقافة الحوار والتسامح واحترام وصون كرامة الانسان مؤكداً استمرارية الندوة بناء على اتفاق المشاركين حيث إن مثل هذه الحوارات لها الاثر الكبير في نشر ثقافة الحوار والتسامح. وبين ال الشيخ أن الندوة تأخذ أهمية خاصة لكونها تجمع قلب العالم الاسلامي المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية قلب أوروبا أضافة الى اجتماع نخبة من المفكرين والباحثين السعوديين والفرنسيين لما يدل على متانة العلاقة بين المملكة وفرنسا. وأضاف أن الندوة خرجت بمجموعة من التوصيات التي تدخل في إطار روية خادم الحرمين الشريفين للحوار حيث خرجت بلجنة متابعة استمرارية هذا الحوار والعمل على تنظيم هذه الندوة بشكل سنوي بالتناوب بين المملكة وفرنسا. حضر الندوة عدد من المسؤولين والباحثين والمفكرين والدبلوماسيين السعوديين والفرنسيين.