قالت مجموعة "صافولا" السعودية إنها سرحت ما يزيد على 25% من موظفيها العاملين في مشروع عقاري لها، في تداعيات للأزمة العالمية على هذا المشروع، مؤكدة في الوقت نفسه أن قطاعاتها الأساسية كانت أقل عرضة للتأثيرات الاقتصادية نسبياً. ووفقاً للدكتور سامي باروم العضو المنتدب للمجموعة، فإن الكوادر البشرية العاملة في المشروع العقاري التابع للحصة التي تستحوذ عليها "صافولا" في شركة كنان الدولية للتطوير العقاري وتبلغ 30%، قد تم تقليص أعدادها بعد الأزمة العالمية التي تأثر منها قطاعا العقار والبنوك على مستوى العالم. وقال باروم في محاضرة ألقاها عن تداعيات الأزمة الاقتصادية على الشركات السعودية في غرفة جدة أمس، إن المجموعة عاملت الموظفين السعوديين الذين تم تسريحهم من المشروع العقاري معاملة خاصة ولم يتم فصلهم أو التعامل معهم بقسوة. وأضاف:" على الجانب الأخر فإن المجموعة تعتزم زيادة أعداد موظفيها في قطاع التجزئة المرشح لنمو يعادل 20% في عام 2009". وواصل باروم حديثه عن أثر الأزمة العالمية على مجموعة صافولا بكل شفافية، قائلاً:" نتيجة الانهيار غير المسبوق في أسعار المواد والسلع الأساسية منذ شهر أغسطس 2008 وحتى نهاية العام نفسه أدى ذلك إلى انخفاض في هامش ربح المجموعة في منتجاتها الأساسية، كما أدى الهبوط السريع في الأسواق المالية العالمية والإقليمية إلى انخفاض القيمة السوقية لمحفظة صافولا في سوق الأسهم المحلية التي تبلغ قيمتها 500 مليون ريال". ولفت باروم إلى ان"صافولا" استطاعت التعامل بشكل أمثل مع تداعيات الأزمة العالمية عبر تكوين مخصصات مالية منها 242 مليون ريال لقاء التأثير السالب في قيمة المخزون وصفقات المواد الخام المتعاقد عليها مسبقاً، ما ساعد المجموعة على اتخاذ القرار التجاري المناسب وتحرير السيولة الثمينة, كما ساهم في المحافظة على الحصة السوقية للمجموعة. وزاد:" وخصصت المجموعة أيضاً 272 مليون ريال لمعالجة تأثير التغيرات الاقتصادية على محفظة المجموعة في سوق الأسهم وتعادل هذه المخصصات نحو 55% من قيمة المحفظة". وبين العضو المنتدب ل"صافولا" أن المجموعة استفادت عدة دروس من هذه الأزمة يبرز منها، تطوير القدرات الحالية للمجموعة في مجال إدارة المخاطر, والتركيز على الأنشطة الرئيسة التي تعمل فيها المجموعة حالياً والابتعاد عن الأنشطة التي لا تقع ضمنها، إضافة إلى المحافظة على توازن وتنويع استثمارات المجموعة الاستراتيجية بحيث تشتمل على استثمارات ناضجة ومولدة للنقدية واستثمارات مربحة ونامية وأخرى واعدة في المستقبل, إلى جانب مزيد من التوسع في البلدان التي تركز عليها المجموعة ولها عمليات قائمة فيها وخبرات متراكمة ومنها مصر. وتوقع العضو المنتدب ل"صافولا" تحقيق المجموعة صافي أرباح يبلغ 800 مليون ريال في عام 2009م، منها 160 مليون ريال في الربع الأول من العام نفسه. وتحدث باروم عن محفظة "صافولا" في سوق الأسهم المحلية، مبيناً أن غالبية المساهمين فيها يرغبون في استثمار أموالهم في أسهم مباحة وجائز الاستثمار فيها شرعاً، مضيفاً بقوله:" نحن في نهاية الأمر مؤتمنون، والمساهمون طلبوا عدم الدخول في استثمارات مخالفة للشريعة".