قبل اكثر من عامين تقريبا وعند إتاحة أمانة الرياض الفرصة للأطفال والعائلات لمشاهدة عروض سينمائية رسمية للأطفال اثناء الاحتفالات بالعيد، اذكر اننا احتفلنا بهذا الجانب بأسلوب اجتماعي راقٍ، وتواصل هذا الأمر مع إقامة أول عرض رسمي لاول فيلم سعودي «كيف الحال» بإقامة عرضه الأول والافتتاحي على طريقة نجوم هوليود بمدينة دبي، واذكر اننا كنا مجموعة من الاعلاميين السعوديين بالاضافة لعدد من افراد عائلة النجم هشام الهويش، وقد كتبت في تلك الفترة عنوانا صحفياً اطلقت على ما حدث بقولي «ان السعوديين لاجئون سينمائيا!!ًً» وهذا الحراك السينمائي الخجول كان متزامناً في الوقت نفسه مع العروض السينمائية العالمية للسينمائي السعودي العالمي عبدالله المحيسن في عدد من العواصم العالمية، جميع هذه المحطات نحو السينما كعامل ثقافي هام تمت في تلك الفترة بهدوء، حتى انني اطللتُ كثيراً من خلال عدد من الفضائيات للحديث عن التحول المتوقع بهذا الجانب بالمجتمع السعودي، ولم تكن هناك أي قسوة او هجوم كما هو في الفترة الاخيرة خصوصاً بعد عرض فيلم «مناحي» السينمائي في جدة والطائف، فقد كان في تلك الفترة قبل عامين الحديث عن السينما بالسعودية ليس بالامر الذي نشاهده ونقرأه ونسمعه حاليا!! فأصبح الحديث عن فيلم سينمائي عادي بالسعودية كالقنبلة الموقوتة للأسف، فتوقُّف عرض فيلم «مناحي» في جازان تصدر عناوين وكالات الأنباء العالمية والكثير من الصحف السعودية ولولا السرعة من منظمي الفيلم للحديث عن الاسباب الفنية لوقف العرض بجازان، لشهدنا حرباً إعلامية ما بين المعسكر المؤيد والمعسكر الرافض، لأنه للأسف اصبحت السينما في السعودية فرصة للكثيرين للاصطياد وتقسيم المجتمع ومخالفتهم لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بخصوص تعمد البعض لإطلاق العلمانية وغيرها على البعض، وما نقرأه حتى وقتنا الحاضر من كتابات متطرفة عن السينما والراغبين فيها، يجعلنا نندهش بالفعل للحال الذي نعيشه بمجتمعنا، رغم ان موضوع السينما لايحتمل هذا التجهم الحاصل، فالجميع لاينسى أخطر وأغرب تصريح بهذا الخصوص من الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السابق!! إن ما يحدث لدينا للأسف هو تطرف بكل ما تعنيه الكلمة، من أشخاص لازالوا يُجرِّمون الراغبين بالسينما ويؤججون المجتمع العفوي عليهم، فالامر لايحتمل كل هذا التشنج، لأن داخل هذه المعارضة خطر تقسيم المجتمع، وهذا ما يرغبه بعض من نقرأ لهم حاليا وللأسف وعبر صحف إليكترونية معروفة وبعض المنتديات، تحاول بطرق مباشرة او غير مباشرة إثارة الفتن، عبر مقالات ظاهرها مخالف لباطنها!! القائمة الاخيرة للفئة الضالة تأكيد ان التطرف للأسف لدينا لايرتبط بفترة معينة وانما يمكن التغرير بشبابنا بمراحل متعددة، فيجب علينا ان نكون حذرين من الكتابات المتشنجة في بعض المواقع والتي قد تتخذ السينما او المسرح عنواناً لها وداخل هذه المقالات تجد في الوقت نفسه انواع التطرف وتقسيم المجتمع لفئات، والدعوة احياناً لمحاربتهم، وللمعلومية أنا هنا اتناول هذه الظاهرة كفكر، وليس دوري ولا اهتمامي ان تكون السينما رسمياً بالسعودية، لأنها على الأقل من المستحيلات في وقتنا الحاضر..!!