ذكر المدير العام للمجلس العالمي للمياه جير بيركامب، أن «المياه تقع اليوم تحت طائلة التهديد نتيجة جملة متنوعة من العوامل، إذ يعتمد البشر على المياه للبقاء لكنهم يشكلون مع ذلك ألد أعداء الماء» علماً أن هذه المنظمة الدولية هي الطرف الرئيسي المسؤول عن انعقاد اجتماعات المنتدى العالمي للمياه كل ثلاث سنوات. ويتنبأ الرئيس التنفيذي للمجلس العالمي للمياه بان «التزايد السكاني وتوسع المدن سيضعان امدادات المياه المتاحة تحت وطأة مزيد من الضغوط: «إذ ان التنمية الصناعية ستتطلب استهلاك كميات أكبر من المياه، وبينما تتطلع البلدان الى زيادة امداداتها من الطاقة ستحول كميات اضافية من المياه لتوليد الطاقة الكهرومائية، ناهيك عن تلوث البحيرات والأنهار ومستودهات المياه الجوفية كعوامل سوف تحد من امدادات المياه النقية.. وفي وقت سيشكل فيه تغير المناخ معاملاً إضافياً في هذه المعادلة غير المتكافئة. ويشير المدير العام المساعد اليكساندر مولر، مسؤول قسم ادارة الموارد الطبيعية والبيئية، لدى الفاو الى أن «الزراعة تستهلك نحو 90 بالمائة من موارد المياه العذبة، وبذلك يعد القطاع اكبر مستخدم للمياه اذ يتعين تخصيص كمية تتراوح بين 2000 و5000 لتر من الماء لزراعة غذاء كاف للشخص الواحد يومياً. ويضيف مسؤول المنظمة أن «سكان العالم سيتزايدون عدداً من نحو 6.5 مليارات نسمة اليوم الى أكثر من 9 مليارات عام 2050»، ما سيشكل تحدياً بالغاً أمام قطاع الزراعة العالمي، لإنتاج مزيد من الغذاء تلبية لاحتياجات سكان العالم المتزايدين عدداً مع استخدام موار مائية محدودة بكفاءة أعلى، وأكد أن «المنافسة ستشتد على موارد المياه الشحيحة مستقبلاً، مع ارتفاع مطالب الاستهلاك الصناعي والأسري، ولذا فان تلبية احتياجات العالم من الغذاء على نحو مستدام، مع الاستجابة لتهديدات تغير المناخ في الوقت ذاته، إنما يقتضي مفاهيم جديدة وإرادة سياسية قوية إذا كان لمشكلات العالم المائية المتفاقمة أن تحسم».