أشارت التحقيقات الأولية التي تجريها أجهزة الأمن الباكستانية إلى وجود صلة بين جماعة عسكر طيبة الإسلامية المحظورة قانونا في باكستان والهجوم الذي استهدف فريق الكريكت السريلانكي في مدينة لاهور الباكستانية مطلع الأسبوع الحالي وأسفر عن مقتل خمسة وإصابة عدد آخر. وذكرت صحيفة "دون" (الفجر) الباكستانية الصادرة باللغة الإنجليزية امس الجمعة أن التفاصيل الأولية التي أسفرت عنها التحقيقات تشير إلى أن مجموعة من عسكر طيبة نفذت الهجوم بمبادرة من نفسها. أراد منفذو الهجوم الانتقام للقبض على قائدهم الميداني زكي الرحمن لخفي بعد أن وجه مسئولون هنود إلى جماعة عسكر طيبة اتهاما بالمسئولية عن الهجوم الذي استهدف مدينة مومباي الهندية في تشرين ثان/نوفمبر الماضي وأسفر عن مقتل أكثر من 170 شخصا وإصابة أكثر من 300 آخرين. ورفض مسئول أمني باكستاني كبير يدعى رحمن مالك التعليق على هذه التقارير. وقال مالك لصحيفة دون "في هذه اللحظة استطيع فقط القول إن التحقيقات في هجوم لاهور تسير في الاتجاه الصحيح". كان الهجوم الذي استخدمت فيه مسدسات وبنادق ومتفجرات وقاذف صاروخي قد أسفر عن مقتل 6 من عناصر الشرطة واثنين من المدنيين في حين أصيب 7 من لاعبي الفريق السريلانكي ومدربه البريطاني. من ناحية اخرى كرر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس دعوته الى الاسراع في انهاء النزاع في سريلانكا والحيول دون وقوع مزيد من الخسائر المدنية. وقال الامين العام في بيان اصدره مكتبه الاعلامي انه "يعرب عن قلقه البالغ جراء تدهور وضع المدنيين العالقين في شمال سريلانكا" بسبب المعارك بين الجيش الحكومي ونمور تحرير ايلام تاميل. واضاف البيان انه "يعرب عن اسفه الشديد لازدياد عدد المدنيين القتلى في منطقة المعارك وبينهم عدد كبير من الاطفال". واوضح البيان ان "من الملح انهاء هذا النزاع من دون وقوع خسائر بشرية جديدة. وفي هذا الصدد، يجدد الامين العام نداءه الى الحكومة والى نمور تحرير ايلام لوقف المعارك تمهيدا لتمكين المدنيين من مغادرة منطقة المعارك، وفرق الاغاثة الانسانية من الوصول اليهم". واكد البيان ان الامين العام "يدعو نمور تحرير ايلام الى سحب اسلحتهم ومقاتليهم من المناطق التي يحتشد فيها المدنيون، والى التعاون مع جميع الجهود الانسانية والى التوقف فورا عن تجنيد الاطفال". وخلص البيان الى القول ان الامين العام "يدعو بالحاح الحكومة الى البدء بجهود حثيثة لايجاد حل للاسباب العميقة للنزاع". وقد علق عشرات الاف المدنيين السريلانكيين في المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين التاميل في شمال البلاد، حيث شن الجيش هجوما للقضاء على التمرد. من جانبها اعتبر سكرتير الدولة الكندي للشؤون الخارجية بيتر كينت امس الاول الخميس، ان النزاع الذي يعصف منذ 37 عاما بسريلانكا، ناجم عن "قمع" الحكومات التي تعاقبت في كولومبو. وقال كينت في مجلس العموم "انا متأكد ان الكنديين يشاطرون اشمئزاز الحكومة الكندية حيال الكارثة الانسانية المستمرة في سريلانكا، وهو نزاع ناجم عن تعاقب الحكومات السريلانكية القمعية والذي ادى في المقابل الى نشوء منظمة نمور التاميل الارهابية".