تقع مدينة عشم الأثرية على طريق الحج القديم الذي يربط جنوب الجزيرة بمكة المكرمة على امتداد ساحل البحر الأحمر، وهي تبعد عن مركز ناوان بمنطقة الباحة شرقاً ما يقارب 15 كيلومترا، وتبعد عن محافظة قلوة من جهة الغرب ما يقارب 8كيلومترات، ومخلاف عشم له صلة بقريتي الخُلف والخليف بمحافظة قلوة من حيث سمات الخطوط والنقوش المورقة وغير المنقوطة والتوافق التاريخي. ومدينة عشم الأثرية التي تطمرها الرمال اليوم كانت معمورة قبل الإسلام واشتهرت بوجود المعادن، وقد رافق «الرياض» لهذا الموقع الأثري الدكتور عماد الدين الموصلي أستاذ الجغرافيا الطبيعية الزائر للمملكة وقام برسم خريطة تقريبية توضح الوضع الطبوغرافي للموقع وبين أن الطمي الواقع أول الطريق المؤدي لمدينة عشم الأثرية من جهة المخواة ومع بداية المنطقة الرملية،يدلل على وجود آثار سد ضخم تم بناؤه لحفظ المياه لتلك المواقع الأثرية وهو إشارة إلى أن تلك المدينة لم تزدهر صناعياً فحسب بل ان الزراعة كانت من أهم مواردها الرئيسية. وبين الدكتور الموصلي من خلال معاينته لرمال عشم أنها تعد تربة بالزجاج في العالم مقارنة بزيارة للعديد من المواقع العالمية الأخرى، مؤكداً على أن عشم غنية بالمعادن النفيسة ومن أهمها الألماس والذهب والنحاس، كما أنها منطقة متقدمة علمياً لوجود الأفران المتخصصة لصناعة الزجاج الملون المنتشر في أرجائها. وبنيت بيوت عشم بالحجارة البركانية التي يغلب عليها اللون الأسود ورصفت الكتل الصخرية بعضها فوق بعض دون استخدام المونة، ويصل عدد بيوت القرية إلى حوالي مائة بيت بعضها يتكون من غرفة واحدة والبعض الآخر يتكون من غرف متعددة. ويوجد فيها مقبرة تقع شرق القرية القديمة تبلغ مساحتها 150* 150م، حيث تم العثور على 26 شاهداً مكتوباً بالخط الكوفي بنوعيه الغائر والبارز، وعثر في عشم على أعداد كبيرة من الكسر الفخارية التي تعود لفترات ما قبل الإسلام وحتى القرن الخامس الهجري بعد الإسلام، إلا أن السيول جرفت القطع الفخارية وكذلك الزجاجية المنقوشة والملونة إلى خارج السياج الحديدي الذي يحيط بهذا الموقع وأصبح في متناول أيدي عابري الطريق، كما أن عظام الأموات في تلك المقابر الأثرية أصبحت خارج القبور بعد أن جرفتها السيول.