انتهى وزراء الخارجية العرب ونظراؤهم بدول امريكا الجنوبية في الاجتماع المشترك الذي عقد أمس "الأربعاء " بمقر الامانة العامة للجامعة العربية ،من اعداد الصيغة شبه النهائية من مشروع اعلان الدوحة المقرر صدوره عن القمة المشتركة بين رؤساء وقادة الجانبين المقرر عقدها في قطر 31 مارس الجاري. وذكرت مصادر سياسية عربية ،شاركت في الاجتماع الوزاري المشترك المغلق ان الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية تؤكد في مشروع الاعلان على الحاجة الى انشاء دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة من خلال حل تفاوضي يؤدي الى قيام دولة موحدة ومتكاملة داخل حدود واضحة ومعترف بها دوليا ، تعيش في سلام جنبا الى جنب مع دولة اسرائيل . واشارت المصادر الى ان الاعلان يؤكد على ضرورة تكثيف الجهود لاستئناف عملية السلام العربية الاسرائيلية للتوصل الى سلام عادل وشامل على كل المسارات . وشدد مشروع الاعلان على الحاجة الى احترام وحدة وحرية وسيادة العراق واستقلاله وعدم التدخل في شؤونه الداخلية . ودعا مشروع الاعلان ايران الى الرد الايجابي على مبادرة الامارات للتوصل الى تسوية سلمية في مسألة الجزر الثلاث من خلال المفاوضات او الموافقة على احالة الموضوع إلى محكمة العدل الدولية او التحكيم الدولي. واشار الى ان الاجتماع التحضيري للقمة المشتركة استعرض التصريحات والادعاءات التي ادلى بها المسؤولون الايرانيون والتي تؤثر في سيادة واستقلال مملكة البحرين حيث اعرب وزير خارجية البحرين في تقريره للاجتماع عن تقديره للموقف الاخوي العربي ومن الدول الصديقة لدعمها مملكة البحرين في هذا الخصوص وتضامنهم ضد المزاعم التي تؤثر على استقلالية وسيادة وسلامة اراضي البحرين. ويعرب مشروع الاعلان عن قلق الجانبين من الأزمة المالية العالمية وتأثيراتها على اقتصاديات الدول العربية ودول امريكا الجنوبية ، مؤكدين على الحاجة لانشاء نظام مالي دولي يمنع المضاربات المالية ويضع في الاعتبار القواعد الملائمة وانشاء هذه المنظومة المالية الجديدة لتتوافق مع التنمية الاجتماعية والاقتصادية . وأكد المشروع على أهمية عقد مؤتمر دولي في أقرب فرصة ممكنة في اطار الأممالمتحدة لمناقشة الأزمة المالية الدولية وحلولها وفقا لماتم الاتفاق عليه في قمة الدوحة لتمويل التنمية والجمعية العامة للامم المتحدة . واشار البيان الي أهمية تطوير التعاون العلمي والتقني والبحثي بين الاقليمين . وتضمن مشروع اعلان الدوحة اقتراحا بانشاء هيكل تنظيمي لقمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية من أجل جعلها أكثر ديناميكية وتتضمن عقد اجتماع القمة كل ثلاث سنوات ووزراء الخارجية كل سنتين وكبارالمسؤولين في وزارات الخارجية كل ستة أشهر واللجان القطاعية المكونة من الخبراء تجتمع مرتين على الأقل في العام وكان وزراء خارجية الدول العربية الاثنان والعشرون ونظراؤهم الإثنا عشر من دول أمريكا الجنوبية قد عقدوا اجتماعا مشتركا أمس "الأربعاء" برئاسة وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أحمد عبد الله آل محمود باعتبار بلاده هي البلد المضيف للقمة العربية الثانية مع دول أمريكا الجنوبية في 31 مارس الجاري . وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري أحمد عبد الله آل محمود ،في كلمته ، أن هذا الاجتماع المشترك هو للتحضير للقمة الثانية العربية – مع دول أمريكا الجنوبية التي ستستضيفها قطر نهاية شهر مارس الجاري . وعبر عن تطلع الجانب العربي للمزيد من التأييد الأمريكي الجنوبي لقضية فلسطين على أساس قرارات الشرعية الدولية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ومن جانبه ، أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في كلمته أمام الاجتماع المشترك أن القضية الفلسطينية تواجه "مخططا استيطانيا شيطانيا "لتغيير التركيبة السكانية في الأراضي المحتلة تتطلب وقفة جادة من هذا الاجتماع المشترك ورفض هذه السياسة المدمرة لكل فرص السلام في المنطقة . وحيا موسى مواقف الدول الأمريكية الجنوبية تجاه رفضها العدوان الاسرائيلي على غزة وخاصة قيام بعض الدول الأمريكية الجنوبية بقطع علاقاتها مع اسرائيل ، وقيام المظاهرات الغاضبة في عدد من هذه العواصم ، الى جانب المشاركة في مؤتمر اعادة اعمار غزة الأخير في منتجع شرم الشيخ . وعبر موسى عن اسفه لوجود تيار دولي بعودة دول مؤيدة لاسرائيل من أجل اعفاء الأخيرة من الالتزام بالقانون الدولي واتفاقيات جنيف والقانون الدولي الانساني أو الالتزام بقرارات محكمة العدل الدولية أو الوقوع تحت طائلة أو سلطة مجلس الأمن الدولي ، واصفا هذا التيار وهذه المحاولات بأنها خطيرة للغاية وتهدد كل فرص السلام في المنطقة ، وطالب الأمين العام للجامعة العربية بضرورة التصدي لهذا التيار الغريب . وبدوره ، اقترح وزير خارجية البرازيل سيليسيو أموريم المنسق لدول أمريكا الجنوبية ، إنشاء آلية مشتركة بين الجانبين في قمة الدوحة للتعامل بينهما مع تداعيات الأزمة المالية العالمية .