رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بعد عصر أمس الأربعاء السابع من شهر ربيع الأول 1430ه انطلاقة المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الرابعة والعشرين الذي ينظمه الحرس الوطني سنوياً بالجنادرية . ولدى وصول الملك المفدى إلى مقر المهرجان بالجنادرية كان في استقباله أيده الله صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان وصاحب السمو الأمير خالد بن عبدالعزيز بن عياف وكيل الحرس الوطني لشؤون الأفواج . ثم تشرف أصحاب السمو الملكي الأمراء ووكلاء الحرس الوطني وأعضاء اللجنة العليا المنظمة للمهرجان بالسلام على الملك المفدى . بعد ذلك استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أخاه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان سمو ولي عهد إمارة أبوظبي وضيوف المملكة . إثر ذلك عزف السلام الملكي . وبعد أن أخذ الملك المفدى وضيوفه مكانهم في المنصة الرئيسية للحفل تليت آيات من القرآن الكريم . ثم بدأ الشوط الأول لسباق الهجن الكبير . وبعد انتهاء الشوط الأول من السباق سلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الجوائز للفائزين الخمسة الأوائل في السباق. كما تسلم الفائزان الأول والثاني هدايا مقدمه من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة سلمها لهما سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان. وقد جاءت نتائج الشوط الأول على النحو التالي: المركز الأول (مبلش) لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز. المركز الثاني (مرخان) لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز. المركز الثالث (سداح) لمذكر بن مسفر القرشي. المركز الرابع (بشار) لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز. المركز الخامس (الحاكم) لصاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز. بعد ذلك أدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وأخوه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة وضيوف المملكة والحضور صلاة المغرب. ثم شرف خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأخوه جلالة ملك مملكة البحرين حفل العشاء الذي أقيم بهذه المناسبة. بعد ذلك شرف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله) الحفل الخطابي والفني الكبير الذي أقيم في القاعة المغلقة في الجنادرية حيث استهل الحفل بكلمة للحرس الوطني ألقاها صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية ونائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان أكد فيها أن الجنادرية بتراثها وثقافتها وكما عودها الملك المفدى في كل دورة من دورات المهرجان الوطني تفتح ذراعيها لهذه الرعاية الكريمة والتشريف الكبير، مرحبا به وبمقدمه الميمون وبصحبه الكرام في هذا المساء العاطر الجميل. وعد سموه المهرجان الوطني للتراث والثقافة أحد معالم نهضة هذه البلاد المباركة التي حرص خادم الحرمين الشريفين منذ زمن مبكر على إقامته لتحقيق الأهداف السامية والغايات النبيلة التي يتحرك من خلالها تأصيلا للتراث وإحياء لمنارات الثقافة ودعما للقدرات الإبداعية لأبناء هذا الوطن. وعزا سموه ما تحقق للمهرجان خلال مسيرته التي امتدت خمسا وعشرين عاما من نجاحات إلى توفيق الله عز وجل ثم دعم وتوجيه خادم الحرمين الشريفين ومتابعة سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني ورئيس اللجنة العليا للمهرجان حتى أصبحت الجنادرية منظمة مترابطة تمثل رمزا مضيئا لوحدة هذا الوطن التي أرسى دعائمها جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن «طيب الله ثراه». وأوضح صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز أن المهرجان قام بدوره الرئيسي وأهدافه السامية لتأكيد هوية وأصالة هذه البلاد والمحافظة عليها من رياح التغير والتبدل التي هبت على العالم معتمدا على القيم والمبادئ التي تنطلق من الدين الحنيف والشريعة الإسلامية ومن ثوابت أصيلة منهجا ونهجا لا تحيد عنها هذه البلاد ولا تزايد عليها. وقال سموه لقد عودنا خادم الحرمين الشريفين على تبني الأعمال الجسام والقضايا المصيرية التي تلامس حياة الإنسان في شتى بقاع الدنيا، فأنت يا سيدي تسعى إلى التقارب والتسامح والتعايش بسلام بين مختلف الشعوب، ومن هنا جاءت دعوتكم المستمرة للحوار بين أصحاب الديانات منطلقين من قوله تعالى: }قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بينا وبينكم{، وقد واصلتم العمل في هذا الجانب الذي ظهرت نتائجه في الاجتماع الأول في مدريد وكذلك الاجتماع الثاني في نيويورك ليكون العالم بأكمله شاهدا على هذا الحوار ومنطلقاته النبيلة. وأشار صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز إلى أن المواطن العربي كان قلقا مما آلت إليه الأحوال في العالم العربي بعد ما تعرض له الإخوان الفلسطينيون في غزة من اعتداءات غاشمة وما واكب تلك الفترة الزمنية العصيبة من انقسامات في الصف العربي حتى جاءت ساعة الفرج في مؤتمر الكويت الاقتصادي ليظهر صوت المملكة بكلمة خادم الحرمين الشريفين ومواقفه الأصيلة التي شرحت الصدور وجددت الآمال وأضفت على الاجتماع روح المودة والألفة والمصالحة وتضميد الجراح وإغاثة الأخ المحتاج بمبادرة كريمة تمثلت بتبرع سخي تفضل به الملك المفدى باسم الشعب السعودي لإغاثة الأهل والإخوة في غزة حين قال الملك المفدى «رعاه الله» كلمته التي لا ينساها التاريخ العربي والإسلامي «إن قطرة واحدة من الدم الفلسطيني أغلى من كنوز الأرض وما احتوت عليه». ورأى سمو الأمير متعب بن عبدالله مشاركة الأشقاء من دول مجلس التعاون الخليجي في المهرجان دليلاً على الترابط والتلاحم والنسيج الثقافي والتراثي الواحد الذي يربط بين الجميع إضافة إلى المشاركة الدائمة من إخواننا المثقفين والمفكرين والمبدعين من كافة الدول العربية والإسلامية ومن مختلف دول العالم في برامج المهرجان وفعالياته المتعددة ليصبح مهرجان الجنادرية بيتاً مفتوحاً للفكر والثقافة وملتقى عالمياً كبيراًَ للإبداع والمبدعين. وأوضح سموه أن المهرجان وفي إطار برنامجه المعتمد منذ العام الماضي والقائم على دعوة إحدى الدول الصديقة للمشاركة الموسعة في الجنادرية، وذلك من خلال إقامة معرض متكامل لأنشطتها الثقافية والتراثية مبينا أن البداية كانت من العام الماضي بدعوة الجمهورية التركية وهذا العام تشارك روسيا الاتحادية الصديقة في المعرض الذي أصبح جاهزا اعتبارا من هذا العام لاحتضان مشاركة دول العالم الشقيقة والصديقة عادا مشاركة روسيا في هذه الدورة إضافة هامة ومتميزة للمهرجان. وقال سموه «لقد اختار المهرجان الوطني في هذه الدورة موضوع «حوار الثقافات» ليكون الموضوع الرئيسي للبرنامج الثقافي، وقد تمت دعوة العديد من رجال الاختصاص والاهتمام من مختلف دول العالم للمشاركة في هذا الموضوع المهم، كما تقام العديد من المحاضرات والندوات والأمسيات الأدبية التي يتكون منها البرنامج الثقافي». وأبان سمو نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية ونائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان أن المهرجان يواصل تكريم الشخصيات الثقافية السعودية حيث تمثلت في هذه الدورة بشخصية معالي الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر لإسهاماته الفكرية والثقافية والإدارية وخدمته لوطنه طوال ما يناهز خمسين عاماً. وأضاف سموه «إن المهرجان ليعاهد الله سبحانه وتعالى ثم يعاهدكم بأن يبقى محافظاً على نهجه القويم باذلاً غاية الجهد لتقديم ثقافتنا وتراثنا بالمظهر المشرف». عقب ذلك تفضل خادم الحرمين الشريفين بتكريم الشخصية السعودية الثقافية لهذا العام وهو معالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر، وذلك بتقليده وشاح الملك عبدالعزيز. إثر ذلك ألقى معالي وزير الثقافة والمواصلات العام في روسيا الاتحادية الكسندر سوكلوف كلمة قدم فيه الشكر على استضافة روسيا الاتحادية كضيف شرف بمهرجان الجنادرية. وأبان معاليه انه وللمرة الأولى يتم في المملكة العربية السعودية عرض الثقافة والفنون والتقاليد الروسية على نطاق واسع في الوقت الذي تشهد العلاقات بين البلدين تطورا ملحوظا لافتا النظر إلى أن أعمال المثقفين والفنانين من روسيا تنال إقبال وعناية من الخبراء والجمهور في العالم متمنيا أن تلقى مشاركة بلاده في المهرجان إقبالا من الجمهور السعودي. وأفاد معالي وزير الثقافة والمواصلات العام الروسي أن حرفيين وفنانين من 12 إقليما من أقاليم روسيا الاتحادية سيشاركون في المهرجان عادا إياه توسعا لمعرفة مواطني المملكة عن روسيا وفرصة لعقد العديد من اللقاءات الممتعة الأمر الذي سيساعد على تقرب الجمهور السعودي من الثقافة الروسية. وتمنى أن تعطي هذه الزيارة للفنانين والمثقفين من روسيا دافعا جديدا لتطوير العلاقات السعودية الروسية التي بنيت على الاحترام المشترك للتقاليد الوطنية والإرث الثقافي للبلدين مذكرا بما تركته المشاركة الثقافية السعودية من انطباع جيد في ذاكرة الشعب الروسي، معربا عن أمله بأن تسهم مشاركة بلاده في تقوية أواصر الصداقة بين البلدين والشعبين. بعد ذلك ألقى الشاعر الشيخ عبدالله بن إدريس قصيدة بهذه المناسبة، ثم ألقى الشاعر اللواء خلف بن هذال العتيبي قصيدة نبطية. عقب ذلك بدأ العرض الفني «الأوبريت» بعنوان «وطن الشموس» من كلمات صاحب السمو الملكي الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز وألحان الدكتور عبدالرب إدريس وأداء الفنانون محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد وعباس إبراهيم، وشارك في التمثيل راشد الشمراني وحسن عسيري، وبمشاركة عدد من فرق الفنون الشعبية. إثر ذلك تشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين المشاركون في الأوبريت من شاعر وملحن وفنانين، كما تشرف بالسلام على الملك المفدى ممثلو الشركات الراعية للأوبريت. بعد ذلك غادر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله) مقر الحفل مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم. حضر حفل الافتتاح والعشاء والحفل الخطابي والفني صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وأصحاب السمو الملكي الأمراء وضيوف المملكة وأصحاب المعالي الوزراء وضيوف المهرجان وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجمع من المواطنين.