اكد أكاديمي أمريكي مرموق يزور المملكة حاليا أن مبادرة السلام العربية يجب أن تكون ركيزة أساسية في أي حل نهائي لقضية الشرق الأوسط وان على الإسرائيليين اتخاذ قرارات صعبة إذا كانوا جادين في السلام، مشدداً على أنه يجب عدم التخلي عن المبادرة في الوقت الذي نحتاجها فيها فعلاً. وقال البروفيسور ويليام كوانت أستاذ العلوم السياسية بجامعة فرجينيا والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط ان الشأن الفلسطيني سيكون من أولويات الادارة الأمريكيةالجديدة رغم الأصوات المعارضة كون القضية بالغة التعقيد داعين إلى التركيز على الملف السوري، مضيفاً أنه رغم أن أحداث غزة استقبلت أوباما في بداية ولايته إلا أن هناك العديد من الأسباب التي تدعو إلى إيجاد حل للقضية رغم الصعوبات الجمة التي تواجه الحل، مشيراً الى أن اختيار جورج ميتشيل كمبعوث خاص للشرق الأوسط هو اختيار جيد فهو متمرس سياسياً وليس منحازاً بل يعمل بحرفية عالية. ولفت البروفيسور كوانت الى أن هناك اتجاهاً في ادارة أوباما لايجاد حكومة وحدة وطنية فلسطينية قادرة على اتخاذ القرار بعكس ادارة بوش التي كانت ترفض مشاركة (حماس) في أي حكومة تشارك في المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي. وقال كوانت ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ليس بالسياسي الجيد فهو محسوب على اليمين وسيضع العراقيل أمام المفاوضات مع الجانب الفلسطيني رغم جهود الادارة الأمريكية بإقناعه بالتفاوض، ولكنه متجه إلى التركيز على السلام مع سوريا وهناك مصادر مطلقة تؤكد أن سوريا و(إسرائيل) أصبحا على مسافة أقرب من أي وقت مضى، موضحاً أن على (إسرائيل) عدم إغفال الجانب الفلسطيني على حساب العلاقات مع سوريا. ونوه كوانت بالجهود السعودية المصرية الواضحة في ايجاد حكومة وحدة فلسطينية، مؤكداً أن الفلسطينيين لا يستطيعون التفاوض إلا إذا كانوا متحدين. وفي الشأن العراقي قال كوانت ان تعامل ادارة بوش مع العراق لم يكن صحيحا على الرغم من سوء صدام حسين حيث قامت بإضعاف العراق وتقوية إيران نتيجة للسياسات الخاصة مشدداً على أن مستقبل العراقيين بأيديهم وليس بأيدي الأمريكيين ولا الإيرانيين، متوقعاً أن يكون للمؤسسة العسكرية العراقية دور في صياغة مستقبل العراق. وحول العلاقات الأمريكية - الإيرانية قال كوانت ان ادارة أوباما تريد اتخاذ خطوات جديدة تعتمد على التعامل المتبادل وهو احد أهدافها لتغيير صورة أمريكا في العالم الإسلامي والتي تصورها بأنها تريد إضعاف العالم الإسلامي، وإيران ستكون الاختبار الأول والأصعب بسبب الملف النووي وموقف إيران من العراق وأفغانستان، ولا توجد ثقة بين البلدين منذ قيام الثورة في إيران وما صاحبها من أحداث، وستكون مهمة صعبة لادارة أوباما رغم أنها ليست مستحيلة فهي تشبه التحدي الذي واجهته ادارة نيكسون بقيادة كيسنجر عندما حاولا تغيير السياسة الأمريكية تجاه الصين في بداية السبعينات، ولم تتغير السياسة ولكن تغيرت بعض المعطيات التي قادت إلى قيام علاقات بين البلدين، والصين الآن شريك مهم للولايات المتحدة، مشيراً ان ايران ليست بحجم الصين ولكن تحسين العلاقات مهم معها، مضيفاً اننا لم نسمع عن مبادرة تجاه ايران في الوقت الراهن ولكن حيث يتم اطلاقها سنشاهد تحسناً في المنطقة خاصة في العراق. وقال كوانت ان ايران جيدة في اعطاء الاشارات المتضادة، وان لها تطلعات في المنطقة، والادارة الأمريكية مطالبة بالتشاور مع الدول الصديقة وأخذ وجهات نظرها في الاعتبار، مع وجود تصريحات لمسؤولين إيرانيين تردد انه من الجيد اقامة علاقات مع أمريكا التي يعيش بها أكثر من 2 مليون إيراني لازالوا على علاقة بوطنهم الأم.