نحتفي بالهلال اليوم كما وعدنا القراء في ملحق يوم الجمعة الماضي ليس لأنه بطل كأس ولي العهد في نسخته الأخيرة، وليس لأنه أكثر الفرق السعودية تحقيقاً للألقاب المحلية... وليس لأنه صاحب الأرقام القياسية في الحضور العربي والقاري والإقليمي... وليس لأنه أحد المناجم التي تلتقط منها كل المنتخبات الوطنية مجوهراتها... وليس لأنه الأكثر دعماً للفرق السعودية باللاعبين في كل الفئات السنية... وليس لأنه الحاضر الأكبر على الصعيد الإعلامي، وليس لأنه الفريق الذي إذا فاز قضية وإذا تعادل قضية وإذا خسر قضية... وليس لأنه النادي الذي تصدر كل الاستفتاءات الرسمية والشعبية في الكثافة الجماهيرية... وليس لأنه بات طرفاً ثابتاً في معظم النهائيات السعودية، وليس لأنه الحاضر في معظم الألعاب المختلفة. يجيء احتفاؤنا بالهلال لأنه أحد ركائز الرياضة السعودية، ولأنه الفريق الذي تلقى الإشادات المتنوعة إن على الصعيد المحلي أو الخارجي، ولأن سمعته تجاوزت النطاق المحلي إلى سواه. الاحتفال بالهلال لا ينسينا أن الخصم كان داخل الملعب وهو فريق الشباب كان على قدر كبير من الاحترام، كان الند للند للهلال، لعب من أجل المتعة، لكن الكرة لم تقف إلى جواره وذهب الفوز إلى الهلال... والشباب كما الهلال يستحق الاحتفال به فهو أيضاً أحد ركائز الرياضة السعودية وأحد الممولين للمنتخبات باللاعبين، وهو الفريق المثالي في لاعبيه وإدارته وجمهوره. قدم الهلال والشباب أنموذجا لمعنى المباريات النهائية، من حيث الأداء القوي داخل الملعب والروح الرياضية التي ظهر بها مسيرو الناديين قبل وأثناء وبعد المباراة، ونجاحهم بتقديم صورة مثالية للتعامل الذي يجب عليه أن يكون الإداريون في مثل هذه المناسبات. استحق "الزعيم" اللقب بجدارة، فالفريق ربما يختلف عن الكثير من الفرق، فهو يتميز عن الباقين بامتلاك لاعبيه وإداراته المختلفة وجمهوره العريض لمفهوم ثقافة الفوز والبطولات وهو سلاح الهلال الخفي في كل منازلاته، وبهذا المفهوم بقي الهلال بعيداً بمفرده عن الآخرين في سجل البطولات. انتزاع البطولات من الخصوم لا يعرف سرها سوى الهلال ولاعبيه منذ أن وضع لبنته الأولى شيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد. وبقي هذا السر بكل خصائصه وكوامنه عصيا على الآخرين وهذا هو التميز الذي ينشده بنو هلال.