أكدت دراسة حديثة تدني معدلات رضا الموظفين تجاه الرواتب في منطقة الشرق الاوسط, حيث إن 7% فقط من الموظفين في المملكة يشعرون بالرضا تجاه رواتبهم. وحسب الدراسة التي اجراها "بيت.كوم" أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، بالتعاون مع خبراء YouGov فإن هذه الصورة تتكرر في باقي دول مجلس التعاون الخليجي التي سجلت معدلات منخفضة مماثلة. وأكد الخبير الإداري الدكتور محمد البدر رئيس لجنة التدريب بغرفة تجارة الرياض والرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات المتكاملة ل (الرياض) وجود فجوة كبيرة بين سلمي الرواتب للموظفين التنفيذيين والتقليديين, مشيرا إلى أن الأرقام في هذه الاحصائية ليست مستغربة ومشابهة إلى حد كبير أرقاماً سبق وأن صدرت عن احصائيات أخرى, مضيفا "أصحاب الوظائف التقليدية في المملكة يعانون من ضعف في الرواتب على عكس الموظفين التنفيذيين والذين يتقاضون مرتبات عالية وهو ما شكل "فجوة" في سلم الرواتب في السوق السعودي". وأشار البدر لمسألة العرض والطلب في تحديد المرتبات الشهرية ملقيا باللوم على التأهيل العلمي والتدريب المهني والذي لا زال يعاني نقاط ضعف كبيرة "على حد وصفه"، ولا يتماشى مع متطلبات سوق العمل, موضحا أن الشهادات التي يحصل عليها السعوديون سواء من الجامعات أو مراكز التدريب أقل بكثير من متطلبات الأعمال التي من المفترض أن يشغلونها, كما أن الجامعات السعودية لم تهتم على سبيل المثال في تعليم اللغة الانجليزية إلا في الآونة الأخيرة ولذلك يواجه خريجوها مشاكل في إيجاد وظائف, وبالمقابل لو نظرنا لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن فنلاحظ أن خريجيها لا يجدون أزمة في عملية التوظيف بل ولهم رواج كبير لدى الشركات والقطاعات المختلفة". وأوضح البدر أن العديد من الشركات الخاصة في قطاع الأعمال وتحديدا المنشآت المتوسطة والصغيرة هي التي يعاني موظفوها من ضعف الرواتب وعدم الاستقرار الوظيفي على عكس الشركات الكبرى والتي يشغل أغلب وظائفها سعوديون حيث توفر لهم رواتب جيدة وتدريبا تأهيليا مستمرا, مؤكدا أن الشباب أنفسهم بحاجة للبحث عن التطوير الشخصي وتأهيل أنفسهم وخاصة للطلاب المبتعثين. وأضاف "أعتقد أن الشباب أمامهم الفرصة لتطوير أنفسهم والارتقاء في مناصب وظيفية أفضل عبر الالتحاق بدورات جيدة, وكذلك الطلاب المبتعثين والذين من الافضل لهم الالتحاق بشركات أجنبية سنتين على الاقل حتى يهيئون أنفسهم عند عودتهم لسوق العمل وأعتقد حينها سيجدون عروضاً كبيرة وبميزات مغرية تتماشى مع خبراتهم". وألقت الدراسة الضوء على معدلات الرواتب في المنطقة والتي تتفاوت بين دولة واخرى، وسجلت الامارات العربية المتحدة أعلى نسبة، في حين سجلت كل من البحرين وقطر نسباً مماثلة ثم المملكة، وقد سجلت دول شمال افريقيا أدنى معدلات للرواتب. وتهدف دراسة الرواتب في الشرق الاوسط إلى تسليط الضوء على معدلات الرواتب في المنطقة، ونسبة رضا الموظفين تجاه الرواتب التي يتلقونها في ظل الارتفاع الملحوظ لتكاليف المعيشة. ويتم جمع المعلومات جزئيا بالنظر في ما إذا كان متوسط زيادة الرواتب في الدول يتناسب مع ارتفاع متوسط في تكاليف المعيشة، هذا ما لم تظهره الارقام المسجلة في الدراسة في جميع الدول، ففي المملكة أكد المشاركون في البحث أن التكاليف المعيشية زادت بنسبة 32% مقابل زيادة في الرواتب لم تتعدى 11%.