} علمتُ بأن من محاور مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام تأهيل المعلم /المعلمة بوصفهما الركن الأساسي في العملية التعليمية، وحتى الآن لم نلحظ تطبيقاً يستحق التنويه في هذا المجال، لذلك نرجو أن يكون ضمن أولويات القيادة الجديدة بوزارة التربية والتعليم وضع إستراتيجية تدريبية وتأهيلية فعالة. الإشكالية هي كبر حجم المهمة عندما ننظر لها بصورة عامة، حيث يجد المسؤول صعوبة في كيف يبدأ؟ من يستهدف بموضوع التدريب؟ ماهو نوع التدريب؟ كيف يتأكد من فاعلية التدريب وأثره على المعلم والتلميذ والعملية التعليمية؟ إلى آخره من الاسئلة الكبيرة والتي قد تبعث على الإحباط أحياناً. يجب البدء هنا من تأهيل المعلم ودور وزارة التربية والتعليم هنا ليس العودة لكليات المعلمين بل تأسيس حزمة المواصفات والخصائص المطلوب توفرها في المعلم خريج كلية التربية أو المعلمين ( outcome competencies) أو بمعنى آخر المواصفات التي تؤهل المتقدم للالتحاق بسلك التعليم ومن ثم التأكيد على الجامعات بضرورة تحقيق تلك المخرجات في مناهجها ومخرجاتها. بكل أسف مناهج ومخرجات كليات التربية والمعلمين السعودية (وأعتذر عن تعمدي التعميم فلست أرى نموذجاً مثاليا في هذا الشأن) متواضعة الشأن، ودور وزارة التربية والتعليم سيكون مفيداً في مساعدتها للتعرف على الخصائص والصفات المطلوب تحقيقها في المعلم الجديد. سنكتب لاحقاً عن كليات التربية. الخطوة الثانية تكمن في تحديد المهارات الاساسية المطلوب تحققها في المعلم/ المعلمة بغض النظر عن تخصصهما ومستوى المرحلة التي يعملان بها. هذه المهارات قد تكون من ذلك النوع الذي يطلق عليه المهارات الناعمة ( soft skills) مثل مهارات التواصل واساسيات التوثيق والكتابة والكمبيوتر وابجديات سلوكيات العمل والمهنة وغيرها. بعد التعرف على حزمة المهارات تلك يصبح لزاماً على كل معلم التدرب عليها خلال فترة محددة (السنة الأولى من عمله مثلاً)، قبل أن ينتقل إلى مهارات أخرى مثل إدارة الفصل الدراسي والتعرف على الفروقات الفردية والاجتماعية والنفسية لدى الطلاب وإعداد الاختبارات ووسائل التقويم وإدارة النشاط الصفي واللاصفي، إلخ. ثم بعد ذلك نضع حزمة مهارات متقدمة كمهارات تصميم المناهج والحزم التدريبية والإدارة المدرسية وهكذا بقصد تحديد الاحتياج وربط ترقية وتقويم المعلم بحزم تدريبية متنوعة وفق خطة زمنية تتوافق ومستواه وخبراته ... حالياً هناك سوق رائجة للتدريب وفيها الكثير من الغث وقد تنزلق وزارة التربية إلى أسلوب تجاري في تدريب المعلمين عن طريق بعض الشركات والمدارس والجامعات المحلية، لذلك قد يكون مناسباً البحث عن شريك محلي أو عالمي متميز في مجال التدريب التربوي و تأسيس معهد للتدريب التربوي على غرار معهد الإدارة، تكون مهمته الدائمة هي التدريب المستمر وقصير المدى وعلى رأس العمل في مجال التعليم والتربية وليس تقديم درجات علمية كتلك التي تقدمها الكليات...