التشجيع من أهم وسائل تربية الأطفال والسيطرة على سلوكياتهم وتطويرها للأحسن،،ولكن أكثر الآباء يهمش هذه الطريقة ولا يعطيها حقها من العناية والاهتمام.. فالتشجيع والمكافأة شأنهما ان يرفعا المعنويات ،ويبثا الحماس ،ويشحذا الهمم ،وينميا الثقة بالنفس ،ويبثا في نفس الطفل طمأنينة القبول الاجتماعي الذي تحتاجه صحتنا النفسية جميعا بلا استثناء.. **** ومن اسهل طرق التعزيز للسلوك الحسن هو المكافأة الاجتماعية التي لا تكلف الآباء والمعلمين شيئاً، وهي بالمناسبة أعظم تأثيراً في نفس الطفل من أي مكافأة مادية، وتختلف المكافأة الاجتماعية بحسب ما يناسب المقام فمنها الابتسامة والقبلة والعناق والمسح على الرأس والتربيت على الكتف والنظرة الفخورة وتعبيرات الوجه الدالة على الرضا والاستحسان ، وأفضل من هذا كله المدح والثناء عليه والفخر به أمام الجميع، كل هذا يزرع في الطفل القيم الحسنة والشيم النبيلة والرقي الاخلاقي والتنبه للحدود المحذور تجاوزها وينمي لديه السلوكيات الفارسية من شهامة ورجولة ومروءة وانسانية نفخر بها جميعا.. **** ولكن بعض الآباء يبخل بكل هذه الإيماءات ، بل يبخل بالكلمة الحلوة حتى لو استحقها ذلك الطفل، بل بعضهم مازال جلف الطباع ولم تؤثر به الحضارة الثقافية او التعليمية لدرجة انه يتعفف أن يقبل طفلاً او يمسح على رأسه، وما هم ببعيد عن ذلك الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فرآه يقبل الحسن والحسين، فقال أتقبلهما؟ والله يامحمد إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحداً منهم. فقال له صلى الله عليه وسلم (وما أصنع لك، إن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك) فهي رحمات نزعت من قلوبهم، عسى الله أن يردهم للحق ، وان يعطف قلوبهم على ابنائهم، دون الحاجة للتعليل بانهم مشغولون عن اولادهم بهموم الحياة، او تعليل احدهم بان السلوك الحميد والتصرف المهذب هو الاصل! فلا حاجة لمكافأة او تشجيع من يصنعه ! **** ومهم جدا اننا عندما نكافئ الطفل ونشجعه ان نعلم ان هدفنا الاول هو تعزيز السلوك الحسن والعمل الطيب وليس مكافأة الطفل نفسه، وهنا يتوجب علينا ان نثني على العمل الذي تحقق وعلى السلوك الذي عُمل، دون التطرق الى القدرات الجسمية او العقلية، وبالمثال يتضح دائما المقال : فعندما يقوم الطفل بتنظيف غرفته وترتيبها، من الافضل ان تتحدث عن الغرفة وجمالها بعد الترتيب وسعتها بعد التوظيب ورائحتها بعد التطييب، عندها سيعلم الطفل انك احببت هذا العمل الجميل وان النظافة مصدر فخر لك به، ولكن ايضا لا مانع ان تثني على ذوقه ونظافته واحساسه بالمسؤولية.. **** وأختم بالتنبيه الى اهمية تقديم المكافأة والتشجيع الى الطفل فور انتهائه من القيام بالعمل الجيد او التصرف بالسلوك الحسن فان المبادرة بها لها وقع على النفس ولعل هذا أحد أسرار حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال (أعط الأجير أجره قبل اأن يجف عرقه) فالنفس الإنسانية جبلت على حب تعجيل الحصول على المكافأة.. وعلى دروب الخير والصلاح نلتقي ..