تحت رعاية وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام، افتتح الدكتور سعيد السريحي المعرض الشخصي الأول للتشكيلي فيصل الخديدي في صالة أتيليه جدة للفنون الجميلة بمدينة جدة مساء يوم الاربعاء الماضي، ويختتم المعرض مساء غد السبت. الخديدي عرض أكثر من 30 عملاً فنياً من الأعمال المفاهيمية تحت عنوان (ثمة ما يستحق) وبأسلوب عرض مختلف ولافت حيث يقوم بعرض بعض أعماله في أكثر من ثلاجة ذات واجهات زجاجية. وقد تحدث الخديدي عن فكرة المعرض وأسلوب العرض قائلاً : «فكرة المعرض قائمة على الأثلجة.. أثلجة كل ما هو قيم من القيم الإنسانية، ولتأكيد عملية الأثلجة في الأعمال قدمت العرض بشكل رمزي في ثلاجات التي هي مصدر التثليج، والثلاجة تمثل أكثر من وسيط عرض كونها جزءاً من العمل». عن أعماله يقول الناقد سامي جريدي في قراءة نقدية في «تجربته ثمة ما يستحق، تتمثل صيغتها التاريخية في تسجيلها السردي عبر ثقافة بصرية تنطلق من أن ثمة أحداثاً وشخصيات وأشياء في هذه الحياة قد جُمّدت وحُنّطت بفعل مقصود أو لسبب من الأسباب فلم تعد نابضة بالحياة بل غُيّبت ودُفنت وأُبعدت عن ثقافة العالم والمجتمعات. والأهمية التاريخية تتضح في أنها استطاعت أن ترسم صورة ذهنية كبرى عبر وجوه الشخصيات ومواقف الأحداث التي تعامل معها الفنان في أن كل لقطة أو مشهد أو شكل له سيرته وتاريخه المهم في فترة زمنية معينة ضاعت ملامحها وحركتها فأصبحت في زمن النسيان. وبنية النسيان تعود من جديد إلى نظرية الإلغاء التي تبناها الفنان في مقصدية المعكوسية في الثلج الذي تبنى فكرته من الأساس لتتحوّل طريقة صب القوالب الثلجية لتجميد المأكولات والمشروبات لفائدة معروفة إلى مفهوم آخر مفهوم معاكس نجده في سلبية التجميد الثانية. لتجيء رسوم الأطفال وألعابهم الصغيرة وهي مجمّدة، صور فوتوغرافية لأشخاص كدافنشي ومناظر لحروب ومجاعات وسجون وكذلك كتب وأوراق وأدوات إلكترونية، والتي تبدو من خلال الرسالة الفنية التي تمثل المجتمع العربي ومدى ارتباطه بالقيم والعادات والتقاليد التي يرى الفنان أنها قد وصلت إلى طريق مسدود من التقدّم والتحرّك نحو الأمام في ظل صعوبات حضارية سارعت من الاختلال الاستمراري لها. فيصل خالد الخديدي (1392ه) يحمل درجة الماجستير من جامعة أم القرى بمكة المكرمة (1430ه) ويعمل حالياً رئيساً لجمعية الثقافة والفنون بمحافظة الطائف وهو من جيل التشكيليين السعوديين الشباب أصحاب التجارب الفنية المتميزة ، كما أقام العديد من المعارض الشخصية وشارك في الكثير من المعارض الجماعية داخل المملكة وخارجها.