وصل المصري شريف المشد ( 32 عاماً) الذي يجيد حرفة النجارة إلى إيطاليا عام 1997 سعياً وراء حياة أفضل. وبعد أن حصل على التصاريح اللازمة بدأ العمل في مطعم قبل أن يبدأ مشروعاً صغيراً خاصاً به بالقرب من ليك كومو. وفي تموز(يوليو) عام 2001 وقبل شهرين من هجمات 11 أيلول (سبتمبر) ضد الولاياتالمتحدة اشترى تذكرة ذهاب وعودة إلى أفغانستان حيث قال إنه يعتزم تمضية بعض الوقت في القيام بأعمال خيرية. ولأنه لم يعد بمقدوره العودة إلى وطنه بعد الغزو الأمريكي اللاحق لأفغانستان فر المشد إلى باكستان حيث اعتقلته السلطات المحلية التي يتردد أنها تلقت منحة سخية لقاء تسليمه للقوات الامريكية. ومنذ شباط (فبراير) عام 2002 وهو محتجز دون توجيه اتهام له في المعتقل الامريكي سيئ السمعة بجزيرة غوانتانامو الكوبية حيث يمضي جل وقته في زنزانة انفرادية بلا نوافذ لمدة 23 ساعة يوميا. والمشد واحد بين نحو 60 معتقلا في غوانتانامو من الجزائر ومصر والصين وليبيا والذين قال البنتاغون إنهم مرشحون لإطلاق سراحهم ونقلهم إلى بلد ثالث لكن ما من بلد ثالث راغب في قبولهم. ويخشى قسم كبير منهم الاضطهاد في بلده الأصلي و أغلب الظن أنه سيتم إرسالهم عوضاً عن ذلك إلى أوروبا. ويلتقى وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس لبحث ما إذا كان من الممكن مساعدة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على إغلاق المعتقل باستضافة هؤلاء المعتقلين. ووقع أوباما عقب توليه السلطة الشهر الماضي أمراً بإغلاق المعتقل في غضون عام كما تعكف إدارته على عملية ترمي للتعامل مع المعتقلين. وصرحت كاميلا جيلبارت من منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان في مؤتمر صحفي في بروكسل يوم الثلاثاء " إنه من المهم التخلي عن فكرة أن هؤلاء المعتقلين إرهابيون لمجرد أنهم كانوا معتقلين في غوانتانامو. وأضافت قائلة " إننا نريد أن نرى أوروبا وقد كثفت من إسهامها في إنهاء فضيحة غوانتانامو". ولم تعلن أية دولة صراحة عن قبولها لبعض هؤلاء المعتقلين سوى البرتغال وليتوانيا. كما تنظر مجموعة أخرى من الدول بينها ألمانيا وفرنسا وأسبانيا وإيرلندا وفنلندا في الأمر. وصرحت ايرينا سابك من مركز الحقوق الدستورية وهي جماعة معنية بحقوق الانسان تتخذ من نيويورك مقرا لها بقولها: " هؤلاء الناس يتحرقون شوقا لبدء حياتهم من جديد وسيكونوا من الشاكرين لأي بلد يقبلهم". وقال ناشطون إنه عند قبول هؤلاء في اوروبا فإنه يتعين منحهم نوعاً من الوضع الإنساني. كما يتعين تمكينهم من وسائل الرعاية الصحية ومساعدتهم في التغلب على سنوات من التعذيب والمهانة والاذلال. وأعلنت الرئاسة التشيكية للاتحاد الاوروبي أن المحادثات التي سيجريها وزراء داخلية الاتحاد" اليوم " ستكون فنية لدرجة كبيرة فيما أشار دبلوماسي قائلا: " لازلنا في انتظار بيان واضح من الجانب الامريكي عن عدد المعتقلين المطلوب استضافتهم ". وستلوح أول فرصة لاستيضاح الامر من واشنطن الاسبوع القادم عندما تقوم وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بأول زيارة لها إلى بروكسل للالتقاء بوزراء خارجية دول حلف شمال الاطلنطي ( ناتو).