أحبطت هزيمة النصر من الهلال الاثنين الماضي، وخروجه من الدور نصف النهائي لبطولة كأس ولي العهد المخططات، والخطوات الإدارية المثيرة لإعادة النصر لصلب منافسة الكبار بسرعة الصاروخ؛ وأجهض الهلال الأحلام (الصفراء) التي تعالت بعد فوزه على الاتحاد بجدة، ويبدو أنَّ العمل النصراوي الجيد، والذي لا يمكن إلغاء معالمه بالهدف اليتيم من المنافس التقليدي؛ في مباراة تحتمل كلُّ التوقعات المتاحة قبل انطلاق صافرة بدايتها، غير أنَّ العمل النصراوي أثبت أنه صعد بالفريق (الأصفر) درجات؛ لكنها لا تزال بعيدة عن مواكبة الانضباط الذي ظهر عليه الهلال، والقدرة الفائقة على إغلاقه المنافذ المؤدية لمرمى محمد الدعيع تحت إشراف مدرب روماني متمرس؛ صنع الاستقرار الفني المطلوب، واختار أجانبه بنفسه، وتشرَّب لاعبوه على مدى عامين طريقته حتى بات فريقاً مميزاً، يصعب اختراق خطه الدفاعي الأول، ويملك نجوماً لديهم القدرة على الارتداد السريع، و بعثرة الدفاعات المقابلة. حزُن النصراويون كثيراً على خروجهم المرّ من البطولة الغالية على يد المنافس، ولا بدَّ أنْ يدرك أصحاب القرار في الفريق (الأصفر) أنَّ الوسط الرياضي بات مقتنعاً بالتطور الذي اعترى صفوفهم، وأنَّ جماهيرهم تقدِّر الجهد المبذول في المرحلة الماضية؛ خصوصاً أنَّ النصر كان الفريق السعودي الأكثر تطويراً خلال فترة الانتقالات الشتوية القصيرة، التي قلبت أحوال النصر بدءاً بالجهاز الفني بقيادة المدرب الأرجنتيني العالمي إدقاردو باوزا، والتجديد الذي طرأ على اللاعبين الأجانب بالتعاقد مع المصري الشهير حسام غالي، وهداف الخليج العماني حسن ربيع، ونقل خدمات المهاجم علاء الكويكبي بنظام الإعارة، وكل هذه الخطوات جديرة بالترحيب مع الإعلام عنها، غير أنَّ الواقع كشف أنّ لدى الآخرين من هم أمهر، وأقدر على فرض الهيمنة وسط الميدان، وصُنع كرات الهدف القاتلة مما هو في النصر بعد أنْ خذل المصري غالي الجماهير، كما أنَّ المهاجم العماني (أقلّ لاعبي النصر حركة) ربما لم يكن الحكم عليه من خلال كأس الخليج كافياً، فلم يقدم منذ مجيئه ما يشفع بالقول بأنه صفقة ناجحة؛ فيما لم يكُن استدعاء الكويكبي للعب وسطاً أيمن مقنعاً !!. النصر تطور كثيراً، وأمام الهلال لعب الندّ للندّ، وكان ياسر القحطاني ورفاقه غير مطمئنين للفوز حتى آخر صافرة أطلقها الحكم السويسري كلاوديو، وسط ضغط أصفر بحث عن معادلة الكفة، لكنه اصطدم بالدفاعات المحصنة لعزيز ورادوي، والمساندة المبهِرة لزملائهم وسط الميدان، والتي لا يمكن فكّ رموزها سوى بتواجد اللاعبين المهَرة، أو بالتسديد المباشر خارج المنطقة، وهو ما لم نرَه سوى في محاولة واحدة من البرازيلي إلتون ارتدت من العارضة. صعوبة الهزيمة لا تلغي المكتسبات الكبيرة التي حققها النصر أنَّ بدءاً من المدرب الكبير الذي ظهرت بصماته رغم حداثة عهده بفريقه؛ وعرف النصراويون بالتجربة الحية أنَّ تحركاتهم الجادة التي حدثت في أسابيعَ قليلة، وصنعت النقلة التطور حديث الرياضيين قبل مواجهة الهلال تؤكد أهمية مواصلة العمل، والاستفادة من الأخطاء، ومواكبة مستويات الأجانب فيه صانعي التأثير الحقيقي (رادوي، التايب، ويلي هامسون، وسول).