منذ أيام تم الاحتفال باليوم العالمي للقصة، وأقام نادي الرياض الأدبي احتفالية بهذه المناسبة، قدم فيها بعض القراءات والشهادات القصصية، وحقيقة يشكر أدبي الرياض على مبادرته هذه وكنت أتمنى لو أعد لها بصورة أفضل، ولكن نأمل أن يكون ذلك في الأعوام المقبلة، حيث إن التاريخ لهذه الاحتفالية محدد، وهذا اليوم يشبه اليوم العالمي للمسرح، والذي يلقى به خطاب بكل اللغات لأحد رموز المسرح في العالم، عموماً، تم الاحتفال باليوم العالمي للقصة، الأمر الذي جعل أحد الأصدقاء يقول لماذا لا يكون الاحتفال بالرواية، لأن هذا الزمن هو زمن الرواية، فالرواية هي الآن ديوان العرب، وأنا أعتقد أن هذه المقولة انتهى زمنها، فالزمن ليس بزمن القصة أو الرواية أو الشعر أو حتى المسرحية أو المقالة، الزمن هو زمن الإبداع، وبالطبع يدخل تحت هذا المسمى أيضاً الفن التشكيلي والتصوير الضوئي والخط، نحن نظلم أنفسنا إذا اقتصرنا على نوع واحد، فالمسألة ليست بموضة كما طرحها أحد الكُتَّاب عبر برنامج إذاعي، وليس بتاج أو بردة يلبسها الإبداع فترة من الزمن، ويخلعها ليلبسها الآخر، فيكون الشعر ديوان العرب، بعد ذلك أصبحت الرواية هي ديوان العرب، وربما في المستقبل يكون السيناريو «مثلاً» ديوان العرب، الإبداع واحد، ولكن تواصل الناس مع هذا الإبداع هو المتغير، نظلم كثيراً القصة القصيرة عندما نقول إن الاهتمام بها قد قل، نحن نطلق تلك الأحكام ونحن أول من يصدقها، وما ينطبق على القصة ينطبق أيضاً على الشعر، وإذا استمر الأمر على هذا النسق من الانتقائية فلن يكون هنالك مشهد ثقافي سوى في المملكة، لنلغي حكاية الموضة وديوان العرب، ونتواصل مع الإبداع مجرداً، هنالك من القصائد التي يكتبها الشعراء وتنشر في بعض الصحف أو المواقع الإلكترونية أو تطبع في دواوين متميزة، وتستحق أن تقرأ وتناقش، وكذلك القصة القصيرة، وموقع القصة العربية في الشبكة العنكبوتية مثال واضح لحضور القصة القصيرة، وجميل أن يكون هذا الحضور الروائي والذي سيضيف بكل تأكيد لإبداع الكثير، إذا ليكن الاحتفال بالإبداع دائماً.