لا أظن أن أحداً ممن يقرأ هذه السطور يجهل الانفلونزا، ذلك الفيروس المُعدي الذي يصيب الجهاز التنفسي مع كل تغير يطرأ على الأجواء، وينتج عنه أعراض عديدة كارتفاع درجة حرارة الجسم، والزكام، والصداع وغيرها من الأعراض التي لا أظنها تخفاكم؛ وللشاعر المبدع فالح بن راشد آل حثلان قصيدة جميلة وطريفة اسمها (أبيات مزكومة) يصور فيها حالته مع الانفلونزا التي أصابته وهو في الغربة، ولكنه لم يفكر حينها في الدواء، بل فكر في شيء آخر: عادت عليّ الزكمة المجنونة وأنا يلولاها بخير وصحه فتور بأطرافي، وألم، وصخونه وصداع، وتسكيرة أذون، وكحه وغريب وظروفي معي مرهونه ونفسي على وصل النجوم أملحّه صوّت لك يالجادل المزيونه حتى صدى صوتي غدى له بحّه وكذلك فإن للشاعر محمد الدهيمي قصيدة جميلة اسمها (عطسة المزكوم) يقول في آخر أبياتها: الردي علّة منته بها ملزوم يقتف الناس ويفتش صرايرها هرجته كنها عطسة المزكوم تحشره ويتضايق لين يظهرها والسنافي يحط علوم دون علوم إحترام للأجواد ومشاعرها ففي هذه الأبيات الرائعة يتفرد الدهيمي بتشبيه عدم قدرة بعض الأشخاص على الامتناع عن تتبع عورات الناس وأسرارهم، بعدم قدرة المصاب بالانفلونزا على منع نفسه من العطاس!