قبل تفجيرات سبتمبر في نيويورك، وقبل اعتماد الأنظمة الإلكترونية في الجوازات السعودية؛ سافرت إلى أمريكا لزيارة شقيقتي في ولاية ميتشغان.. وكنت أنا وزوجتي نستعمل حينها جوازاً واحداً مشتركاً كتبت بياناته بخط اليد . وحين هبطنا في مطار نيويورك - وسلمنا الجواز لضابط الجمارك - تنقل كثيراً بين الصفحات التي تخصني وتخص زوجتي لدرجة بدأت أتوتر بالفعل.. وبعد دقائق حسبتها سنوات نطق وسأل ببرود : «هل ولدتما في نفس السنة؟» ارتبكت قليلا وقلت «نعم، أليست مصادفة جميلة ؟».. لم يعلق بل تابع قائلا: «وولدتما أيضا في نفس الشهر؟» وهنا أدركت ان الاخوان في الجوازات وضعونا بورطة ولكنني تماسكت وقلت «صحيح، الجميع يحسدنا على هذا التوافق».. غير أن نبرة صوته ازدادت حدة حين قال «وهل ولدتما في نفس اليوم أيضا؟».. وهنا تدخلت أم حسام وانقذت الموقف بقولها «هذا من حسن حظنا كي لانشتري كعكتين لعيد الميلاد!! ».. عندها ضحك النيويوركي وقال من باب المجاملة : «لامشكلة؛ فشقيقتي تملك نفس التطابق مع زوجها»!! وبعد خروجنا من الطابور سألتني أم حسام «مالذي حصل بالضبط!؟ » أجبتها وأنا أتفحص الجواز «يبدو ان موظف الجوازات في السعودية لم يشأ ازعاج نفسه بتقصي المعلومات الصحيحة فوضع نفس البيانات التي في صفحتي، في صفحتك، ولو كان هناك تاريخ للوفاة لجمعنا في نفس اليوم.. ياللرومانسية»!! ... وبعد خروجنا من المطار بدأت أتفكر في مصداقية التعليق الذي أطلقه الضابط - الذي لايعرف مايجري في العالم الثالث - واحتمال تطابق «شقيقته» فعلا مع ميلاد زوجها.. فباستثناء التوائم يصعب وجود شخصين متقاربين ولدا في نفس العام والشهر واليوم.. وتزداد الاستحالة بتلاقيهما في نفس الزمان والمكان وما يتبع ذلك من نظرة فسلام فكلام.. فزواج!؟ غير أن هذا الاحتمال يظل واردا وذكرني - شخصيا - باتصال غريب تلقيته قبل سنوات أثناء عملي في صحيفة المدينة.. فذات يوم أتصل بي أحد القراء ليخبرني أن ابنه (علي) ولد مؤخراً في نفس اليوم والساعة التي ولد فيها ابن خالته الأولى (فواز) وابنة خالته الثانية (غدير) .. وبدون تردد طلبت منه إرسال فاكس بشهادات الميلاد فوجدت ما ذكره صحيحاً حيث ولد الأطفال الثلاثة في (تاسع يوم من ذي الحجة عام 1412) لثلاث شقيقات طلب عدم ذكر أسمائهن !! ... واليوم - قبل كتابة هذا المقال - صادفت خبرا غريبا يتحدث عن عائلة ديفيس في مدينة باث البريطانية التي اشتهرت بولادة ثلاثة اجيال منها في نفس اليوم والتاريخ (وتحديدا في الرابع من ديسمبر من كل عام) .. وكانت دائرة المواليد في انجلترا قد علقت على الموضوع بقولها ان بين كل 23 شخصا هناك احتمال بوجود شخصين ولدا في نفس اليوم والشهر دون العام.. وأن من بين كل 2323 شخصا هناك احتمال بوجود 46 لديهم نفس التطابق.. هذه الاحتمالات العجيبة لوحظت ايضا في سلسلة الرؤساء الأمريكان حيث يوجد أربعة رؤساء (بين جورج واشنطن وباراك أوباما) ولدوا في ثاني يوم من شهر نوفمبر ! ... كل هذا يجعلني أتساءل عن حجم الشبه الذي يوجد بين سبعة بلايين انسان يحملهم كوكب الأرض.. فمن المؤكد أن ما يخلق من الشبه يتجاوز حالياً (الأربعين) وأن من يشبه باراك أوباما يتجاوز في آسيا وأفريقيا سكان دولة صغيرة كالفاتيكان ولينخشتاين ...