ليس الممثلون والمخرجون هم فقط من يفوز بجوائز الأوسكار، إنهم فقط من تسلط عليهم الأضواء في الحفل السنوي، فمن بين كل الفائزين هناك الكثيرون من حملة الأوسكار والذي تدين لهم السينما بالفضل الكثير ولا أحد يعرف كيف تنطق أسماءهم، علماء وفنيين ومصممي رقصات، وبعضهم، مثل رجل هذا العام، أنجز الكثير من الأعمال الإنسانية وكان في وقت ما أحد نجوم الصف الأول، نحن نتكلم في هذا التقرير عن الأوسكارات المخصصة للمسنين أو ما يعرف رسمياً بالجوائز الفخرية والتكريمية غير التنافسية والتي تمنح مباشرة من قبل مجلس محافظي الأكاديمية بلجانها المختلفة وليس عن طريق تصويت الأعضاء كما يحصل في بقية الجوائز. في حفل هذا العام ستفتقد الجماهير جائزة الأوسكار الفخرية الشهيرة «Honorary Award» والتي منحت في السنوات الأخيرة لإينو موريكوني وروبيرت التمان وسيدني لوميت، والتي تمنحها الأكاديمية في لحظات يقظة منها في محاولة لتقديم اعتذار لعظماء لم يحملوا أوسكاراً من قبل كما حصل مع لوبيتش واورسون ويلز وكوروساوا وفيلليني، والبديل هذا العام للجائزة الفخرية هي جائزة «جائزة جين هيرشولت الإنسانية «Jean Hersholt Humanitarian Award» والتي تمنح في العادة لذوي الجهود الإنسانية من العاملين في حقل الصناعة السينمائية، وسبق وأن منحت لبول نيومان واودري هيبورن. وستذهب هذه الجائزة هذا العام للفنان الكوميدي والغنائي جيري لويس الذي اشتهر مع زميله «دين مارتن» في منتصف الخمسينيات ولم يسبق له حتى أن ترشح لأي فرع من فروع جوائز الأوسكار والتي ستمنح له في الحفل المقبل لمساهماته القيمة والثمينة خلال مؤسسته الخيرية للضمور العضلي، وجائزة «جين هيرشولت» عبارة عن تمثال أوسكار ذهبي مطابق تماماً للذي يمنح لبقية الفائزين من ممثلين ومخرجين، على العكس من بعض الجوائز التقديرية المكونة من اوسمة وشهادات، وتم إطلاق اسم الجائزة على اسم الفنان الدانمركي «جين هيرشولت» الذي اشتهر كنجم إذاعي وسينمائي وقت السينما الصامتة وساهم بعدها بإنشاء صندوق الإغاثة السينمائي الذي يوفر العناية الطبية للعاملين في الصناعة السينمائية من ذوي الدخول المنخفضة قبل أن يترأس أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية عام 1945م. ولا تقتصر أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية على منح الأوسكارات الإنسانية فقط، بل تخصص جوائز تكريمية تمنح من قبل لجنة العلوم التقنية في حفل عشاء خاص لا ينقل تلفزيونياً ويعقد سنوياً قبل الحفل الشهير بأسبوع واحد لأبرز من ساهموا في ازدهار الصناعة السينمائية باكتشافات واختراعات تقنية، مثل ميدالية جون بي بونيير « John A. Bonner Medal of Commendation» التي تمنح تقديرا للخدمات الإستثنائية والتفاني للحفاظ على معايير الأكاديمية العالية وذهبت ميدالية هذا العام لمهندس الكمبيوتر«مارك كيمبال» الذي أفنى حياته في المجال السينمائي خلال ثلاثة عقود بتخصصه بتقنيات الرسوم المتحركة. وذهبت جائزة «جوردون اي سوير» « Gordon E. Sawyer» والتي هي عبارة عن وسام فخري وليس تمثال أوسكار يمنح كل عام من قبل اللجنة التقنية والعلمية لأحد العاملين في الصناعة السينمائية والذين كانت لمساهماتهم التقنية الفضل الكبير على السينما، لكن جائزة هذا العام منحت على شكل تمثال أوسكار للعالم لإيدوين كاتمول رئيس «استديوهات ديزني» و«بيكسار» ومؤسس العديد من مراكز البحث الخاصة بالمؤثرات البصرية للأفلام الرسومية، وهو أحد رواد العلماء الذين يعملون في المجال السينمائي. ومنحت شهادة الإنجاز التقني »Technical Achievement» ل «ستيف هايلن» الذي طور من نظام عدسات هايلن المتخصصة في المؤثرات البصرية، وهي شهادة تمنح لغير العاملين في حقل الصناعة السينمائية ولكن مساهماتهم التقنية ساهمت في تطوير الصناعة السينمائية. كما تمنح لجنة العلوم والتقنية جوائز العلوم والهندسة لبعض الذين بمساهماتهم الهندسية يساعدون من تطور الصناعة السينمائية، كفريق مكون من مصممين ومبرمجين لعدسات تكبير رقمية محمولة خفيفه الوزن يسهل التحكم بها أثناء التصوير السينمائي، وفريق آخر عمل على تطوير إضاءة ثابتة تعمل لساعات طويلة يسهل معها من التحكم بالأنعكاسات الضوئية. فإذا كانت أكاديمية الفنون و«العلوم» السينمائية تعرف من قبل الجماهير بأنها الجهة التي تمنح أشهر الجوائز السينمائية للممثلين والمخرجين، فهذا هو الوجه الثاني من الأكاديمية والذي يقتصر على حفل عشاء بارد يعقد قبل «الحفل الكبير» بأسبوع.