تم في مدينة دبي احتفال داوجونز للمؤشرات المالية بالذكرى العاشرة لاطلاقها أول مؤشراتها المالية الإسلامية في العام 1999. وبهذه المناسبة استضافت الشركة لقاء صحافياً لمناقشة التغيرات الديناميكية في الاقتصاد العالمي وتأثيرها على اقتصادات بلدان الشرق الأوسط والأهمية المتزايدة للتمويل الإسلامي والدور الذي يمكن أن يلعبه في استقرار هذه الاقتصادات. وقال مدير العمليات وعلاقات البورصة بمؤشرات داوجونز ومدير اللقاء الصحفي جيمي فارمر «نحتفل هذا العام بمرور 10 سنوات على إطلاق مؤشرات داوجونز لأسواق المال الإسلامية، ويعتبر هذا الحدث مهماً في مسيرة مؤشرات داوجونز التي تعد رائدة في مجال المؤشرات الإسلامية، فقد وفرت للمؤسسات المالية وسيلة لقياس أداء المحافظ المتوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية، واحتفالاً بهذا العقد الحافل بالنجاحات في قياس أداء الأسهم الإسلامية، فإننا سنقيم سلسلة من الندوات والفعاليات على مستوى العالم نستهلها في دبي». وأوضح المدير العام للمبيعات لمنطقة آسيا للمحيط الهادئ والشرق الأوسط في داوجونز سوميت نهالاني أن «مؤشرات داوجونز كانت أول مزود يطور طريقة لمراقبة مدى التزام الأسهم بمبادئ الشريعة الإسلامية»، وأضاف »تم ابتكار مؤشرات داو جونز لأسواق المال الإسلامية لتكون مؤشراً أو معياراً للمستثمرين من المؤسسات عند تحديد محافظهم أو مقارنة أداء محافظهم. وتستخدم هذه المجموعة من المؤشرات في الوقت الحاضر مقياساً وأساساً للعدد من المنتجات الاستثمارية لأنها تعكس رغبة المستثمرين». وتم إطلاق مؤشر داوجونز العالمي لأسواق المال الإسلامية في فبراير 1999 ليصبح أول مقياس لأداء مجموعة شاملة من الأسهم الاستثمارية المتوافقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية. وخلال السنوات العشر الماضية توسعت سلسلة مؤشرات داوجونز لأسواق المال الإسلامية إلى أكثر من 100 مؤشر تشمل كافة الأسواق المالية الرئيسية العريقة والناشئة، وكذلك كافة المناطق والقطاعات، والتي من بينها منطقة جنوب شرق آسيا والبرازيل وروسيا والهند والصين ومنطقة مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى الأسهم الممتازة العالمية والماليزية. وأضاف نهالاني قائلاً: تعتبر المؤشرات الإسلامية وسيلة جذابة وتشكل في الوقت نفسه تحدياً، حيث تستخدم لقياس الأسواق، وتسهم مؤشرات داوجونز لأسواق المال الإسلامية بدور رائد في تعزيز وتشكيل عالم المؤشرات الإسلامية. ومن المؤكد أن مؤشراتنا الإسلامية المتفوقة والفريدة قد لقيت قبولاً واسع النطاق من قبل المساهمين في السوق في كافة أنحاء العالم، حيث يتم اختيار مؤشرات داوجونز لأسواق المال الإسلامية لوضع إطار لأول صناديق تداول إسلامية في البورصة في كافة أنحاء العالم، بل إنها فازت بحوالي 16 جائزة مرموقة في هذا المجال تقديراً لابتكارها وتميزها. من جهته، قال الدكتور ناصر السعيدي، رئيس الشؤون الاقتصادية في سلطة مركز دبي المالي العالمي: لقد أدت الأزمة المالية العالمية إلى انهيار كبير في النظم المصرفية والمالية التقليدية، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول آليات السوق الأساسية وحوكمة الشركات وإخفاق الهيئات التنظيمية وفاعلية مجالس ادارة الشركات وكيفية ادارة المخاطر. والأمر المؤكد هو أن اطار اتفاقية «بازل 2» والاعتماد على التنظيم الذاتي قد أثبتا فشلهما، مما يُبرز الحاجة إلى نموذج جديد. والنظام المالي الإسلامي القائم على الشراكة والمشاركة في كل من المخاطر والادارة، يجسد المبادئ الصحيحة لحوكمة الشركات والالتزام بالأخلاقيات السليمة، كما يفرض مزيداً من الشفافية والمسؤولية. وفي عام 2007 كان حجم قطاع التمويل الإسلامي في العالم حوالي 729 مليار دولار، وقدر بحوالي 840 مليار دولار بنهاية عام 2008، بينما من المتوقع أن ينمو إلى ما يقارب 3.5 تريليونات دولار خلال السنوات الخمس القادمة. وأضاف السعيدي قائلاً: هذه لحظة حاسمة بالنسبة لأسواق المال العالمية وإصلاح البنية المالية العالمية، ومازالت الأسواق العالمية تعاني من الأزمة على الرغم من التدخلات الحكومية وتدخلات البنوك المركزية. لقد أدت الأزمة المالية إلى انكماش اقتصادي عالمي حاد وانخفاض كبير في أسعار السلع، بما فيها النفط. كما تتصاعد الضغوط على أسعار الأسهم والعقار، وهناك ركود كبير في نشاطات الإقراض المدعوم بالأصول، لاسيما في مجال الرهن العقاري.